الثلاثاء 04 مارس 2025 الموافق 04 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

اغتنم فضل جوف الليل.. دعاء العتق من النار في رمضان

دعاء العتق من النار
دعاء العتق من النار

يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين للتقرب إلى الله عز وجل، فهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وخلال هذا الشهر الفضيل تكثر الأدعية التي يرددها المسلمون طلبًا للنجاة من العذاب والفوز برضوان الله، ومن أبرز هذه الأدعية دعاء العتق من النار، فهو دعاء مستحب شرعًا لأنه يجمع بين الرجاء في رحمة الله والخوف من عقابه، وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الله سبحانه وتعالى يعتق في هذا الشهر الكريم أعدادًا لا تحصى من عباده الأحياء والأموات، ففضل الله واسع ورحمته لا حد لها.

دعاء العتق من النار

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأدعية التي يستحب للمسلم ترديدها في رمضان، وخاصة في جوف الليل، ومن هذه الأدعية.

“اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال”

“اللهم أعتق رقابنا ورقاب أمواتنا من النار”

“اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب”

وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: “أنت عتيق الله من النار”، ومن هنا جاءت تسميته بـ “عتيق”، كما أخرج الترمذي في جامعه.

أهمية الاستعاذة من النار في التشهد

من السنة أن يستعيذ المسلم بالله من عذاب النار خلال صلاته، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال”، وهذا الدعاء جاء في صحيح مسلم، مما يدل على أهميته وضرورة المداومة عليه.

أدعية من القرآن للنجاة من النار

جاء في كتاب الله العزيز العديد من الأدعية التي تدعو للنجاة من العذاب والوقاية من نار جهنم، ومنها قوله تعالى

“الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار” (آل عمران: 16)

“والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غرامًا، إنها ساءت مستقرًّا ومقامًا” (الفرقان: 65-66)

فهذه الآيات الكريمة تذكرنا بأهمية اللجوء إلى الله بالدعاء والاستغفار ليقينا من عذابه ويمنّ علينا بعفوه ومغفرته

فضل شهر رمضان والعتق من النار

أنعم الله سبحانه وتعالى على الأمة الإسلامية بشهر رمضان، فهو شهر مليء بالنفحات الإيمانية والفرص العظيمة للفوز بالمغفرة والرحمة والعتق من النار، فمن تقرب إلى الله خلال هذا الشهر بالصيام والقيام والصدقة وقراءة القرآن، نال من الله الأجر العظيم والثواب الجزيل، فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

“إذا كانت أول ليلة من رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب، ونادى منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة” (رواه ابن ماجه)

تفسير العلماء لمعنى العتق من النار

ذكر القاضي ابن العربي المالكي في كتابه “المسالك في شرح موطأ مالك” أن لله سبحانه وتعالى عتقاء من النار في كل ليلة من رمضان، ولهذه العطية الإلهية أسباب متعددة من الطاعات، فمن يخلص في عبادته لله بالصيام والصلاة والزكاة والقيام والعمل الصالح يكون من هؤلاء العتقاء، كما جاء في الحديث الصحيح.

“الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها”

أما الإمام الكرماني فقد أوضح في “شرح المصابيح لابن الملك” أن العتق من النار في رمضان يكون ببركة الصيام وحرمة هذا الشهر الفضيل، فالله يكرم عباده بالمغفرة والرحمة ويمن عليهم بالنجاة من العذاب.

كيف يغتنم المسلم فرصة العتق من النار؟

حتى يكون المسلم من الفائزين بالعتق من النار في رمضان، عليه أن يحرص على الاجتهاد في العبادة، ومن أهم الأمور التي تساعد على ذلك:

الإكثار من الدعاء خاصة في أوقات الإجابة مثل السجود وقبل الإفطار وفي جوف الليل

المداومة على قيام الليل، فصلاة التهجد من أعظم الأعمال التي ترفع الدرجات وتكفر السيئات

الإكثار من الصدقات، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اتقوا النار ولو بشق تمرة”

الاستغفار والتوبة الصادقة، فمن أكثر من الاستغفار نال مغفرة الله ورحمته

قراءة القرآن بتدبر

رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، وهو فرصة عظيمة لكل مسلم كي يتقرب إلى الله ويطلب منه النجاة من العذاب، وقد وردت العديد من الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي يستحب ترديدها طوال الشهر الكريم، وخاصة في أوقات الاستجابة، كما أن الاجتهاد في العبادات والعمل الصالح من أعظم الوسائل للفوز برضوان الله والنجاة من النار، فليحرص كل مسلم على اغتنام هذه الأيام المباركة، وليدعُ الله بإخلاص أن يكون من عتقائه في هذا الشهر الفضيل.

تم نسخ الرابط