الثلاثاء 25 فبراير 2025 الموافق 26 شعبان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

خطر غير متوقع.. الإفراط في تناول ملح الهيمالايا قد يسبب مخاطر صحية

ملح الهيمالايا
ملح الهيمالايا

يُعرف ملح الهيمالايا الوردي بأنه أحد البدائل الطبيعية لملح الطعام العادي ويتميز بلونه الوردي الجذاب واحتوائه على مجموعة من المعادن النادرة التي تمنحه شهرة واسعة بين محبي الطعام الصحي، ويعتقد الكثيرون أنه أكثر فائدة من ملح الطعام التقليدي، مما يدفعهم إلى استهلاكه بكميات كبيرة دون إدراك العواقب الصحية المحتملة، ولكن رغم فوائده، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى مخاطر صحية غير متوقعة تؤثر على أجهزة الجسم المختلفة، مما يستدعي الحذر عند استخدامه.

زيادة مستويات الصوديوم وتأثيرها على الصحة

يحتوي ملح الهيمالايا على نسبة مرتفعة من الصوديوم، وهو عنصر ضروري لوظائف الجسم الحيوية مثل توازن السوائل ونقل الإشارات العصبية، ولكن عند استهلاكه بكميات زائدة، فإنه يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، كما أن ارتفاع مستويات الصوديوم في الجسم قد يسبب احتباس السوائل، مما يؤدي إلى تورم الأطراف وزيادة الضغط على الكلى والقلب، وهذا يشكل خطراً على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز القلبي الوعائي أو الكلى.

تأثيره على وظائف الكلى

تعد الكلى مسؤولة عن تصفية السموم والفضلات من الدم والحفاظ على توازن السوائل في الجسم، وعند استهلاك كميات كبيرة من الصوديوم الموجود في ملح الهيمالايا، يزداد العبء على الكلى، مما قد يؤدي إلى تدهور وظائفها بمرور الوقت، كما أن ذلك يزيد من خطر تكوّن حصوات الكلى بسبب ارتفاع مستويات الكالسيوم في البول، وهو أمر مؤلم وقد يتطلب علاجات طبية متقدمة في الحالات الشديدة.

اختلال توازن المعادن في الجسم

يتميز ملح الهيمالايا باحتوائه على مجموعة من المعادن النادرة مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم، ولكن عند تناوله بكميات كبيرة، قد يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن الطبيعي لهذه المعادن في الجسم، وقد يسبب ذلك مشكلات صحية مثل ضعف العضلات واضطرابات في نبضات القلب وتشنجات عضلية، بالإضافة إلى تأثيره السلبي على الجهاز العصبي، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاكه إلى الشعور بالإرهاق والتعب المزمن بسبب اضطراب مستويات المعادن الأساسية في الجسم.

تأثيره على صحة الجهاز الهضمي

تناول كميات كبيرة من ملح الهيمالايا قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، حيث يمكن أن يتسبب في تهيج بطانة المعدة وزيادة إفراز الأحماض الهاضمة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالقرحة المعدية أو حرقة المعدة، كما أن استهلاك كمية زائدة منه قد يؤدي إلى الشعور بالجفاف والعطش المستمر بسبب تأثيره على توازن السوائل في الجسم، وهذا قد يكون خطيراً خاصةً في حالات الطقس الحار أو عند ممارسة التمارين الرياضية الشاقة.

التأثير على صحة العظام

من المشكلات التي قد لا يدركها الكثيرون أن الإفراط في تناول الصوديوم يمكن أن يؤثر على صحة العظام، حيث يؤدي إلى زيادة فقدان الكالسيوم من الجسم عبر البول، وهذا يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام على المدى الطويل، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د أو الكالسيوم، لذلك فإن استهلاك كميات كبيرة من ملح الهيمالايا قد يكون ضارًا بصحة العظام ويؤثر على قوتها وكثافتها مع مرور الوقت.

الاستخدام المعتدل هو الحل

على الرغم من أن ملح الهيمالايا يُعتبر خيارًا صحيًا مقارنة بملح الطعام العادي بسبب احتوائه على بعض المعادن المفيدة، إلا أن ذلك لا يعني أنه يمكن تناوله بلا قيود، فالاعتدال في استهلاك الصوديوم بشكل عام هو المفتاح للحفاظ على الصحة، وينصح الخبراء بعدم تجاوز الكمية اليومية الموصى بها من الصوديوم والتي تتراوح بين 1500 إلى 2300 مليغرام يوميًا، كما يُفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد الكمية المناسبة بناءً على احتياجات الجسم الفردية.

ملح الهيمالايا قد يكون إضافة مفيدة للنظام الغذائي عند استخدامه باعتدال، ولكنه ليس بديلاً خالياً من المخاطر، حيث إن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، التأثير السلبي على وظائف الكلى، اختلال توازن المعادن، اضطرابات الجهاز الهضمي، وضعف العظام، لذلك من الضروري توخي الحذر وعدم الانسياق وراء المعتقدات الشائعة التي تروج لفوائده دون الأخذ في الاعتبار التأثيرات السلبية التي قد تنتج عن الاستهلاك المفرط.

تم نسخ الرابط