مخاطر خفية في أواني الطبخ غير اللاصقة.. نصائح ضرورية لحماية صحتك

تعد أواني الطبخ غير اللاصقة خيارًا شائعًا في الكثير من المطابخ الحديثة، لما توفره من سهولة في الطهي والتنظيف، حيث تساعد على طهي الطعام بكمية أقل من الزيوت والدهون، مما يجعلها اختيارًا مثاليًا للراغبين في نمط حياة صحي.

ومع ذلك، على الرغم من هذه المزايا، هناك بعض المخاطر الخفية المرتبطة باستخدامها، والتي قد تؤثر على الصحة بشكل كبير إذا لم يتم التعامل معها بحذر ووعي، فالمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه الأواني قد تُطلق عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، مما يؤدي إلى تسرب سموم يمكن أن تشكل خطرًا على الصحة بمرور الوقت.

المواد الكيميائية الضارة في أواني الطبخ غير اللاصقة

تصنع معظم أواني الطهي غير اللاصقة من طبقة تعرف باسم “التفلون”، وهي مادة كيميائية تُعرف علميًا باسم “بولي تترافلورو إيثيلين”، وهذه المادة مقاومة للحرارة والماء، مما يجعلها مثالية لمنع التصاق الطعام، إلا أن الدراسات أظهرت أن عند تعرض هذه المادة لدرجات حرارة عالية تتجاوز 260 درجة مئوية، تبدأ في التحلل وإطلاق أبخرة سامة، وقد تؤدي هذه الأبخرة إلى مشكلات صحية عند استنشاقها مثل أعراض تشبه الإنفلونزا، وتُعرف طبيًا باسم “حمى دخان البوليمر”، كما أن التعرض طويل الأمد لهذه الأبخرة قد يرتبط ببعض الأمراض المزمنة مثل اضطرابات الغدة الدرقية وأمراض القلب والسرطان.

مخاطر استهلاك الجزيئات المتحللة

عند تعرض سطح الأواني للخدش أو التآكل، يمكن أن تتسرب جزيئات صغيرة من التفلون إلى الطعام أثناء الطهي، وعلى الرغم من أن هذه الجزيئات لا تعتبر سامة فور ابتلاعها، إلا أن تراكمها في الجسم على المدى البعيد قد يسبب مشاكل صحية، كما أن بعض أنواع الأواني القديمة التي تم تصنيعها قبل عام 2013 قد تحتوي على مركب آخر يُسمى “حمض بيرفلورو الأوكتانويك”، والذي أظهرت الأبحاث أنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الكبد وسرطان الكلى.

كيفية استخدام أواني الطبخ غير اللاصقة بأمان

على الرغم من هذه المخاطر، يمكن تقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة الناتجة عن أواني الطبخ غير اللاصقة من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة للحفاظ على صحتك وصحة أسرتك، ومن أهم هذه الخطوات تجنب تسخين الأواني على درجات حرارة مرتفعة للغاية، حيث ينصح بعدم استخدام درجة حرارة تتجاوز 230 درجة مئوية عند الطهي بهذه الأواني، كما يُفضل استخدام نار متوسطة أو منخفضة لتقليل خطر تحلل المواد الكيميائية.

تجنب خدش الأواني وحماية السطح

يعتبر الخدش في سطح الأواني غير اللاصقة من أكبر الأسباب التي تؤدي إلى تسرب الجزيئات الكيميائية إلى الطعام، ولتجنب ذلك، يُنصح بعدم استخدام أدوات معدنية عند الطهي أو التقليب، وبدلًا منها يمكن استخدام أدوات خشبية أو سيليكون، كما يُفضل تجنب غسل الأواني باستخدام إسفنج خشن أو منظفات قوية قد تؤدي إلى إتلاف الطبقة الواقية، وعند ملاحظة أي خدوش أو تشققات في السطح، يجب استبدال الوعاء فورًا.

اختيار أنواع آمنة من أواني الطهي

للتقليل من المخاطر، يُنصح باختيار أواني طهي غير لاصقة خالية من المواد الكيميائية الضارة، حيث توفر بعض الشركات المصنعة الآن منتجات خالية من “حمض بيرفلورو الأوكتانويك”، ويجب التأكد من قراءة الملصقات بعناية قبل شراء أواني الطهي، كما يُفضل اللجوء إلى بدائل أكثر أمانًا مثل أواني السيراميك والحديد الزهر والاستانلس ستيل، فهي خيارات أكثر أمانًا وأقل عرضة لإطلاق مواد ضارة عند الطهي على درجات حرارة مرتفعة.

التهوية الجيدة أثناء الطهي

ينصح دائمًا بتوفير تهوية جيدة في المطبخ عند استخدام أواني الطبخ غير اللاصقة، حيث يساعد ذلك على تقليل تركيز أي أبخرة سامة قد تنبعث أثناء التسخين، كما أن فتح النوافذ أو استخدام شفاطات الهواء يمكن أن يساهم في تقليل استنشاق هذه الأبخرة، مما يقلل من خطر الإصابة بالمشكلات الصحية المرتبطة بها.

استبدال الأواني بانتظام

من المهم مراقبة حالة أواني الطهي غير اللاصقة واستبدالها عند ظهور أي علامات تلف، فالاستمرار في استخدام الأواني التالفة يزيد من خطر تسرب المواد الكيميائية إلى الطعام، لذا يُنصح بتغيير الأواني كل بضع سنوات أو عند ملاحظة تآكل الطبقة غير اللاصقة.

على الرغم من أن أواني الطبخ غير اللاصقة توفر سهولة في الاستخدام والتنظيف، إلا أنها تحمل بعض المخاطر الصحية عند التعامل معها بطريقة غير صحيحة، لذا فإن اتخاذ الاحتياطات اللازمة مثل استخدام درجات حرارة منخفضة، وتجنب خدش السطح، واختيار أنواع آمنة والتهوية الجيدة واستبدال الأواني عند تلفها، يساعد على تقليل هذه المخاطر بشكل كبير، فالحفاظ على صحة الأسرة يبدأ بالوعي والحرص على استخدام الأدوات المنزلية بشكل آمن وسليم.