الإثنين 31 مارس 2025 الموافق 02 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

مسلسل ظلم المصطبة.. إشارات تدل على معاناة الطفل بسبب الخلافات الزوجية

ظلم المصطبة
ظلم المصطبة

مع تصاعد أحداث مسلسل ظلم المصطبة الذي يسلط الضوء على قضايا اجتماعية معقدة وخلافات زوجية، برزت بوضوح التأثيرات السلبية العميقة للخلافات الزوجية على الأطفال. في مشهد مؤثر، ظهرت الطفلة “منة” ابنة “هند”، التي تجسد شخصيتها الفنانة ريهام عبد الغفور، وهي تعبر عن غضبها وحزنها بطريقة غير مباشرة من خلال تمزيق شعر عروستها اللعبة، في إشارة رمزية إلى شعورها بالعجز أمام المشكلات التي تعصف بأسرتها.

هذا المشهد يعكس واقعًا يعيشه العديد من الأطفال الذين يتأثرون نفسيًا بسوء العلاقة بين والديهم، حيث تظهر عليهم علامات واضحة تدل على معاناتهم العاطفية. هذه العلامات قد تتجسد في تغيرات سلوكية، انفعالات عاطفية، ومشكلات صحية، في هذا السياق أوضحت شيماء عراقي استشاري تعديل السلوك، أبرز العلامات التي تكشف عن تأثر الأطفال بالخلافات الزوجية وطرق التعامل معها.

التغيرات السلوكية وميوله للعنف

من أبرز العلامات التي تدل على تأثر الطفل بالخلافات الزوجية هي التحولات السلوكية الحادة، فقد يصبح أكثر عدوانية وعصبية، ويميل إلى العنف اللفظي والجسدي تجاه الآخرين، هذه السلوكيات قد تكون محاولة منه للتعبير عن مشاعره المكبوتة، خاصةً إذا شعر بعدم القدرة على التعبير بالكلمات، بالإضافة إلى ذلك، قد يظهر لدى الطفل ميل للعزلة وتجنب التفاعل الاجتماعي، كما يمكن ملاحظة تراجعه في الأنشطة الاجتماعية التي كان يستمتع بها من قبل، مع شعور مستمر بالتبلد والانفصال العاطفي.

تقلبات مزاجية حادة

يعاني الأطفال الذين يعيشون في بيئة يسودها التوتر بين الوالدين من تقلبات مزاجية حادة، إذ ينتقلون بسرعة من حالة الحزن إلى الغضب دون سبب واضح، هذه التقلبات قد تكون انعكاسًا للضغوط النفسية التي يعيشها الطفل نتيجة عدم الاستقرار العاطفي داخل الأسرة، كما أن البعض منهم قد يظهر عليهم سلوكيات تدل على محاولة الهروب من الواقع، مثل النوم لفترات طويلة أو الإفراط في أحلام اليقظة.

القلق والخوف المستمر

الطفل الذي ينشأ في أجواء مليئة بالخلافات الزوجية غالبًا ما يشعر بقلق دائم، ويفقد الشعور بالأمان، قد تتملك منه مخاوف مستمرة من فقدان أحد الوالدين، أو الخوف من انفصال الأسرة، كما أن هذا النوع من البيئة يولد لديه خوفًا من التعامل مع الآخرين، خشية أن يكون ضحية لمزيد من النزاعات أو المشاجرات.

الشعور بالحزن والاكتئاب

الخلافات الزوجية تؤدي في كثير من الأحيان إلى شعور الطفل بالحزن العميق والاكتئاب، وقد يفقد اهتمامه بالأنشطة التي كانت تجلب له السعادة، كما يمكن أن يؤثر هذا الشعور على تقديره لذاته، فيبدأ في الاعتقاد بأنه غير محبوب أو غير مرغوب فيه، مما يزيد من عزلته النفسية والاجتماعية، في بعض الحالات قد تظهر عليه علامات الإحباط مثل البكاء المتكرر دون سبب واضح أو الانسحاب من محيطه الأسري والاجتماعي.

مشكلات جسدية مثل الصداع وآلام المعدة

التوتر النفسي الذي يعاني منه الطفل نتيجة الخلافات الأسرية قد يظهر في شكل أعراض جسدية مثل الصداع المتكرر أو آلام المعدة دون وجود أسباب طبية واضحة، كما أن البعض قد يعاني من اضطرابات في الشهية، فيمكن أن يفقد رغبته في تناول الطعام أو يلجأ إلى الإفراط في الأكل كوسيلة للهروب من التوتر، هذه الأعراض الجسدية تعكس مدى تأثر الطفل بالضغوط النفسية التي يعيشها داخل المنزل.

صعوبة في التركيز والتحصيل الدراسي

تؤثر البيئة الأسرية المتوترة على القدرة الإدراكية للطفل، حيث قد يواجه صعوبة في التركيز والاستيعاب، مما يؤدي إلى تراجع أدائه الأكاديمي، هذا التراجع لا يرتبط فقط بفقدان التركيز أثناء الدراسة، بل قد يمتد إلى التغيب المتكرر عن المدرسة أو عدم إكمال الواجبات المدرسية، الطفل في هذه الحالة يعاني من تشوش ذهني نتيجة الضغوط النفسية التي تشتت انتباهه وتؤثر على قدرته على معالجة المعلومات.

كيفية دعم الطفل في ظل الخلافات الزوجية

للتخفيف من الآثار النفسية السلبية للخلافات الزوجية على الأطفال، تنصح شيماء عراقي بضرورة توفير بيئة آمنة يشعر فيها الطفل بالحب والدعم العاطفي، من المهم أن يتجنب الوالدان النقاشات الحادة أمام الطفل، مع تخصيص وقت للاستماع إلى مشاعره ومخاوفه دون إصدار أحكام، كما يُفضل تشجيعه على التعبير عن مشاعره بطرق صحية مثل الرسم أو الكتابة.

كذلك يعد التحدث مع الطفل بطريقة بسيطة وواضحة عن الخلافات، دون تحميله مسؤولية المشاكل، أمرًا أساسيًا في بناء ثقته بنفسه، بالإضافة إلى ذلك، قد يكون من المفيد إشراك الطفل في أنشطة تساعده على تفريغ مشاعره، مثل الرياضة أو الفنون، مما يساهم في تحسين حالته النفسية.

إدراك العلامات المبكرة لتأثر الطفل بالخلافات الزوجية والتعامل معها بحكمة يمكن أن يساهم في حماية صحته النفسية والعاطفية، ويقلل من الآثار السلبية التي قد تستمر معه لفترات طويلة في المستقبل.

تم نسخ الرابط