السعرات الحرارية وتأثيرها على الهرمونات: 6 عوامل تفسر ظاهرة «جوع الشتاء»
تعد ظاهرة “جوع الشتاء” واحدة من الظواهر الطبيعية التي يلاحظها الكثيرون مع قدوم الطقس البارد. في هذا الموسم، يميل البعض إلى الشعور بالجوع بشكل أكبر، مما يدفعهم إلى تناول المزيد من الطعام مقارنة بالفصول الأخرى، رغم أن الشعور بالجوع هو استجابة طبيعية للجسم لحاجته للطاقة، إلا أن هذا الجوع في الشتاء قد يكون نتيجة لتفاعل معقد بين العديد من العوامل، بما في ذلك السعرات الحرارية والهرمونات التي تنظم عملية الأيض والشعور بالجوع، في هذا المقال يستعرض القارئ نيوز 6 أسباب رئيسية تفسر ظاهرة «جوع الشتاء» وتأثير السعرات الحرارية على الهرمونات.
1. زيادة حاجة الجسم للطاقة في البرد
أحد الأسباب الرئيسية لشعورنا بالجوع في فصل الشتاء هو زيادة الحاجة للطاقة لمواجهة الطقس البارد، في درجات الحرارة المنخفضة، يحتاج الجسم إلى مزيد من الطاقة للحفاظ على درجة حرارته الداخلية، حيث يعمل على تحفيز عمليات التمثيل الغذائي بشكل أسرع، هذه العمليات تتطلب المزيد من السعرات الحرارية للحفاظ على حرارة الجسم وتوليد الطاقة، وبالتالي قد يزيد الشعور بالجوع في فصل الشتاء لأنه يشير إلى حاجة الجسم لمزيد من الوقود.
2. تأثير البرودة على مستويات الهرمونات
عندما يتعرض الجسم للبرودة، يفرز الهرمونات التي تساعد على زيادة التمثيل الغذائي والحفاظ على درجة حرارة الجسم، على سبيل المثال يقوم الجسم بزيادة إفراز هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية، وهو هرمون يساعد على تحفيز عمليات الأيض وتحسين القدرة على حرق السعرات الحرارية، هذا التغير في مستويات الهرمونات قد يؤدي إلى زيادة الشهية كجزء من عملية تحفيز الجسم لزيادة الطاقة التي يحتاجها.
3. زيادة إفراز هرمون الجوع (جريلين)
يتأثر هرمون الجريلين، المعروف بهرمون الجوع، بتغيرات المناخ، في الشتاء قد يزداد إفراز هذا الهرمون في الجسم، مما يعزز الشعور بالجوع. ينتج الغريلين بشكل أساسي في المعدة ويُفرز عندما تكون المعدة فارغة، مما يحفز الفرد على تناول الطعام، زيادة إفراز هذا الهرمون خلال الطقس البارد قد يكون جزءًا من آلية طبيعية لحث الجسم على تناول المزيد من الطعام في مواجهة الحاجة إلى طاقة إضافية.
4. الرغبة في الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات
في فصل الشتاء، يزداد ميل الجسم إلى تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، يعزى ذلك جزئياً إلى تأثير هرمون السيروتونين، الذي يرتبط بتحسين المزاج والشعور بالراحة، الكربوهيدرات تحفز إفراز السيروتونين في الدماغ، مما يمنح شعوراً بالاسترخاء والسعادة، مع انخفاض مستويات الضوء في الشتاء، قد يسعى الجسم إلى زيادة تناول الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات كوسيلة لتحفيز إنتاج السيروتونين، مما يؤدي إلى زيادة الرغبة في تناول الأطعمة السكرية والنشوية، وبالتالي زيادة السعرات الحرارية المستهلكة.
5. التغيرات في مستويات هرمون الميلاتونين
الميلاتونين هو الهرمون الذي يتحكم في النوم ويُفرز بشكل أكبر خلال فصل الشتاء بسبب قلة الضوء، تشير الأبحاث إلى أن هذا الهرمون يمكن أن يؤثر أيضًا على شهية الطعام، حيث قد يؤدي ارتفاع مستويات الميلاتونين إلى الشعور بالكسل والخمول، مما يساهم في زيادة الرغبة في تناول الطعام كوسيلة للتعويض عن انخفاض النشاط البدني. هذه الزيادة في تناول الطعام قد تكون أحد الأسباب التي تفسر ظاهرة جوع الشتاء.
6. التغيرات النفسية والسلوكية في الشتاء
أحد العوامل التي تؤثر على جوع الشتاء هو التغيرات النفسية التي تحدث نتيجة لقصر الأيام وطول الليالي في هذا الفصل، مع قلة ساعات الضوء، قد يعاني البعض من الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، الذي يتسبب في الشعور بالحزن والإحباط، لمواجهة هذه المشاعر السلبية، قد يتجه الأفراد إلى تناول الطعام كوسيلة للراحة أو للتسلية، خاصة الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية التي توفر شعورًا سريعًا بالراحة، هذا السلوك الذي يُعرف بـ “الأكل العاطفي”، يمكن أن يكون سببًا آخر لزيادة الجوع في الشتاء.
في فصل الشتاء، يتعرض الجسم لمجموعة من العوامل التي تزيد من الشعور بالجوع، من زيادة الحاجة للطاقة في البرد إلى التأثيرات الهرمونية، تمر العديد من العمليات البيولوجية التي تؤثر على الشهية، كما أن التغيرات النفسية والسلوكية تلعب دورًا مهمًا في تفاعل الجسم مع الطقس البارد، في النهاي يجسد “جوع الشتاء” استجابة طبيعية لحاجة الجسم للطاقة والدفء، لكن من المهم الانتباه إلى التغذية المتوازنة لتفادي الإفراط في تناول الطعام وزيادة الوزن خلال هذه الفترة.