دراسة تحذر: الإفراط في تناول المكملات الغذائية يصيب بالسرطان
في ظل تزايد الاهتمام بالصحة العامة والبحث عن طرق لتعزيز المناعة وتحسين الحياة، أصبحت المكملات الغذائية جزءًا أساسيًا من الروتين اليومي لكثير من الناس، ومع ذلك حذرت دراسة حديثة من أن الإفراط في تناول هذه المكملات يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الصحة، بل قد يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
المكملات الغذائية: سلاح ذو حدين
المكملات الغذائية تُعرف بأنها منتجات تحتوي على فيتامينات أو معادن أو مكونات غذائية أخرى تهدف إلى تعويض نقص غذائي أو تحسين وظائف الجسم، وبينما تعتبر هذه المكملات ضرورية لبعض الأفراد مثل النساء الحوامل أو كبار السن، فإنها ليست بديلاً عن الغذاء الطبيعي.
أظهرت الدراسة التي نُشرت مؤخرًا أن الجرعات العالية من المكملات الغذائية، خاصة الفيتامينات والمعادن، قد تؤدي إلى نتائج عكسية عند تناولها بكميات تتجاوز احتياجات الجسم، وبدلاً من تعزيز الصحة، يمكن أن تزيد الجرعات الزائدة من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان.
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة على آلاف المشاركين الذين يتناولون المكملات الغذائية بشكل منتظم، ووجد الباحثون أن الأفراد الذين يتناولون جرعات زائدة من بعض المكملات، مثل الفيتامين A، وفيتامين E، والسيلينيوم، كانوا أكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والبروستاتا.
وأوضح الباحثون أن بعض الفيتامينات والمعادن تعمل كمضادات أكسدة، وهي مركبات تساعد على حماية الخلايا من التلف، ومع ذلك فإن الجرعات العالية منها قد تؤدي إلى تأثيرات عكسية، مثل تعزيز نمو الخلايا السرطانية أو تقليل فعالية الجهاز المناعي.
الأسباب وراء الخطر
1.تراكم المواد في الجسم:
عند تناول المكملات بجرعات زائدة، يمكن أن تتراكم بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم، مما يؤدي إلى تأثيرات سمّية، على سبيل المثال، الجرعات العالية من فيتامين A قد تؤدي إلى تسمم الكبد.
2.اختلال التوازن الغذائي:
الإفراط في تناول مكمل غذائي معين قد يؤدي إلى اختلال في التوازن بين العناصر الغذائية المختلفة، وهو أمر حيوي لصحة الجسم.
3.تعطيل العمليات الطبيعية:
تناول كميات زائدة من مضادات الأكسدة يمكن أن يعطل الإشارات الخلوية الطبيعية، مما قد يؤدي إلى نمو غير طبيعي للخلايا.
نصائح للحفاظ على التوازن
استشر الطبيب أو أخصائي التغذية: قبل تناول أي مكمل غذائي، من الضروري استشارة متخصص لتحديد الجرعة المناسبة وفقًا لاحتياجاتك.
احرص على التغذية الطبيعية: تعتبر الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة المصادر الرئيسية للفيتامينات والمعادن، وهي أكثر أمانًا للجسم من المكملات المصنعة.
التزم بالجرعات الموصى بها: قراءة الملصقات المرفقة بالمكملات والالتزام بالجرعات المحددة يساعد على تقليل خطر الجرعات الزائدة.
تابع مستجدات الدراسات: مع تطور العلم، تظهر باستمرار أبحاث جديدة حول فوائد وأضرار المكملات الغذائية.
المكملات ليست بديلاً
الرسالة الأساسية لهذه الدراسة هي أن المكملات الغذائية ليست بديلاً عن النظام الغذائي المتوازن، الأطعمة الطبيعية تحتوي على مزيج مثالي من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، بينما قد تكون المكملات ذات تركيز عالٍ وغير متوازن.
تعتبر المكملات الغذائية مفيدة عند استخدامها بشكل صحيح وبإشراف طبي، ولكن الإفراط في استخدامها، خاصة دون وجود حاجة فعلية، يمكن أن يحمل مخاطر صحية خطيرة تصل إلى الإصابة بالسرطان، لذلك يجب أن تكون الأولوية دائمًا للتغذية الطبيعية والمتوازنة، مع استخدام المكملات عند الضرورة فقط.
حدوث نوبات
وتحتوي العديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية على مكونات قد تؤدي إلى حدوث نوبات، خاصة عند الأطفال الذين لا يمكنهم تحملها، ودعا الباحثون لتخزين الأدوية المنزلية في أماكن لا تصل إليها أيادي الأطفال، الذين قد يقومون بابتلاعها دون وعي، وبحسب دراسة جديدة فقد تضاعف عدد الأطفال المصابين بنوبات صرع بين عامي 2009 و2023 بالولايات المتحدة بسبب تناول مثل هذه الأدوية.
وتشمل هذه الأدوية مضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية ومضادات الاكتئاب ومسكنات الألم والقنب الصناعي، وأوضح المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور كونر ماكدونالد من كلية الطب بجامعة فيرجينيا: "نوبات الصرع هي واحدة من أشد الأعراض التي يمكن أن يعاني منها المريض، والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر".
وأضاف أنه اعتمادا على متغيرات مثل "مكان حدوث النوبة، ومدة استمرارها والحالة الصحية السابقة للطفل، يمكن أن تؤدي نوبات الصرع إلى أضرار طويلة الأمد أو حتى الموت"، وجمع فريق البحث بيانات من نظام بيانات السموم الوطني الأميركي حول نوبات الصرع التي تصيب الأطفال والمراهقين والتي نتجت عن التعرض لأي مادة بين 1 يناير 2009 و31 ديسمبر 2023.
ارتفاع النوبات
ويرجع ارتفاع النوبات في الغالب إلى الأدوية الشائعة، مثل ديفينهيدرامين (للحساسية)، والترامادول (مسكن للألم)، والبوبروبيون (مضاد للاكتئاب)، والقنب الصناعي غير القانوني، وقال أستاذ طب الطوارئ وطب الأطفال كريستوفر هولستيغ: "إن الزيادة في نوبات الصرع بين الأطفال المعرضين لهذه العقاقير أمر مقلق للغاية ويجب معالجته. إنه تحذير صارخ للآباء ومقدمي الرعاية بتخزين الأدوية بأمان حتى لا يتمكن الأطفال من الوصول إليها".
وأشارت الدكتورة باربرا باكوس، من الجمعية الأوروبية لطب الطوارئ إلى أن "زيادة حالات التسمم بالعقاقير بين الأطفال أمر مثير للقلق"، وتابعت: "على الرغم من أن هذه البيانات خاصة بالولايات المتحدة، فإننا نعلم أن العقاقير هي المصادر الأكثر شيوعا للتسمم بين الأطفال في جميع أنحاء العالم. ومن المهم أن نستمر في البحث عن توزيع وتخزين أكثر أمانا للأدوية".