القسطرة أم الأشعة بالصبغة؟.. حسام موافي يوضح الخيار الأفضل لفحص شرايين القلب
تُعد القسطرة والأشعة بالصبغة من الأدوات الطبية الهامة لتشخيص أمراض الشرايين، خاصة قبل إجراء جراحات القلب المفتوح ومع ذلك، يثار الجدل بين المرضى وحتى بعض الأطباء حول الأفضلية بين الطريقتين لتحديد الضيق أو الانسداد في الشرايين، الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة، أوضح الفرق بينهما ودواعي استخدام كل منهما.
الأشعة بالصبغة: أداة تشخيص دقيقة
بحسب تصريحات الدكتور حسام موافي، تُعتبر الأشعة بالصبغة وسيلة دقيقة ومهمة في تصوير الشرايين وفحص حالتها وأشار إلى أن هذه التقنية تعتمد على حقن صبغة في الأوعية الدموية، ما يُتيح للطبيب الحصول على صورة واضحة للشرايين، هذه الصور تساعد في تحديد مواضع الانسداد أو الضيق بدقة عالية، مما يُسهم في توجيه خطة العلاج المناسبة.
وأضاف موافي أن الأشعة بالصبغة تُستخدم على نطاق واسع، نظرًا لفعاليتها في تقديم معلومات دقيقة دون الحاجة إلى إجراء تدخل جراحي مباشر.
القسطرة: أداة تشخيصية وعلاجية
في المقابل، أوضح الدكتور موافي أن القسطرة تُعد خيارًا آخر لتشخيص مشاكل الشرايين، لكنها تتطلب إجراءات مختلفة عن الأشعة بالصبغة، أثناء القسطرة يتم حقن المريض بكمية أكبر من الصبغة مقارنة بالأشعة، ثم يُستخدم أنبوب رفيع يتم إدخاله عبر أحد الأوعية الدموية للوصول إلى الشرايين المصابة.
وأشار موافي إلى أن ميزة القسطرة تكمن في قدرتها على فحص كل شريان على حدة، فهي ليست مجرد أداة تشخيصية، بل يمكن استخدامها كعلاج أيضًا، حيث تتيح للطبيب إمكانية فتح الشرايين الضيقة أو إزالة الانسدادات أثناء نفس الإجراء.
الاختيار يعتمد على حالة المريض
أكد أستاذ طب الحالات الحرجة أن قرار اختيار القسطرة أو الأشعة بالصبغة يعتمد بشكل أساسي على الحالة الصحية للمريض واحتياجاته، إذا كان المريض بحاجة إلى فحص دقيق دون تدخل جراحي، فقد تكون الأشعة بالصبغة الخيار الأنسب، أما إذا تطلب الأمر التدخل لعلاج المشكلة أثناء التشخيص، فإن القسطرة تُعتبر الخيار الأفضل.
ومع ذلك، شدد موافي على أهمية سلامة وظائف الكلى قبل إجراء الأشعة بالصبغة، لأن الصبغة المستخدمة قد تُسبب أضرارًا للكلى، خاصة إذا كان المريض يعاني من ضعف وظائف الكلى.
فوائد القسطرة والأشعة بالصبغة
كلتا الطريقتين توفران فوائد كبيرة في مجال تشخيص أمراض الشرايين، وتكمّلان بعضهما البعض. الأشعة بالصبغة تُعد أداة غير جراحية وسريعة للحصول على صورة واضحة للشرايين، بينما تتميز القسطرة بقدرتها على الجمع بين التشخيص والعلاج في وقت واحد.
رسالة توعوية للمرضى
اختتم الدكتور حسام موافي حديثه بالتأكيد على ضرورة استشارة الطبيب المختص لتحديد الطريقة الأنسب لكل مريض. وأوضح أن كلاً من القسطرة والأشعة بالصبغة تُستخدمان بشكل واسع وآمن في التشخيص، لكن الاختيار يعتمد على طبيعة الحالة الصحية ومدى تقدم مشكلة الشرايين لدى المريض.
وأشار إلى أهمية المتابعة الدورية لصحة القلب والشرايين، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من عوامل خطورة مثل السكري، ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، لضمان الوقاية من المضاعفات الخطيرة.
أهمية الالتزام الطبي
أكد الدكتور حسام موافي على أن الالتزام بخطة العلاج التي يضعها الطبيب المختص هو العامل الأساسي للسيطرة على هذه الأمراض، كما حذر من التوقف عن تناول الأدوية دون استشارة طبية، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة.
النصائح التي قدمها الدكتور حسام موافي تعكس أهمية التوازن بين العلاج الطبي وتبني أسلوب حياة صحي، من خلال الالتزام بالإرشادات الطبية والتغييرات البسيطة في العادات اليومية، يمكن للمرضى تحسين حالتهم الصحية وتقليل خطر الإصابة بمضاعفات خطيرة.
إرشادات تسلط الضوء على أهمية الوقاية، الالتزام بالعلاج، واتباع أسلوب حياة صحي لتجنب المضاعفات الخطيرة المرتبطة بهذه الأمراض.
1. التحكم في مستويات الكوليسترول
يشدد الدكتور حسام موافي على ضرورة مراقبة مستويات الكوليسترول بانتظام، حيث إن ارتفاعه قد يؤدي إلى تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. ومن بين النصائح التي قدمها:
اتباع نظام غذائي صحي: الابتعاد عن الدهون المشبعة والمقلية، وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات، الفواكه، والشوفان.
ممارسة الرياضة بانتظام: 30 دقيقة من النشاط البدني يوميًا تساهم في تحسين مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) وتقليل الكوليسترول الضار (LDL).
الالتزام بالأدوية الموصوفة: بالنسبة للمرضى الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول المزمن، يجب الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب.
2. إدارة ضغط الدم المرتفع
يعتبر ارتفاع ضغط الدم من أبرز عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والشريان التاجي وأكد الدكتور موافي على أهمية:
تقليل استهلاك الملح: الإكثار من الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، لذا ينصح باستخدام التوابل الطبيعية بدلاً من ذلك.
الحفاظ على الوزن الصحي: السمنة تضاعف من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ما يجعل الحفاظ على الوزن المثالي أمرًا ضروريًا.
الابتعاد عن التوتر: التقنيات مثل التأمل والتنفس العميق قد تساعد على تخفيف التوتر الذي يؤثر سلبًا على ضغط الدم.
3. الوقاية من أمراض الشريان التاجي
بالنسبة لمرضى الشريان التاجي أو المعرضين لخطر الإصابة به، أوضح الدكتور موافي أن الوقاية تأتي من خلال:
التوقف عن التدخين: التدخين يزيد من تصلب الشرايين ويضعف جدران الأوعية الدموية.
متابعة مستويات السكر في الدم: مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بمشاكل الشريان التاجي، لذا فإن التحكم بمستويات السكر أمر حيوي.
إجراء الفحوصات الدورية: فحص القلب والشرايين بانتظام يساعد في الكشف المبكر عن أي مشاكل صحية.