هل تُكفّر الحج والعمرة عن الصلوات الفائتة؟
أكدت دار الإفتاء المصرية أن أداء الحج أو العمرة، وكذلك قيام ليلة القدر، لا يُعفي المسلم من قضاء الصلوات الفائتة التي لم يؤدها خلال حياته، جاء ذلك خلال بث مباشر قدمه الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة بدار الإفتاء، عبر الصفحة الرسمية للدار على “فيس بوك”، حيث شدد على أن الصلوات الفائتة تُعد دَينًا في ذمة المسلم، ويجب أداؤها لاستكمال ما فاته.
وأوضح الدكتور وسام أن المسلم الذي فاتته صلوات لأي سبب كان، سواء نسيانًا أو تكاسلًا، عليه أن يقضيها تدريجيًا بالتوازي مع الصلوات الحاضرة، واقترح وسام أن يتبنى المسلم أسلوبًا منتظمًا لقضاء ما عليه، مثل أن يؤدي صلاة فائتة مع كل فريضة حاضرة، كأن يصلي صلاة ظهر فائتة مع صلاة الظهر الحالية، ويستمر على هذا النهج حتى يغلب على ظنه أنه قد أتم قضاء كل الصلوات الفائتة.
النوافل لا تغني عن الفروض الفائتة
في السياق ذاته، أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن أداء النوافل لا يُعوض عن الصلوات الفائتة، وأشار إلى أن النوافل لها دور في تجبير النقص الذي قد يحدث أثناء أداء الفروض، لكنها لا تُعتبر بديلًا عن الصلوات التي تركها المسلم سابقًا، وشدد شلبي على أهمية الحرص على أداء الصلوات الحاضرة في أوقاتها، مع تخصيص وقت منتظم لقضاء الفروض الفائتة تدريجيًا.
وأضاف أن التوبة الصادقة تتطلب الالتزام بتعويض ما فات من الصلوات، مؤكدًا أن الاستمرار في أداء الصلاة في أوقاتها والتعويض عن الفائت يُظهر صدق العبد في العودة إلى الله.
أهمية الصلاة في الإسلام
الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، تناول أيضًا أهمية الصلاة في حياة المسلم، مؤكدًا أنها الركن الأساسي الذي يُحاسب عليه العبد يوم القيامة. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر”.
وأشار جمعة إلى أن التوبة عن التقصير في أداء الصلاة تتطلب من المسلم الالتزام بذكر الله عز وجل، والتوبة النصوح عن كل أشكال الإهمال، مع العمل بجد على استكمال ما فاته.
حكم الشرع في قضاء الصلوات الفائتة
دار الإفتاء المصرية خلصت إلى التأكيد على أنه لا بديل عن قضاء الصلوات الفائتة، وأوضحت أن الحرص على أداء الصلوات الحاضرة، مع تخصيص وقت لقضاء الفوائت، يُعد السبيل الوحيد لإبراء الذمة أمام الله، كما أكدت أن النوافل تُساهم في تعويض النقص، لكنها لا تُغني أبدًا عن أداء الفروض.
رسالة الإفتاء للمسلمين
تأتي هذه الفتوى لتُوضح للمسلمين أهمية الالتزام بالصلاة، باعتبارها العمود الفقري للدين، وأهم أركانه بعد الشهادتين، ووجهت دار الإفتاء رسالة تحث فيها المسلمين على المواظبة على الصلاة في أوقاتها، والاستعانة بالله في قضاء ما فات، مع التأكيد على أن التوبة الصادقة تتطلب عزيمة قوية وعملًا مستمرًا لتعويض ما فات، وصولًا إلى طمأنينة القلب وسكينة النفس.
ما هو حكم الحج في الإسلام؟
الحج هو ركن من أركان الإسلام، وهو واجب على المسلم مرة واحدة في العمر بشرط أن تتوافر لديه الاستطاعة، وتتمثل الاستطاعة في القدرة المالية والبدنية على أداء مناسك الحج، بالإضافة إلى أمن الطريق ووجود وسائل النقل اللازمة للوصول إلى الأراضي المقدسة، وقد ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا” [آل عمران: 97].
الاستطاعة إذًا هي الشرط الأساسي لوجوب الحج، وهي تشمل القدرة البدنية على تحمل مشقة السفر وأداء المناسك، فضلاً عن وجود المال الذي يمكن الشخص من تأمين نفقاته خلال الرحلة.