اكتشفه مبكرًا.. إشارات صادمة تكشف بداية الزهايمر

مرض الزهايمر هو أحد الأمراض العصبية التي تصيب الدماغ، ويؤثر بشكل رئيسي على الذاكرة والتفكير والسلوك، يعد الزهايمر من أكثر أنواع الخرف شيوعًا، ويزداد خطر الإصابة به مع التقدم في العمر، ويعتبر من أكبر التحديات الصحية التي تواجه كبار السن في العالم، ومن الأمور المهمة في التعامل مع هذا المرض هي اكتشافه مبكرًا، حيث يمكن أن يساعد التشخيص المبكر في تحسين جودة حياة المريض وتقديم العلاج المناسب له في وقت أسرع.

ومع ذلك، لا يقتصر المرض على فقدان الذاكرة كما يعتقد الكثيرون. هناك العديد من الأعراض المبكرة التي قد تكون غير متوقعة، ولكنها تشير إلى بداية الزهايمر، إن الوعي بهذه الأعراض يمكن أن يسهم في اكتشاف المرض في مراحله الأولى، مما يسهل العلاج ويحد من تفاقم الأعراض.

1. صعوبة في حل المشكلات واتخاذ القرارات

من الأعراض غير المتوقعة التي قد تشير إلى بداية الزهايمر هي صعوبة الشخص في اتخاذ القرارات اليومية، مثل تحديد مواعيد مهمة أو ترتيب الأمور البسيطة، قد يشعر الشخص أنه غير قادر على اتخاذ قرارات بسيطة كما كان يفعل من قبل، على سبيل المثال قد ينسى الشخص كيفية القيام بمهام مألوفة مثل دفع الفواتير أو تنظيم جدول أعماله، هذه التغيرات تكون واضحة بشكل تدريجي، وتظهر بشكل خاص في الحياة اليومية.

2. التغيرات في المزاج والشخصية

الزهايمر لا يؤثر فقط على الذاكرة، بل يمكن أن يتسبب في تغييرات ملحوظة في المزاج والشخصية، قد يشعر المريض بالقلق أو الاكتئاب بشكل غير مبرر، في بعض الحالات، قد يظهر الشخص بشكل مفاجئ غاضبًا أو متوترًا، وقد يكون سريع الانفعال أو يشعر بالإحباط من أمور صغيرة، هذه التغيرات قد تكون محيرة للعائلة والأصدقاء، لكنها من الأعراض المبكرة التي قد تشير إلى مشكلة في الدماغ.

3. تكرار الأسئلة والقصص

قد يبدأ الشخص في تكرار نفس الأسئلة أو القصص مرارًا وتكرارًا دون أن يدرك أنه قد قالها من قبل، يمكن أن يكون التكرار جزءًا من الارتباك الناتج عن تراجع الذاكرة، يمكن أن تظهر هذه الحالة في مواقف اجتماعية، حيث يبدأ الشخص في إزعاج الآخرين بتكرار نفس الأمور دون أن يدرك ذلك.

4. صعوبة في إدارة الوقت والمكان

الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر في مراحله المبكرة قد يواجهون صعوبة في تتبع الوقت أو المكان، قد ينسون أين هم أو كيف وصلوا إلى مكان معين، كما قد يواجهون صعوبة في تحديد التاريخ أو معرفة ما إذا كان الوقت صباحًا أو مساءً، هذه المشكلة تنبع من تدهور قدرة الدماغ على التعامل مع المفاهيم الزمنية والمكانية.

5. فقدان المهارات الحركية البسيطة

على الرغم من أن الزهايمر يؤثر بشكل رئيسي على الذاكرة، إلا أن بعض الأشخاص قد يواجهون أيضًا صعوبة في أداء المهام الحركية البسيطة، مثل الكتابة أو استخدام أدوات الطعام، قد يلاحظ المريض أو المقربون له تراجعًا في القدرة على تنفيذ الأنشطة اليومية التي كان الشخص يؤديها بسهولة في الماضي.

6. تغيرات في الرؤية والقدرة على تفسير المشاهد

أحيانًا يظهر الزهايمر من خلال مشاكل في الرؤية، مثل عدم القدرة على التعرف على الأشخاص أو الأشياء أو حتى تمييز المسافات، قد يبدأ الشخص في العثور على صعوبة في قراءة الكلمات أو التمييز بين الألوان المختلفة، مما يعكس تأثير المرض على الدماغ في معالجة المعلومات البصرية.

7. صعوبة في اتخاذ القرارات المالية

من الأعراض المبكرة للزهايمر أيضًا ضعف القدرة على اتخاذ قرارات مالية سليمة، قد يصبح الشخص غير قادر على تتبع مصاريفه الشخصية، أو يقوم بشراء أشياء غير ضرورية أو يشترك في خدمات غير مفهومة، مما يعكس تدهور القدرة على التفكير النقدي.

الوعي المبكر والتشخيص المبكر

إن اكتشاف الأعراض المبكرة للزهايمر يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين نتائج العلاج والتعايش مع المرض. عندما يلاحظ الشخص أو عائلته أي من هذه العلامات، يجب التوجه للطبيب المختص فورًا، يمكن أن تشمل التشخيصات الأولية اختبارات معرفية ومسح الدماغ لتحديد وجود تغيرات قد تشير إلى الزهايمر، كما أن العلاج المبكر يمكن أن يساعد في تقليل تأثير الأعراض على الحياة اليومية ويزيد من قدرة الشخص على العيش بشكل مستقل لفترة أطول.

مرض الزهايمر هو تحدي كبير، لكن إذا تم اكتشافه مبكرًا، فإن فرص العلاج والتحكم في الأعراض تصبح أكثر واقعية، من المهم أن يكون هناك وعي أكبر بالأعراض غير المتوقعة التي قد تشير إلى بداية المرض، وبتوجيهات طبية واهتمام الأسرة، يمكن للمريض أن يظل قادرًا على العيش حياة صحية ومستقلة قدر الإمكان.