التقنية تحرم الأهلي من هدف التقدم.. التعادل السلبي يسيطر على القمة القارية

ألغى حكم مباراة الأهلي وصنداونز الجنوب أفريقي هدفًا لصالح المارد الأحمر، في اللقاء الذي يجمع الفريقين عصر اليوم، على ملعب "لوفتوس فيرسفيلد" بمدينة جوهانسبرج، ضمن منافسات ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.

الهدف الملغى في الدقيقة 71

وجاءت اللحظة التي حبست أنفاس جماهير الأهلي في الدقيقة 71 من عمر اللقاء، حينما نجح اللاعب السلوفيني نييتس جراديشار في وضع الكرة داخل الشباك، بعد تمريرة داخل منطقة الجزاء. غير أن الحكم ألغى الهدف على الفور، معللًا القرار بوجود تسلل على المدافع المغربي أشرف داري، الذي كان في موضع غير قانوني لحظة لعب الكرة.

القرار أثار بعض الجدل بين جماهير الأهلي، لا سيما في ظل عدم وجود تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في الأدوار الحالية من البطولة.

التعادل السلبي يسيطر على أجواء اللقاء

حتى لحظة الهدف الملغي، استمر التعادل السلبي بين الفريقين، وسط محاولات هجومية متبادلة، وتمركز دفاعي حذر من الجانبين. ونجح الحارس الجنوب أفريقي رونوين ويليامز في التصدي لأكثر من محاولة أهلاوية خلال شوطي المباراة.

جراديشار.. صفقة شتوية وأداء لافت

يُذكر أن نييتس جراديشار انضم إلى صفوف الأهلي خلال فترة الانتقالات الشتوية الماضية، قادمًا من الدوري السلوفيني. وشارك اللاعب صاحب الـ22 عامًا في 11 مباراة حتى الآن في مختلف المسابقات المحلية والقارية، وتمكن من تسجيل 4 أهداف، ليحجز مكانًا أساسيًا في تشكيلة المدرب مارسيل كولر.

لقاء العودة بالقاهرة

من المنتظر أن تُقام مباراة الإياب بين الأهلي وصنداونز يوم الجمعة المقبل على استاد القاهرة الدولي، في مواجهة حاسمة لحسم بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، الذي يسعى الأهلي لبلوغه للمرة الخامسة في آخر 6 مواسم، وتعزيز رقمه القياسي بالحصول على اللقب للمرة الـ11 في تاريخه.

تغييرات كولر التكتيكية وحذر دفاعي من صنداونز

بدأ المدير الفني السويسري مارسيل كولر المباراة بتشكيل متوازن، معتمدًا على كثافة عددية في خط الوسط بقيادة إمام عاشور ومروان عطية، بهدف السيطرة على منتصف الملعب وقطع الإمدادات الهجومية عن صنداونز، خاصة في ظل سرعة الجناحين الجنوب أفريقيين.

ورغم الغيابات المؤثرة في صفوف الأهلي، أبرزها يحيى عطية الله وكريم الدبيس، إلا أن البدائل ظهرت بثبات نسبي، وأدى اللاعب مصطفى العش دورًا دفاعيًا مميزًا على الجبهة اليسرى.

في المقابل، بدا واضحًا أن صنداونز دخل اللقاء بأسلوب حذر، وركّز على التمريرات القصيرة والهجمات المرتدة، إلا أن التمركز الجيد لدفاع الأهلي، بقيادة ياسر إبراهيم ورامي ربيعة، حال دون تشكيل خطورة حقيقية خلال الشوط الأول ومعظم فترات الشوط الثاني.

ضياع الفرص وغياب التوفيق

كان بإمكان الأهلي إنهاء المباراة متقدمًا لولا سوء الحظ، خاصة في فرصة الشوط الأول التي ارتدت من القائم بعد رأسية قوية من نييتس جراديشار، إثر عرضية مثالية من إمام عاشور. وتكررت محاولات الأهلي عبر الكرات العرضية والتسديدات من خارج المنطقة، لكن التوفيق لم يكن حليف الفريق المصري.

وفي المقابل، لم يتمكن صنداونز من استثمار عامل الأرض والجمهور بالشكل الأمثل، واكتفى بتهديدات محدودة على مرمى الشناوي، الذي حافظ على نظافة شباكه ببراعة.

تفاؤل حذر قبل موقعة القاهرة

رغم نتيجة التعادل السلبي، إلا أن الأهلي خرج من ملعب صعب بأفضلية نسبية قبل مباراة الإياب، التي ستكون حاسمة في مشوار الفريق نحو النهائي. وتُعوّل جماهير القلعة الحمراء على الدعم الجماهيري الكبير المرتقب في استاد القاهرة، لحسم بطاقة العبور إلى نهائي البطولة القارية.

تكافؤ في الأداء.. والأهلي يفرض شخصية هجومية رغم الغيابات

شهدت الدقائق التالية لإلغاء هدف الأهلي محاولات جادة من الفريقين لخطف هدف متأخر قد يمنح الأفضلية في لقاء الإياب، إلا أن الحذر الدفاعي ظل العنوان الأبرز داخل أرض الملعب، في ظل صعوبة اختراق الخطوط الخلفية لكلا الفريقين.

ورغم الغيابات المؤثرة في صفوف الأهلي، وعلى رأسها الثنائي يحيى عطية الله وكريم الدبيس، إلا أن المدرب مارسيل كولر نجح في إيجاد توليفة متزنة، بالاعتماد على مصطفى العش لتعويض النقص في الجبهة اليسرى، مع منح تعليمات واضحة لإمام عاشور بالقيام بأدوار مزدوجة بين الدفاع والهجوم.

وظهر الأهلي أكثر تنظيمًا في وسط الملعب، مستفيدًا من تحركات الثلاثي مروان عطية، أحمد رضا، وإمام عاشور، الذين نجحوا في الحد من خطورة بناء الهجمة لدى صنداونز، بينما شكّل طاهر محمد طاهر وجراديشار مصدر خطورة دائم بتحركاتهم بين الخطوط.

واستمر الضغط الأهلي في الدقائق الأخيرة، وسط تراجع نسبي لصنداونز، الذي فضّل تأمين مناطقه، مع الاعتماد على الكرات المرتدة التي تصدى لها رامي ربيعة وياسر إبراهيم بثبات، فيما تألق الحارس محمد الشناوي في التصدي لأكثر من تسديدة من خارج المنطقة.

ويُنتظر أن تقام مباراة العودة يوم الجمعة المقبلة على استاد القاهرة، حيث يسعى الأهلي للاستفادة من عامل الأرض والجمهور، لحسم بطاقة التأهل إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا، ومواصلة مشواره نحو اللقب الـ11 في تاريخه.