حسام موافى يحذر: أمراض الكبد تكشفها إشارات غير واضحة.. خليك منتبه
تعد أمراض الكبد من أبرز المشكلات الصحية التي تشكل تهديدًا كبيرًا على حياة الإنسان، حيث غالبًا ما يتم اكتشافها في مراحل متأخرة، مما يصعّب من فرص العلاج ويزيد من احتمالية حدوث مضاعفات خطيرة، ومن هنا تبرز أهمية الوعي بأعراض هذه الأمراض، حتى وإن بدت غير واضحة أو ارتبطت بمشكلات صحية أخرى، إلى جانب ضرورة إجراء الفحوصات الطبية الدورية للكشف المبكر عنها.
في هذا السياق، أكد الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، أن أمراض الكبد تُعد من “القاتل الصامت” بسبب غياب الأعراض المباشرة في كثير من الحالات، وأوضح أن العديد من المرضى يكتشفون إصابتهم بأمراض الكبد بمحض الصدفة أثناء إجراء فحوصات طبية لمشكلات صحية أخرى، وأضاف أن هذا التأخر في التشخيص يعود إلى طبيعة الأعراض غير الواضحة، والتي قد تتشابه مع علامات أمراض أخرى، مما يجعل من الصعب ربطها بمشكلات الكبد.
علامات تحذيرية لا يجب تجاهلها
وأشار الدكتور حسام موافي إلى أن هناك بعض العلامات التي قد تبدو بسيطة لكنها تحمل دلالات مهمة على وجود مشكلة في الكبد، من بين هذه الأعراض تورم القدمين الذي قد يكون مؤشرًا على فشل الكبد، واصفرار الجلد والعينين، المعروف باليرقان، والذي يعد علامة على وجود خلل في وظائف الكبد، ودعا موافى إلى عدم تجاهل هذه العلامات، مؤكدًا ضرورة التوجه إلى الطبيب فور ظهورها للحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب.
كما الدكتور حسام موافي أوضح أن عادات يومية، مثل السهر ليلًا والنوم صباحًا، قد تكون مرتبطة بتدهور صحة الكبد، خاصة إذا صاحبتها أعراض أخرى مثل الشعور بالتعب المستمر، الدوخة، أو انتفاخ البطن، وحذر من أن هذه العلامات، وإن بدت غير خطيرة، قد تشير إلى مشكلة كبيرة تستدعي التدخل الطبي العاجل لتجنب تفاقم الوضع.
مضاعفات خطيرة تهدد الحياة
وتحدث حسام موافي عن أحد أخطر تداعيات أمراض الكبد، وهو عجز الكبد المصاب عن تحويل مادة الأمونيا الناتجة عن هضم البروتينات إلى بولينا، مما يؤدي إلى تراكم الأمونيا في الجسم، وأوضح أن تراكم الأمونيا قد يؤثر على المخ بشكل خطير، ويزيد من احتمالية الدخول في غيبوبة كبدية، وهي حالة طبية خطيرة قد تهدد الحياة.
التشخيص المبكر: أمل في الوقاية والعلاج
وشدد الدكتور حسام موافي على أهمية الكشف المبكر في الوقاية من مضاعفات أمراض الكبد، مشيرًا إلى أن التشخيص في المراحل الأولى يمنح المريض فرصة كبيرة لتجنب مشكلات خطيرة تهدد حياته، ودعا إلى إجراء الفحوصات الدورية بانتظام، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، مثل أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض، أو يعانون من السمنة، أو يتبعون نظامًا غذائيًا غير صحي.
نصائح للوقاية
في ختام حديثه، أكد الدكتور حسام موافى أن الوقاية تبقى دائمًا الخيار الأفضل، موضحًا أن الالتزام بنمط حياة صحي يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الكبد، ونصح بتجنب العادات السيئة مثل تناول الكحول، الإكثار من الدهون، والسهر الطويل، مع الحرص على ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي.
وأضاف حسام موافي قائلا أن التوعية العامة بدور الكبد وأهميته في الجسم تُعد خطوة أساسية لتقليل انتشار هذه الأمراض، وأوصى الأفراد بضرورة مراقبة أجسامهم والانتباه لأي تغيرات غير معتادة، مع التوجه إلى الطبيب دون تأخير عند ظهور أي أعراض قد تشير إلى مشكلات في الكبد.
تظل رسالة الدكتور حسام موافي واضحة وصريحة: “لا تنتظر الأعراض الواضحة لتبدأ بالقلق، صحة الكبد أولوية، والكشف المبكر قد ينقذ حياتك.”