الجمعة 14 مارس 2025 الموافق 14 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

على نهج مسلسل أثينا.. كيف تحمي نفسك من فخ الابتزاز الإلكتروني؟

الابتزاز الإلكتروني
الابتزاز الإلكتروني

يأتي مسلسل “أثينا” وتقدم النجمة ريهام حجاج دورًا مختلفًا يجسد معاناة ضحايا الابتزاز الإلكتروني ضمن السباق الدرامي في رمضان 2025، وتلعب دور مراسلة صحفية تجد نفسها وسط قضية مأساوية بعد انتحار شقيقتها بسبب تعرضها للابتزاز عبر الإنترنت، مما يدفعها لخوض رحلة بحث شاقة لكشف تفاصيل هذه الجرائم.

ويسلط المسلسل الضوء على التهديدات التي يواجهها الأفراد عبر الإنترنت، خاصة في ظل تزايد معدلات الجرائم الإلكترونية في السنوات الأخيرة، ويهدف إلى توعية المشاهدين بمخاطر هذا النوع من الابتزاز وكيفية تجنبه.

ما هو الابتزاز الإلكتروني؟

يُعرف الابتزاز الإلكتروني بأنه جريمة رقمية يلجأ فيها المبتزون إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد الضحايا، وفقًا لمصطفى الزريقي، استشاري الصحة النفسية، فإن المبتزين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي، البريد الإلكتروني، والرسائل النصية لإجبار الضحايا على تقديم المال أو تنفيذ طلبات معينة، غالبًا ما يستغل المجرمون مشاعر الخوف والإحراج للسيطرة على الضحية، مما يجعلها غير قادرة على اتخاذ قرارات صحيحة أو طلب المساعدة.

مراحل الابتزاز الإلكتروني وكيفية وقوع الضحايا

لا يحدث الابتزاز الإلكتروني فجأة، بل يتم بطريقة ممنهجة عبر مراحل متسلسلة، تبدأ بعملية جمع المعلومات، حيث يحاول المبتز اختراق حسابات الضحية أو الاستعانة بأشخاص مقربين منها للحصول على بيانات حساسة، بعد ذلك، تأتي مرحلة بناء الثقة، حيث يتظاهر المبتز بأنه شخص لطيف وجدير بالثقة، مما يجعل الضحية تشعر بالأمان وتتبادل معه معلومات شخصية.

بمجرد أن ينجح المبتز في استدراج الضحية، يبدأ في الحصول على محتوى الابتزاز من خلال وسائل مختلفة مثل برامج التجسس، الروابط الوهمية، أو تسجيل المحادثات دون علم الضحية، بعد ذلك، تبدأ مرحلة التهديد، حيث يطالب المبتز بتنفيذ مطالبه مقابل عدم نشر المعلومات التي حصل عليها، مع مرور الوقت، تزداد حدة التهديدات، ويجد الضحية نفسه محاصرًا داخل دائرة من الخوف والعجز.

أنواع الابتزاز الإلكتروني وتأثيره على الضحايا

تتنوع أساليب الابتزاز الإلكتروني باختلاف الدوافع والأهداف، ويعد الابتزاز المادي من أكثر الأنواع انتشارًا، حيث يطالب المبتز الضحية بدفع مبالغ مالية لمنع تسريب معلوماتها، أما الابتزاز الاجتماعي فيستهدف السمعة والعلاقات الشخصية، ويستخدم غالبًا ضد الشخصيات العامة والمؤثرين، مما يؤثر على صورتهم أمام الجمهور.

الابتزاز العاطفي أو الجنسي هو الأكثر شيوعًا بين المراهقين، حيث يقوم المبتز بتهديد الضحية بنشر صور أو مقاطع فيديو خاصة بها بهدف التحكم بها، في بيئات العمل، يظهر الابتزاز الوظيفي، حيث يتم تهديد الموظفين بمعلومات قد تؤثر على مستقبلهم المهني، أما الابتزاز السياسي، فيستخدم ضد الشخصيات السياسية والمسؤولين لإجبارهم على اتخاذ قرارات معينة أو تحقيق مكاسب غير مشروعة.

أساليب المبتزين في تنفيذ الجرائم الإلكترونية

يعتمد المبتزون على عدة طرق للإيقاع بضحاياهم، من أبرزها التلاعب العاطفي، حيث يقوم المجرم بتقمص شخصية جذابة على الإنترنت، ثم يبدأ في بناء علاقة مع الضحية لكسب ثقتها، بمجرد تحقيق ذلك، يطلب منها مشاركة صور أو معلومات حساسة ليتم استخدامها لاحقًا في عملية الابتزاز، إلى جانب ذلك، يلجأ بعض المبتزين إلى الاختراق وسرقة البيانات من خلال إرسال روابط خبيثة تُمكنهم من الوصول إلى محتوى أجهزة الضحايا وحساباتهم.

هناك أيضًا طريقة انتحال الهوية، حيث يدّعي المبتز أنه موظف في جهة رسمية أو شركة معروفة، ويخدع الضحية ليقدم له بيانات حساسة، كما أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة مفتوحة للمبتزين، حيث يستخدمون خاصية تحديد الموقع الجغرافي لتتبع الضحايا، أو يرسلون رسائل تحتوي على روابط مفخخة لاختراق أجهزتهم بسهولة.

طرق الحماية من الابتزاز الإلكتروني

لتجنب الوقوع ضحية للابتزاز الإلكتروني، ينصح الخبراء بعدم مشاركة أي معلومات شخصية أو صور حساسة عبر الإنترنت، حتى مع الأشخاص الذين يبدو أنهم موثوقون، من الضروري أيضًا تحديث كلمات المرور بشكل منتظم، وتفعيل خاصية التحقق الثنائي لحماية الحسابات من الاختراق، كما يجب تجنب الضغط على الروابط المشبوهة أو تحميل ملفات من مصادر غير معروفة.

في حالة التعرض للابتزاز، يجب عدم التفاعل مع المبتز أو تنفيذ مطالبه، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الضغط وفتح المجال لطلبات أخرى، من المهم أيضًا توثيق جميع الرسائل والتهديدات عن طريق أخذ لقطات شاشة، حيث يمكن استخدامها كدليل عند الإبلاغ عن الجريمة، يجب التواصل مع الجهات الأمنية المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المبتز.

الدعم النفسي ودوره في مواجهة الابتزاز

يعد الدعم النفسي جزءًا أساسيًا من مواجهة الابتزاز الإلكتروني، حيث يعاني الضحايا من مشاعر القلق والخوف والعار، مما قد يدفع البعض إلى اتخاذ قرارات غير صحيحة، لذلك، من الضروري التحدث مع شخص موثوق، مثل أحد أفراد الأسرة أو صديق قريب، للحصول على المشورة والدعم العاطفي، بالإضافة إلى ذلك، يمكن اللجوء إلى مختصين في الصحة النفسية لمساعدتهم على استعادة الثقة بالنفس والتعامل مع الأزمة بطريقة صحية.

دروس مستفادة من مسلسل “أثينا” في مكافحة الابتزاز الإلكتروني

يجسد مسلسل “أثينا” جانبًا واقعيًا من المعاناة التي يواجهها ضحايا الابتزاز الإلكتروني، حيث يكشف عن الحيل التي يستخدمها المبتزون، كما يوضح أهمية التصدي لهذه الجرائم بالإبلاغ عنها وعدم الاستسلام للضغوط، من خلال متابعة المسلسل، يمكن للجمهور التعرف على طرق الحماية وكيفية التعامل مع هذه الجرائم في حال التعرض لها، مما يعزز الوعي المجتمعي حول مخاطر الابتزاز الإلكتروني.

الابتزاز الإلكتروني أصبح من التحديات الكبرى في العصر الرقمي، ومع تزايد استخدام الإنترنت، يزداد خطر الوقوع ضحية لهذه الجرائم، لذلك، من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المعلومات الشخصية، وعدم الوثوق بأي شخص عبر الإنترنت دون التأكد من هويته، كما يجب الإبلاغ فورًا عن أي محاولة ابتزاز لوقف المبتز ومنعه من الإيقاع بضحايا آخرين، يقدم مسلسل “أثينا” صورة واضحة عن خطورة هذه الجرائم، ويؤكد على أهمية الوعي واليقظة في التعامل مع العالم الرقمي.

تم نسخ الرابط