صلاة العيد.. عدد الركعات والتكبيرات وطريقة أدائها الصحيحة

مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تزداد تساؤلات المسلمين حول كيفية أداء صلاة العيد، فهي من السنن المؤكدة التي يحرص عليها الجميع، حيث تُقام في الساحات والمساجد الكبرى وسط أجواء روحانية تجمع أفراد الأسرة والمجتمع، وتوضح دار الإفتاء المصرية الطريقة الصحيحة لأداء هذه الصلاة وعدد تكبيراتها وفقًا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم.
كيفية أداء صلاة العيد
صلاة العيد تتكون من ركعتين تؤدى بطريقة مميزة عن الصلوات الأخرى، حيث أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الركعة الأولى تبدأ بتكبيرة الإحرام التي يقوم بها الإمام، ثم يتبعها سبع تكبيرات متتالية قبل قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، وبعدها يتم الركوع ثم السجود كما هو معتاد في أي صلاة.
أما في الركعة الثانية، فيبدأ الإمام بتكبيرة القيام، ثم يكبر خمس تكبيرات متتالية، وبعدها يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم يكمل الركعة بالركوع والسجود حتى يجلس للتشهد ويسلم، وبهذا تكون صلاة العيد قد أُديت وفق السنة النبوية.
عدد تكبيرات صلاة العيد
يختلف عدد التكبيرات في كل ركعة، ففي الركعة الأولى يقوم المصلون بترديد سبع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام، بينما في الركعة الثانية يتم ترديد خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، وهذه التكبيرات تأتي قبل قراءة القرآن الكريم، وهو ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث صحيحة.
الدليل من السنة النبوية
روى الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبع تكبيرات في الركعة الأولى، وخمسًا في الركعة الثانية قبل القراءة، وذلك كما ورد في الحديث الشريف:
“أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى سبعًا في الأولى، وخمسًا في الثانية، سوى تكبيرة الصلاة” (رواه الدارقطني والبيهقي).
كما جاء عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكبر في العيدين سبعًا قبل القراءة في الركعة الأولى، وخمسًا قبل القراءة في الركعة الثانية، وهو ما رواه الترمذي وابن ماجه.
حكم صلاة العيد وأفضل وقت لأدائها
صلاة العيد سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، ويستحب تأديتها في الساحات والمساجد الجامعة، حيث إنها رمزٌ للوحدة والفرحة بين المسلمين، ووقتها يكون بعد شروق الشمس بنحو 15 إلى 20 دقيقة تقريبًا ويمتد حتى قبل أذان الظهر.
ما يستحب فعله قبل صلاة العيد
يُفضل للمسلم في صباح العيد القيام ببعض السنن التي كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها الاغتسال ولبس أفضل الثياب والتطيب، بالإضافة إلى تناول بعض التمرات قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر، كما يستحب الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة من طريق آخر، اتباعًا لسنة النبي.
خطبة العيد بعد الصلاة
بعد الانتهاء من صلاة العيد، يجلس المصلون للاستماع إلى الخطبة التي يلقيها الإمام، حيث تتناول مواضيع تتعلق بالفرح والشكر لله والتذكير بالقيم الإسلامية، والاستمرار في الطاعات بعد رمضان، وحث المسلمين على صلة الرحم والتراحم فيما بينهم، وتعد هذه الخطبة سنة مؤكدة، فمن شاء استمع إليها ومن شاء انصرف بعد الصلاة.
أهمية صلاة العيد وأثرها في نفوس المسلمين
تُعد صلاة العيد من أكثر العبادات التي تبث البهجة والسرور في قلوب المسلمين، فهي تجمع الجميع في مكان واحد في أجواء من الألفة والمحبة، كما أنها فرصة لصلة الأرحام والتواصل مع الأهل والجيران، مما يعزز روح التكافل الاجتماعي، لذا فإن الحرص على أدائها يعكس التزام المسلم بالسنة النبوية ويعزز قيم الإيمان والمحبة بين أفراد المجتمع.