السبت 16 أغسطس 2025 الموافق 22 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

رحيل الشيخ تقادم الشريف.. شيخ المصالحات بصعيد مصر يودع الحياة

الشيخ تقادم الشريف
الشيخ تقادم الشريف

ودع أهالي صعيد مصر اليوم الجمعة أحد أبرز رموز الإصلاح والعرف القبلي، الشيخ تقادم الشريف، شيخ المصالحات المعروف بجهوده الكبيرة في حل النزاعات وحقن الدماء بين العائلات والقبائل، والذي رحل عن عالمنا تاركًا إرثًا كبيرًا من العمل الخيري والاجتماعي.

وفاة شيخ المصالحات في صعيد مصر

أكدت مصادر محلية أن الشيخ تقادم الشريف وافته المنية صباح اليوم، وسط حالة من الحزن العميق بين محبيه وتلامذته، وأبناء قبيلته، وأهالي الصعيد عامة. 

وقد جاء خبر وفاته بمثابة صدمة للكثيرين ممن عرفوه عن قرب، حيث كان يتمتع بمكانة اجتماعية مرموقة، واحترام واسع من مختلف الأطياف.

مكانة الشيخ في المجتمع الصعيدي

كان الشيخ تقادم الشريف يتمتع بتاريخ طويل من العمل في مجال الإصلاح بين العائلات، إذ عُرف بحكمته وحنكته وقدرته على تقريب وجهات النظر، ما ساهم في إنهاء العديد من النزاعات التي كانت تهدد السلم الاجتماعي في القرى والنجوع.

لم يكن دوره يقتصر على الجانب العرفي فقط، بل كان له إسهامات في دعم الأعمال الخيرية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ومساندة الأسر المتضررة من النزاعات أو الكوارث الطبيعية.

التعازي تتوالى

عقب إعلان نبأ وفاته، انهالت التعازي من الشخصيات العامة والرموز الدينية والسياسية، حيث تقدم عدد من الشخصيات البارزة بالعزاء إلى السادة الأشراف بالعوينية، وإلى أبناء الطريقة النقشبندية في عموم مصر، مؤكدين أن رحيله يمثل خسارة فادحة لصعيد مصر.

وقد عبروا في رسائلهم عن دعائهم للفقيد بالرحمة والمغفرة، وأن يسكنه الله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

إرث من العطاء والإصلاح

استطاع الشيخ تقادم الشريف أن يترك بصمة واضحة في حياة الكثيرين، إذ ارتبط اسمه بالمواقف المشرفة التي كان فيها صوت العقل والحكمة.

 وكان مجلسه مفتوحًا للجميع، يلجأ إليه المتخاصمون بحثًا عن كلمة الحق والفصل، وكانت وساطاته تنجح في أغلب الأحيان بفضل ما كان يتمتع به من قبول ومحبة بين الناس.

جنازة مهيبة

شهدت قرية العوينية، مسقط رأس الشيخ، اليوم جنازة مهيبة حضرها المئات من الأهالي، وأبناء القبائل، والشخصيات العامة، الذين توافدوا من مختلف محافظات الصعيد للمشاركة في تشييع جثمانه. 

وقد سادت أجواء من الحزن والوفاء خلال الجنازة، وارتفعت الدعوات بالرحمة له والثبات عند السؤال.

شهادات محبيه وتلامذته

روى العديد من المقربين من الشيخ تقادم الشريف قصصًا تعكس تواضعه وحرصه على خدمة الآخرين، مؤكدين أنه كان يسعى دائمًا لرأب الصدع وإعادة المياه إلى مجاريها بين المتخاصمين. 

وأشاروا إلى أنه كان يرى في الإصلاح رسالة سامية وواجبًا دينيًا قبل أن يكون دورًا اجتماعيًا.

دور المشايخ في حفظ السلم الأهلي

يُعد الشيخ تقادم الشريف مثالًا على الدور الهام الذي يلعبه مشايخ المصالحات في المجتمع الصعيدي، حيث يقومون بدور محوري في منع تفاقم النزاعات، والحد من آثارها السلبية على النسيج الاجتماعي. 

وتستند جهودهم إلى تقاليد وأعراف متوارثة، تمثل ركيزة أساسية في الحياة القبلية.

فقدان كبير للصعيد

رحيل الشيخ تقادم الشريف لا يعد خسارة لعائلته وأهله فحسب، بل خسارة لكل صعيد مصر، لما كان يمثله من رمز للحكمة والعدالة والصلح. 

ومن المؤكد أن إرثه من الخير والإصلاح سيظل حاضرًا في ذاكرة من عرفوه، وسيواصل من بعده تلامذته وأبناؤه نهجه في نشر السلم والمحبة بين الناس.

مع غروب شمس هذا اليوم الحزين، طويت صفحة مضيئة من صفحات العمل الخيري والإصلاح الاجتماعي في الصعيد. لكن ذكرى الشيخ تقادم الشريف ستبقى خالدة في قلوب محبيه، وستظل قصصه ومواقفه منارة تهتدي بها الأجيال المقبلة.

رحم الله الشيخ تقادم الشريف، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

تم نسخ الرابط