الإثنين 13 يناير 2025 الموافق 13 رجب 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

عطل خطير يضرب تسلا وتسحب أكثر من 230 ألف سيارة

سيارات تسلا
سيارات تسلا

في خطوة جديدة تثير القلق في صناعة السيارات الكهربائية، أعلنت شركة تسلا، رائدة صناعة السيارات الكهربائية والتكنولوجيا المتقدمة، عن استدعاء أكثر من 239,000 سيارة من موديلات مختلفة، بسبب خلل فني قد يسبب فشلًا في شاشة كاميرا الرؤية الخلفية، وهو ما يشكل تهديدًا محتملاً للسلامة أثناء القيادة.

ورغم أن الشركة تتخذ خطوات فورية لمعالجة المشكلة، إلا أن هذا الاستدعاء يعكس تحديات متزايدة تواجهها تسلا في مجال الأمان، لا سيما في ظل تزايد الاعتماد على الأنظمة التكنولوجية المتقدمة في سياراتها.

الخلل يهدد السلامة

تتعلق المشكلة في الأساس بكاميرات الرؤية الخلفية في عدد من السيارات التي تنتجها تسلا، وهي ميزة أساسية تحسن من سلامة القيادة من خلال توفير صورة واضحة عند الرجوع إلى الوراء.

ووفقًا لإدارة السلامة المرورية على الطرق السريعة (NHTSA)، تم تحديد أن الخلل ينشأ من ماس كهربائي قد يحدث في لوحات الدوائر، نتيجة تيار عكسي عند بدء تشغيل السيارة، هذا العطل يمكن أن يؤدي إلى عرض شاشة فارغة عند محاولة السائق الرجوع إلى الوراء، مما يجبره على الاعتماد بشكل أكبر على المرايا وفحص الأكتاف، وهو ما يزيد من خطر وقوع الحوادث أثناء الرجوع بالسيارة.

السيارات المتأثرة بالاستدعاء

تشمل حملة الاستدعاء العديد من الموديلات الشهيرة التي تنتجها تسلا، وهي موديلات تزايد الطلب عليها بشكل ملحوظ في السوق العالمي:

موديل 3: إحدى سيارات تسلا الأكثر مبيعًا والتي حققت شعبية واسعة نظرًا لمواصفاتها المتقدمة وسعرها المناسب

موديل إس سيدان (2024-2025): سيارة سيدان فاخرة، تتميز بتقنيات متطورة وأداء عالي.

موديل إكس: السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV) الشهيرة من تسلا، والمعروفة بتقنياتها المتقدمة ومزايا الأمان العالية.

موديل واي كروس أوفر (2023-2025): أحد أبرز الطرازات الحديثة التي نالت إعجاب العديد من المستخدمين بفضل قدرتها العالية على توفير الأمان والراحة.

مدى انتشار المشكلة

تقديرات تسلا تشير إلى أن حوالي 2% فقط من السيارات المستدعاة تعاني من هذا الخلل، ما يعني أن معظم السيارات التي تم استدعاؤها لا تشهد مشكلة في الكاميرا الخلفية، إلا أن هذه النسبة الصغيرة لا تقلل من أهمية التحرك السريع لتصحيح الوضع.

وسجلت الشركة 887 مطالبة ضمان و68 تقريرًا ميدانيًا متعلقًا بالخلل، ورغم أن تقارير الحوادث لا تشير إلى وقوع إصابات أو وفيات بسبب هذا العيب، إلا أن وجود هذه المشكلة يعكس الحاجة الملحة لضمان معالجة الأنظمة التكنولوجية في سيارات تسلا.

الحلول والإجراءات المتخذة

في إطار جهودها لحل المشكلة بشكل سريع وفعال، أعلنت تسلا عن إطلاق تحديث عبر الهواء (OTA) لمعالجة الخلل في كاميرات الرؤية الخلفية، هذا التحديث هو حل مريح يتجنب الحاجة إلى زيارة مراكز الخدمة، حيث يتم تنفيذ التحديث عن بُعد عبر الإنترنت، كما سيتم فحص السيارات المتأثرة لتحديد الأعطال التي قد تكون موجودة في لوحات الدوائر أو في مكونات أخرى قد تتأثر بالتيار العكسي عند بدء تشغيل السيارة.

وفي حالة وجود أي جهاز كمبيوتر متضرر، سيتم استبداله مجانًا، ومن المقرر أن تبدأ تسلا في إرسال إشعارات لأصحاب السيارات المتأثرة بالاستدعاء في 7 مارس 2025، لتبليغهم بالإجراءات اللازمة.

الاستدعاءات السابقة والمشكلات الأخرى

لم تكن هذه المشكلة هي الأولى التي تواجهها تسلا فيما يتعلق بالسلامة والأمان. ففي السنوات الأخيرة، شهدت تسلا العديد من الاستدعاءات بسبب مشاكل تقنية قد تؤثر على أداء السيارة وأمانها، ففي وقت سابق، تم استدعاء بعض سيارات موديل إس وموديل إكس بسبب مشكلات في الوسائد الهوائية، ما أثار تساؤلات حول التحديات التي تواجه تسلا في الحفاظ على سلامة الركاب في بعض الطرازات القديمة.

كما فتحت إدارة السلامة المرورية تحقيقًا في أكتوبر الماضي بشأن حوالي 2.4 مليون سيارة تسلا بسبب مشاكل في نظام القيادة الذاتية الكاملة (Full Self-Driving)، وذلك بعد وقوع أربع حوادث مميتة كانت متعلقة بهذا النظام، وتضمن التحقيق مزيدًا من التدقيق حول أنظمة القيادة الذاتية التي تعتبر من أبرز ما يميز تسلا. وقد أدى ذلك إلى اتخاذ تسلا خطوات سريعة لتحديث النظام وتقديم حلول قد تمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

ومن جهة أخرى، كانت هناك تحقيقات أخرى بشأن تأثير ميزة “Accessly Smart Summon” (التي تتيح للسيارات الاصطفاف عن بُعد) في حوالي 2.6 مليون سيارة، وهو ما يشير إلى أن تسلا تواجه العديد من التحديات التكنولوجية التي قد تؤثر في سمعتها العامة.

تسلا في مواجهة التحديات التكنولوجية

رغم هذه التحديات، تبقى تسلا في طليعة شركات السيارات التي تعتمد على أحدث التقنيات، سواء من خلال الدفع الإلكتروني أو من خلال تحسين أنظمة القيادة الذاتية، ولكن مع نموها السريع واعتمادها المتزايد على الأنظمة الذكية في سياراتها، فإن شركة تسلا تجد نفسها في مواجهة تحديات مستمرة لضمان سلامة سياراتها في السوق العالمي، وبينما توفر بعض المشاكل حلولًا سريعة مثل التحديثات عبر الهواء، إلا أن بعض القضايا الأخرى تتطلب استبدال مكونات حيوية في السيارة، وهو ما يزيد من تكلفة الإصلاحات.

تُظهر هذه الحوادث الأخيرة أن الشركات الرائدة في مجال السيارات الكهربائية، مثل تسلا، لا تزال تواجه تحديات مستمرة تتعلق بالسلامة والأمان في ظل تبنيها لتقنيات مبتكرة، وعلى الرغم من أن تسلا قد تتخذ خطوات فاعلة لمعالجة هذه المشكلات، فإن المستقبل سيشهد بالتأكيد مزيدًا من المحاسبة والتحقيقات لضمان تلبية المعايير الأمنية بشكل كامل، لا سيما في ظل ازدياد حجم الاعتماد على الأنظمة الذاتية والمتقدمة في السيارات الحديثة.

تم نسخ الرابط