ماكرون يعين فرانسوا رئيساً للوزراء لإنهاء الاضطرابات السياسية
اختار الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، زعيم الوسط فرانسوا بايرو، رئيسًا للوزراء، وذلك في محاولة لإنهاء أشهر من الاضطرابات السياسية، بعد أيام من الجمود بشأن إيجاد مرشح ليحل محل ميشيل بارنييه، الذي دفع إقالته من قبل البرلمان إلى أزمة جديدة في فرنسا.
مشاروات كثيفة لإنهاء الصراعات
عقد ماكرون محادثات مستديرة مع زعماء من جميع الأحزاب السياسية الرئيسية، باستثناء حزب فرنسا المتمردة اليساري المتطرف بزعامة جان لوك ميلينشون والتجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان.
وأثارت التساؤلات حول ما إذا كان سيتمكن ماكرون من إقناع الأحزاب من يسار الوسط بالانضمام إلى حكومة بايرو، أو على الأقل الاتفاق على ميثاق حتى لا يتم التصويت على طرده.
وأمضى ماكرون وفرانسوا ما يقرب من ساعتين في محادثات وصفتها وسائل الإعلام الفرنسية بأنها متوترة، وسينتقل بايرو إلى مقر إقامة رئيس الوزراء في فندق ماتينيون.
فرانسوا بايرو
ولد فرانسوا رينيه جان لوسيان بايرو، في 25 مايو 1951، وهو زعيم حزب الحركة الديمقراطية الوسطية ورجل سياسي من جنوب غرب فرنسا يطلق على نفسه "رجل الريف".
شغل بايرو (73 عامًا)، منصب وزير تعليم سابق في عهد رئيس الوزراء المحافظ إدوارد بالادور في التسعينيات، ورئيس بلدية مدينة باو في جنوب غرب فرنسا، وكان حليفًا ومقربًا من إيمانويل ماكرون منذ وصوله إلى السلطة في عام 2017.
عمل فترة وجيزة كوزير للعدل مباشرة بعد انتخاب ماكرون، وهي الوظيفة التي أجبر على الاستقالة منها بعد أقل من شهر عندما تم وضعه تحت تحقيق رسمي بتهمة اختلاس أموال البرلمان الأوروبي، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
وفي ذلك الوقت، كانت سياسة ماكرون هي أنه لا يمكن إبقاء أي شخص يخضع للتحقيق الرسمي في الحكومة، وهي القاعدة التي تخلى عنها الرئيس منذ ذلك الحين.
وفي حين تمت تبرئة بايرو في النهاية بسبب الشك النسبي، تم الحكم على أعضاء آخرين من حزبه الوسطي بغرامات وأحكام بالسجن مع وقف التنفيذ بعد إدانتهم بدفع رواتب لموظفي الحزب كمساعدين برلمانيين لأعضاء البرلمان الأوروبي.
بايرو هو رابع رئيس وزراء فرنسي هذا العام، حيث تكافح فرنسا أزمة سياسية متزايدة في برلمان منقسم، حيث يواجه تحديًا بشأن تشكيل حكومة لن يتم إسقاطها بالطريقة التي حدث بها مع سلفه، إلى جانب وضع ميزانية لتمريرها في البرلمان.
يعد بايرو شخصية قديمة في السياسة الوسطية الفرنسية وأحد أوائل مؤيدي ماكرون، ويُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه المرشح الأوفر حظًا بعد أن توحد المشرعون من أقصى اليمين واليسار لإحباط حكومة ميشيل بارنييه الأسبوع الماضي.
ووفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، أثار بايرو، استياء اليسار الذي يخشى استمرار سياسات الرئيس، وعلى اليمين، حيث لا يحبه الرئيس السابق المؤثر نيكولا ساركوزي الذي ترشح ضده في الانتخابات الرئاسية عام 2007.
وتم الإطاحة ببارنييه الذي استمر ثلاثة أشهر فقط في تصويت تاريخي بحجب الثقة في 4 ديسمبر وكانت هناك توقعات بأن يعلن ماكرون عن خليفته في خطاب إلى الأمة في اليوم التالي.
وتم التصويت على إقصاء بارنييه عندما انضم التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان إلى النواب اليساريين في رفض خططه لزيادة الضرائب وخفض الإنفاق بمقدار 60 مليار يورو.
وسادت حالة من الترقب والغموض على الشارع الفرنسي بعد استقالة حكومة ميشيل بارنييه، في أعقاب تصويت الجمعية الوطنية بسحب الثقة، في حين أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون -في خطوة متوقعة- عزمه تعيين رئيس وزراء جديد خلال أيام، وسط تكهنات واسعة حول هوية الشخصية التي ستتولى هذا المنصب الحساس في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تمر بها فرنسا.
مرشحون لخلافة بارنييه في فرنسا
ووضعت صحيفة "إكسبريس" الفرنسية قائمة تضم خمسة مرشحين بارزين لتولي منصب رئيس الوزراء، يتصدرهم سيباستيان لوكورنو، وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، والذي يمثل نموذجًا للسياسي الشاب الطموح في فرنسا.
وبحسب المصادر التي تحدثت للصحيفة، يحظى لوكورنو، صاحب الـ38 عامًا، بثقة كبيرة من ماكرون، خاصة بعد انشقاقه عن حزب الجمهوريين اليميني وانضمامه إلى معسكر الرئيس في 2017.
وأثبت كفاءته خلال توليه وزارة الدفاع، إذ أشرف على زيادة الإنفاق العسكري ودعم المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
ومن المرشحين البارزين أيضًا، يأتي فرانسوا بايرو صاحب الـ73 عامًا، الزعيم المخضرم للحركة الديمقراطية، الذي يتمتع بخبرة سياسية طويلة وعلاقات وثيقة مع التحالف الحاكم.
ويعد بايرو، الذي يشغل منصب عمدة مدينة باو في جنوب غربي البلاد، شخصية محورية في المشهد السياسي الفرنسي.
وعلى الرغم من اضطراره للاستقالة من منصب وزير العدل بعد أسابيع قليلة من تعيينه وسط تحقيقات في قضايا توظيف مساعدين برلمانيين، إلا أن تبرئته من تهم الاحتيال هذا العام قد تعزز فرصه في تولي المنصب.
ويطل فرانسوا باروان، صاحب الـ59 عامًا، على قائمة المرشحين المحتملين، وهو سياسي مخضرم من يمين الوسط، شغل منصب وزير المالية خلال أزمة الديون الأوروبية في 2011-2012، قبل أن يصبح رئيسًا لباركليز فرنسا في 2022.