ادّعت تعرضها للاعتداء.. والداخلية تكشف مفاجأة في 6 أكتوبر

ألقت أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة، القبض على سيدة تورطت في واقعة اعتداء أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ظهرت في مقطع فيديو وهي تعتدي على عامل بأحد المخابز في مدينة 6 أكتوبر وتتهمه بالاعتداء عليها، ثم تقوم بتصويره بهاتفها المحمول دون إذنه.

تفاصيل الواقعة من البداية 

وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية، فإن الواقعة تعود إلى الأيام القليلة الماضية، حينما توجهت السيدة إلى مخبز شهير في منطقة الحي العاشر بمدينة 6 أكتوبر، وهناك فوجئ العامل بوجودها وهي تقوم بتصويره بشكل مباشر، وتوجه له اتهامات علنية بالاعتداء عليها، رغم أنه بحسب أقواله  لم يسبق له التعامل معها.

تفاصيل الواقعة بحسب العامل

العامل المعتدى عليه، ويدعى "م.س"، في الثلاثينات من عمره، قال في المحضر الذي حرره بقسم شرطة أكتوبر، إنه أثناء أداء عمله داخل المخبز فوجئ بالسيدة تدخل وتصوّره دون إذنه، وتبدأ في ترديد عبارات تتهمه بالاعتداء عليها بها، ثم قامت بصفعه على وجهه أمام الزبائن والعاملين بالمكان، وواصلت التصوير رغم محاولاته لتهدئتها ومطالبتها بالتوقف عن التسجيل.

وأضاف العامل في أقواله أن ما حدث تسبب له في أضرار نفسية ومهنية بالغة، خاصة أن المقطع انتشر لاحقًا على منصات التواصل، مشيرًا إلى أنه تعرّض للتشهير دون دليل، وهو ما دفعه لتحرير محضر رسمي اتهم فيه السيدة بـ"الاعتداء عليه والتشهير به والتسبب في الإضرار بسمعته".

مفاجاءات تكتشفها التحريات عن الواقعة

وبعد تداول الفيديو، باشرت الأجهزة الأمنية التحقيق في الواقعة، وتم تفريغ كاميرات المراقبة الخاصة بالمخبز، والتي أظهرت أن السيدة دخلت المخبز بمفردها، دون أن يحدث أي احتكاك أو حديث بينها وبين العامل قبل أن تبدأ بتصويره واتهامه علنًا بالاعتداء عليها.

كما أظهرت الكاميرات أنها بادرت بالاعتداء عليه بالضرب، دون وجود أي تصرف عدائي سابق من جانبه، وهو ما يدعم رواية المجني عليه، ويضع علامات استفهام حول دوافع السيدة.

وبناءً على هذه المعطيات، تم ضبط السيدة المتهمة واقتيادها إلى قسم الشرطة، حيث خضعت للتحقيقات الأولية، وتم تحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة، التي تولت التحقيق وأمرت بحجزها لحين ورود التحريات الكاملة حول الواقعة.

مصدر أمني: الواقعة فردية والتحقيقات مستمرة

وأكد مصدر أمني مسؤول، أن الواقعة تخضع لتحقيق دقيق من قبل الجهات المختصة، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تتعامل بمنتهى الجدية مع مثل هذه الاتهامات التي قد تمس سمعة الأفراد أو المؤسسات، وأنه سيتم تطبيق القانون على الطرف المخطئ بعد انتهاء التحقيقات.

وأضاف أن هناك كاميرات مراقبة تم الاعتماد عليها في التحقيق، إلى جانب أقوال الشهود، والذين أكدوا بحسب المصدر أن السيدة كانت في حالة انفعال شديد دون سبب ظاهر، وأن العامل لم يقم بأي سلوك غير لائق.

ردود فعل واسعة على مواقع التواصل

وعقب انتشار الفيديو، تباينت ردود الفعل بين متعاطف مع العامل ومطالب بمحاسبة من يطلقون اتهامات كاذبة تمس الشرف، وبين من طالبوا بالتحقق من الواقعة دون التسرع في إصدار الأحكام، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية إلى الإسراع في إجراء التحريات وجمع الأدلة.

وطالب حقوقيون ونشطاء بضرورة تشديد العقوبات على من يثبت تورطهم في تقديم بلاغات كيدية أو نشر محتوى مصور يسيء إلى الآخرين دون وجه حق، معتبرين أن "المساس بسمعة الآخرين باستخدام وسائل التواصل أصبح خطرًا مجتمعيًا يحتاج إلى مواجهة قانونية رادعة".

النيابة العامة تتولى التحقيق

وأمرت النيابة العامة بحجز السيدة المتهمة على ذمة التحقيق، لحين ورود التحريات النهائية، كما قررت استدعاء شهود العيان واستكمال تفريغ كاميرات المراقبة داخل وخارج المخبز.

فيما شددت النيابة على أن إطلاق اتهامات عبر مواقع التواصل أو تصوير أشخاص دون إذنهم يعرض صاحبه للمساءلة القانونية، سواء كانت الاتهامات صحيحة أو كيدية.