الخميس 14 أغسطس 2025 الموافق 20 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الأوقاف تحيي ذكرى رحيل القارئ الكبير الشيخ محمود إسماعيل الشريف

الشيخ محمود إسماعيل
الشيخ محمود إسماعيل الشريف

في أجواء مفعمة بالخشوع لرموز التلاوة، أحيت وزارة الأوقاف اليوم الخميس ذكرى وفاة القارئ الكبير الشيخ محمود إسماعيل الشريف، أحد أعلام التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، الذي وُلد في السابع عشر من يونيو عام 1943 بقرية الهجارسة، مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، وترك إرثا صوتيا خالدًا يصدح بآيات الله في ذاكرة الأمة الإسلامية.

النشأة والبدايات

نشأ الشيخ محمود إسماعيل الشريف في بيت متدين محب لكتاب الله، وكانت أجواء القرية الريفية الهادئة محفزًا لحفظ القرآن الكريم، الذي أتمه في سن الثانية عشرة من عمره، على يد مشايخ قريته. 

كان شغوفًا بالاستماع إلى كبار القراء في عصره، ومن بينهم الشيخ محمد رفعت والشيخ علي محمود، الذين تركوا بصمة واضحة في تكوينه الصوتي والأدائي.

 ومع مرور الوقت، صقل موهبته الفطرية وبدأ يشق طريقه نحو أسلوب خاص يجمع بين الخشوع والدقة في مخارج الحروف وأحكام التجويد.

بزوغ نجم قارئ الإذاعة

لم يطل الأمر حتى لفت صوته المميز أنظار محبي التلاوة، وفي عام 1979 التحق الشيخ بالإذاعة المصرية، ليصبح من القراء المعتمدين الذين تبث تلاواتهم في صلوات الجمعة والمناسبات الدينية الرسمية. 

وقد أسهم انضمامه للإذاعة في انتشار صوته في أرجاء الوطن العربي، حيث كانت تسجيلاته تذاع في بيوت المسلمين من المحيط إلى الخليج، مانحةً لحظات روحانية خالدة للمستمعين.

رحلات قرآنية حول العالم

لم تقتصر رسالة الشيخ على مصر وحدها، بل حمل صوت القرآن إلى أرجاء العالم الإسلامي وخارجه، فسافر إلى العديد من الدول العربية والأوروبية لإحياء الليالي الرمضانية والمناسبات الدينية، مقدمًا نموذجًا مشرفًا للقارئ المصري الذي يجمع بين الأداء المتقن والحضور الروحاني. 

وكان حضوره في هذه الفعاليات فرصة لتعريف الشعوب الأخرى بجمال التلاوة المصرية التي اشتهرت عبر التاريخ.

أسلوبه ومدرسته الصوتية

تميز الشيخ محمود إسماعيل الشريف بأسلوب يجمع بين عذوبة النغمات وقوة الأداء، مع التزام صارم بأحكام التجويد، مما جعله مدرسة فنية وصوتية قائمة بذاتها. 

كان يؤدي الآيات القرآنية بإحساس عميق يلامس القلوب، ويجعل المستمع يعيش معاني الآيات وكأنه يراها أمام عينيه.، وقد ترك بصمته على أجيال لاحقة من القراء الذين تأثروا بأسلوبه الفريد.

مكانته بين القراء

حظي الشيخ بمكانة رفيعة بين جيل العمالقة من القراء، فكان اسمه مقرونًا بالخشوع والالتزام، وظل طوال مسيرته رمزًا من رموز التلاوة وركنًا من أركان المدرسة القرآنية المصرية.

 ورغم المنافسة الشريفة بين القراء في عصره، إلا أن شخصيته الهادئة وتواضعه أكسباه احترام الجميع، سواء من زملائه أو مستمعيه.

وفاته ووداعه الأخير

في الخامس عشر من أغسطس عام 2018، فقدت مصر والعالم الإسلامي أحد أعذب الأصوات القرآنية برحيل الشيخ عن عمر ناهز 75 عامًا.

 شيع جثمانه آلاف المشيعين من أهالي قريته ومحبيه، وسط أجواء من الحزن والدعاء له بالرحمة والمغفرة. 

وكان رحيله مناسبة لتجديد التقدير لرحلته الطويلة في خدمة كتاب الله، وما قدمه من إرث صوتي خالد.

الأوقاف.. وفاء واعتراف بالجميل

وأكدت وزارة الأوقاف، في بيان رسمي بهذه المناسبة، أن إحياء ذكرى الشيخ محمود إسماعيل الشريف هو تأكيد على الوفاء لرموز التلاوة الذين خدموا القرآن الكريم بإخلاص، وأن صوته سيظل حاضرًا في ذاكرة المستمعين. 

وقالت الوزارة: «إننا إذ نحيي هذه الذكرى العطرة، لنتضرع إلى الله عز وجل أن يتغمد فضيلة الشيخ بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه في خدمة كتابه الكريم، وأن يجعل تلاوته نورًا له في قبره وشفيعًا له يوم الدين».

إرث لا يزول

اليوم، وبعد مرور سبع سنوات على رحيله، لا يزال صدى تلاوات الشيخ محمود إسماعيل الشريف يملأ أجواء المساجد والإذاعات، شاهداً على أن الصوت الصادق لا يموت، وأن خدمة القرآن شرف لا ينقطع أثره بوفاة صاحبه.

 فالتاريخ يحفظ أسماء القراء الذين أخلصوا لكتاب الله، وكان الشيخ الشريف واحدًا من هؤلاء الذين سيبقون في وجدان الأمة.

تم نسخ الرابط