أول هاتف Tri-Fold من هواوي يهز عالم التكنولوجيا.. ثورة حقيقية أم مخاطرة؟

في خطوة جريئة وغير مسبوقة في عالم الهواتف الذكية القابلة للطي، كشفت هواوي رسميًا عن هاتفها الجديد Huawei Mate XT، ليكون أول هاتف Tri-Fold في العالم، حيث يحمل هذا الهاتف رؤية مستقبلية تعكس طموح الشركة في تقديم تقنيات ثورية رغم التحديات التي تواجهها، يأتي هذا الإطلاق في وقت حساس بالنسبة لهواوي، حيث لا تزال تخضع لقيود تكنولوجية أمريكية تحد من وصولها إلى المعالجات المتطورة وخدمات Google.
ورغم أن الهاتف يمثل إنجازًا تقنيًا مذهلًا، إلا أنه يواجه عقبات كبيرة تتعلق بالسعر المرتفع، المتانة، وسلاسل التوريد، مما قد يؤثر على انتشاره في الأسواق العالمية.
Huawei Mate XT تصميم ثوري بشاشة ضخمة
أعلنت هواوي عن هاتفها الجديد خلال حدث خاص في كوالالمبور، حيث قدمت الجهاز بتصميم فريد يجعله مختلفًا عن أي هاتف قابل للطي في السوق، يأتي Mate XT بشاشة ضخمة بحجم 10.2 إنش، مما يجعله أقرب في الحجم إلى جهاز iPad عند فتحه بالكامل، كما يتميز بسُمك 3.6 ملم فقط، مما يجعله أنحف هاتف قابل للطي حتى الآن، وعلى الرغم من أن الهاتف لا يُطوى بالكامل إلى ثلاث طبقات، إلا أنه يعتمد على ثلاث لوحات منفصلة يتم طيها مرتين لتوفير تجربة استخدام مرنة ومبتكرة.
يتوفر الهاتف بسعر 3499 يورو، أي ما يعادل 3662 دولارًا أمريكيًا، مما يجعله واحدًا من أغلى الهواتف القابلة للطي في الأسواق، وهو ما قد يشكل تحديًا أمام انتشاره عالميًا، حيث أن السعر المرتفع يجعله موجهًا لفئة محدودة من المستخدمين الذين يبحثون عن أحدث التقنيات بغض النظر عن التكلفة.
هواوي تقود ثورة الهواتف القابلة للطي، أم أنها خطوة محفوفة بالمخاطر؟
يرى العديد من الخبراء أن هواوي تحاول من خلال إطلاق Mate XT إثبات أنها لا تزال في صدارة الابتكار، رغم الضغوط التي تعرضت لها منذ عام 2019، حيث فقدت إمكانية الوصول إلى المعالجات المتطورة وخدمات Google نتيجة العقوبات الأمريكية، ولكن ورغم هذه العقبات، تمكنت الشركة من العودة بقوة، حيث وصف المحلل براين ما، نائب رئيس أبحاث الأجهزة في IDC، هذا الإطلاق بأنه “إثبات على قدرة هواوي على تجاوز التحديات والاستمرار في تقديم أجهزة متطورة”.

لكن في المقابل، يرى بعض المحللين أن الهاتف ليس موجهًا لعامة المستهلكين بسبب سعره المرتفع وحجمه الكبير، مما يجعله منتجًا متخصصًا لفئة معينة من المستخدمين الذين يبحثون عن تجربة فريدة بغض النظر عن التكلفة، كما أن غياب خدمات Google قد يؤثر على جاذبيته في الأسواق العالمية، حيث يعتمد الكثير من المستخدمين على هذه الخدمات بشكل أساسي في هواتفهم الذكية.
تحديات قد تعيق انتشار Huawei Mate XT عالميًا
رغم أن Huawei Mate XT يمثل تقدمًا تقنيًا مذهلًا، إلا أن هناك عدة تحديات قد تحد من نجاحه عالميًا، من أبرز هذه التحديات:
1- القيود التقنية وعدم توفر خدمات Google
يعتمد الهاتف على نظام HarmonyOS، وهو نظام تشغيل طورته هواوي كبديل لنظام أندرويد بعد العقوبات الأمريكية، ورغم أن النظام شهد تطورات كبيرة في السنوات الأخيرة، إلا أن غياب خدمات Google مثل Google Play وYouTube وGoogle Maps قد يكون عائقًا أمام انتشاره خارج السوق الصيني، حيث يعتمد المستخدمون العالميون بشكل كبير على هذه الخدمات في حياتهم اليومية.
2- سلاسل التوريد والعقوبات الأمريكية
لا تزال هواوي تواجه صعوبات في الحصول على بعض المكونات الرئيسية لهواتفها، خاصة المعالجات المتطورة، بسبب العقوبات الأمريكية التي تمنع الشركات الأمريكية من التعامل معها، وقد أجبرت هذه العقوبات هواوي على البحث عن بدائل محلية أو اللجوء إلى موردين محدودين، مما يؤثر على القدرة الإنتاجية وسرعة توفير الهواتف في الأسواق.
3- سوق محدود خارج الصين
على الرغم من أن هواوي تسيطر على 49% من سوق الهواتف القابلة للطي في الصين، إلا أن حصتها العالمية لا تزال عند 23%، مقارنة بحصة سامسونج التي تصل إلى 33%، مما يعني أن انتشار الهاتف عالميًا قد يكون محدودًا بسبب المنافسة الشديدة التي تواجهها هواوي من الشركات الكبرى مثل سامسونج وأوبو وشاومي.
ما تأثير دخول آبل إلى سوق الهواتف القابلة للطي؟
تشير التوقعات إلى أن سوق الهواتف القابلة للطي سيشهد نموًا كبيرًا في السنوات القادمة، حيث تتوقع شركة TrendForce أن يصل عدد الهواتف القابلة للطي المشحونة عالميًا إلى 45.7 مليون وحدة بحلول عام 2028، مقارنة بـ 20 مليون وحدة فقط في عام 2023، ومع هذا النمو الكبير، فإن دخول Apple إلى هذا السوق قد يشكل نقطة تحول كبيرة، حيث يعتقد المحللون أن آبل ستقدم تقنيات جديدة وابتكارات مختلفة قد تغير قواعد اللعبة وتدفع باقي الشركات إلى تسريع تطوير هذه التقنية.
ورغم أن آبل لم تعلن رسميًا عن خططها لإطلاق هاتف قابل للطي حتى الآن، إلا أن العديد من التسريبات تشير إلى أنها تعمل على تطوير جهاز يمكنه تغيير شكل السوق بالكامل، ومع وجود شركة بحجم آبل في هذا المجال، قد تصبح الهواتف القابلة للطي أكثر انتشارًا وأسعارها أكثر تنافسية، مما سيؤثر بشكل مباشر على الشركات التي تقود هذا المجال حاليًا، مثل هواوي وسامسونج.
تمثل هواوي Mate XT خطوة جريئة في عالم الهواتف القابلة للطي، حيث تقدم الشركة تصميمًا فريدًا وتقنية متطورة رغم التحديات التي تواجهها، ورغم أن الهاتف يأتي بمواصفات رائعة، إلا أن العقبات المتعلقة بالسعر، المتانة، وسلاسل التوريد قد تحد من انتشاره عالميًا، ومع تزايد المنافسة في هذا المجال، يبقى السؤال مفتوحًا، هل ستتمكن هواوي من فرض نفسها في سوق الهواتف القابلة للطي عالميًا، أم أن دخول آبل وشركات أخرى سيغير موازين اللعبة تمامًا؟.