السبت 22 مارس 2025 الموافق 22 رمضان 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

العشر الأواخر من رمضان.. هذا ماكان يدعو به النبي في أعظم الليالي

العشر الأواخر
العشر الأواخر

تُعد العشر الأواخر من رمضان من أعظم أيام الشهر الكريم، إذ يتضاعف فيها الأجر وتتنزل فيها الرحمة والمغفرة، ويحرص المسلمون في هذه الأيام على الاجتهاد في الطاعة والعبادة، لما لها من فضل كبير، إذ تشمل ليلة القدر التي قال عنها الله تعالى: “ليلة القدر خير من ألف شهر”، فهي ليلة مباركة يُستجاب فيها الدعاء وتُغفر فيها الذنوب.

وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان، اجتهد في العبادة والطاعة أكثر من أي وقت آخر، وكان يشد المئزر ويوقظ أهله ليشاركوه في الصلاة والقيام والذكر، ويجعل كل اهتمامه منصبًا على عبادة الله عز وجل دون الانشغال بأمور الدنيا، في إشارة إلى مدى عظمة هذه الأيام وفضلها عند الله.

وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – أكثر الناس سخاءً وكرمًا في رمضان، فإذا أقبلت العشر الأواخر، ازداد عطاءه وجوده كأنما هو “الريح المرسلة”، في دلالة على سرعة وعظمة عطائه في هذه الأيام المباركة، ويُستحب للمسلمين في هذه الأيام الإكثار من الصدقات وفعل الخير، اقتداءً بهدي النبي الكريم.

دعاء النبي في العشر الأواخر من رمضان

من الأمور التي كان يحرص عليها النبي – صلى الله عليه وسلم – في العشر الأواخر من رمضان، الإكثار من الدعاء، لما في هذه الأيام من بركة وخير، ولأنها فرصة عظيمة لنيل المغفرة والعتق من النار، وقد وردت عن النبي عدة أدعية كان يرددها في هذه الليالي المباركة، أبرزها الدعاء الذي علّمه للسيدة عائشة – رضي الله عنها – حين سألته: “يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟” فقال لها: “قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني”.

ويُعد هذا الدعاء من أعظم الأدعية التي يُستحب تكرارها في العشر الأواخر، إذ يجمع بين طلب العفو والمغفرة، وهما من أعظم ما يسعى إليه المسلم في هذه الليالي المباركة.

كما جاء عن السيدة عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – علّمها دعاءً جامعًا يشمل الخير كله في الدنيا والآخرة، وهو:

“اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا”.

ويُستحب أيضًا ترديد الدعاء الذي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يكثر منه في رمضان وفي غيره، وهو قوله: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار”.

وللمسلم في هذه الليالي المباركة أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، فباب الدعاء مفتوح، والله تعالى يحب أن يسمع دعاء عباده ويلبي حاجاتهم.

فضل الاجتهاد في الليالي الوترية

من الأمور التي كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يوليها اهتمامًا خاصًا في العشر الأواخر، الاجتهاد في الليالي الوترية، وهي الليالي ذات الترتيب الفردي (ليلة 21، 23، 25، 27، 29 من رمضان)، لأن ليلة القدر تتنزل في إحدى هذه الليالي.

وقد حرص النبي على الاجتهاد في العبادة والقيام والذكر والدعاء في هذه الليالي، ودعا المسلمين إلى تحري ليلة القدر، لما لها من فضل عظيم، إذ أخبر عنها أنها خير من ألف شهر، وأن من قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه.

مواعيد الليالي الوترية في رمضان 2025

تبدأ الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان بعد غروب الشمس وتستمر حتى طلوع الفجر، وهي كالتالي:

ليلة 21 رمضان: تبدأ من مغرب يوم الخميس 20 مارس 2025، وتنتهي بفجر الجمعة 21 مارس.

ليلة 23 رمضان: من مغرب يوم السبت 22 مارس، حتى فجر الأحد 23 مارس.

ليلة 25 رمضان: من مغرب يوم الإثنين 24 مارس، حتى فجر الثلاثاء 25 مارس.

ليلة 27 رمضان: من مغرب يوم الأربعاء 26 مارس، حتى فجر الخميس 27 مارس.

ليلة 29 رمضان: من مغرب يوم الجمعة 28 مارس، حتى فجر السبت 29 مارس.

وتعد هذه الليالي فرصًا ذهبية لنيل عظيم الأجر، حيث يُرجى أن تكون ليلة القدر في إحدى هذه الليالي المباركة.

اجتهاد المسلم في العشر الأواخر

على المسلم أن يستغل هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، مثل الصلاة والذكر وقراءة القرآن والدعاء والصدقة وصلة الرحم، فهذه الأعمال ترفع الدرجات وتُكفر السيئات.

كما يُستحب الاعتكاف في المساجد لمن يستطيع، تأسّيًا بالنبي – صلى الله عليه وسلم – الذي كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، متفرغًا لعبادة الله وطلبًا لليلة القدر.

فالعشر الأواخر من رمضان ليست مجرد أيام تمر، بل هي فرصة عظيمة يجب على المسلم اغتنامها، لينال رضا الله تعالى، ويكتب له فيها العتق من النار، والفوز بجنات النعيم.

تم نسخ الرابط