كيف تدعم طفلك المصاب بالتوحد ومتى تُحادثه عن حالته بطريقة صحيحة؟
يعد التوحد ليس مرضًا، بل هو اضطراب تطوري يؤثر على كيفية تفاعل الطفل مع العالم المحيط به، إن دعم طفلك المصاب بالتوحد وفهم احتياجاته الفريدة يتطلب منك جهدًا ورعاية خاصة، ومع ذلك فإن معرفة الوقت والطريقة المناسبة للحديث معه عن حالته يمكن أن تكون خطوة فارقة في تعزيز ثقته بنفسه وتقبله لذاته.
وفي هذا المقال يستعرض “القارئ نيوز” استراتيجيات دعم الطفل المصاب بالتوحد وكيفية التعامل معه بحب ووعي.
1. فهم التوحد وتقبله
الخطوة الأولى لدعم طفلك هي فهم اضطراب التوحد بشكل جيد، ابحث عن المعلومات الموثوقة من مصادر طبية وعلمية لتتعرف على خصائص التوحد وأعراضه، فهمك للحالة يساعدك على التعامل مع التحديات التي قد تواجهها بأسلوب أكثر وعيًا وفعالية.
كما أن تقبل التوحد كجزء من هوية طفلك يجعله يشعر بأنه محبوب كما هو، بدلاً من أن يُنظر إليه كحالة يجب “إصلاحها”، أظهر لطفلك الحب غير المشروط، وأكد له أنه مميز ومقبول.
2. توفير بيئة داعمة ومريحة
الأطفال المصابون بالتوحد يميلون إلى التفاعل بشكل أفضل مع بيئة ثابتة ومستقرة، حاول إنشاء روتين يومي واضح يُساعد طفلك على الشعور بالأمان، يمكن أن تشمل البيئة الداعمة:
تقليل المحفزات البصرية والصوتية الزائدة.
توفير مكان هادئ يتيح له التهدئة والاسترخاء عند الحاجة.
استخدام وسائل بصرية مثل الجداول الزمنية المصورة لمساعدته على فهم الأنشطة اليومية.
3. تعزيز مهارات التواصل
من أبرز تحديات الأطفال المصابين بالتوحد هو صعوبة التواصل، لتعزيز هذه المهارات، يمكنك:
استخدام لغة بسيطة ومباشرة عند التحدث معه.
دعم التواصل البديل إذا كان الطفل غير لفظي، مثل استخدام الصور أو الأجهزة المساعدة.
تعزيز التواصل بالعين تدريجيًا دون إجباره.
4. متى تُخبر طفلك بحالته؟
لا يوجد وقت محدد يناسب الجميع لإخبار الطفل بحالته، ولكن هناك مؤشرات تساعدك على اختيار الوقت المناسب، بشكل عام:
انتظر حتى يصل الطفل إلى مرحلة يستطيع فيها فهم المفاهيم الأساسية عن نفسه والعالم من حوله.
ابدأ بالإجابة على الأسئلة التي قد يطرحها الطفل عن سلوكه أو اختلافه عن الآخرين.
إذا كان الطفل يُظهر وعيًا بوجود فروق بينه وبين أقرانه، فهذه فرصة للحديث.
5. كيف تُخبره عن التوحد؟
استخدم لغة إيجابية ومبسطة: اجعل التوحد يبدو كجزء طبيعي من شخصيته، على سبيل المثال: “التوحد يعني أن عقلك يعمل بطريقة خاصة ومميزة، قد يجعلك بارعًا في بعض الأشياء مثل التركيز أو الملاحظة، ولكنه قد يجعل بعض الأمور الأخرى صعبة قليلاً”.
ركز على نقاط القوة: ساعده على فهم أن كل شخص لديه مواطن قوة وضعف، وأن التوحد هو جزء مما يجعله فريدًا.
أجب على أسئلته بصدق: كن صريحًا عند الإجابة على أسئلته، ولكن احرص على استخدام كلمات مناسبة لعمره.
استخدم قصصًا أو موارد مرئية: الكتب المصورة أو الفيديوهات المبسطة يمكن أن تكون أداة رائعة لتوضيح المفهوم.
6. بناء شبكة دعم
لا يمكنك دعم طفلك بمفردك، لذا من المهم بناء شبكة دعم تشمل:
المدرسة: تعاون مع معلمي طفلك لتوفير بيئة تعليمية مناسبة.
المختصين: مثل أخصائيي العلاج السلوكي والنطق والتربية الخاصة.
المجتمع: شارك في مجموعات دعم الأهل أو الفعاليات المجتمعية المخصصة للتوحد.
7. تنمية ثقته بنفسه
ساعد طفلك على تطوير مهاراته واكتشاف مواهبه، شجعه على تجربة أنشطة يحبها مثل الرسم أو الرياضة أو الموسيقى، وجود مهارات أو هوايات يُبدع فيها يُمكن أن يُعزز ثقته بنفسه ويُخفف من شعوره بالاختلاف.
دعم طفلك المصاب بالتوحد يتطلب منك الصبر والفهم والتواصل المستمر، كلما كانت علاقتك معه قائمة على الحب والثقة، زادت فرصته للنجاح والتأقلم، تذكر أن إخبار طفلك بحالته هو فرصة لتعليمه تقبل نفسه وتقدير اختلافاته.