من الحرب إلى الإعمار.. القوات المسلحة تحتفل بالذكرى الـ 43 لتحرير سيناء

تحتفل مصر، اليوم، والقوات المسلحة، بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي في 25 أبريل عام 1982، واستكمال عملية التحرير بعودة مدينة طابا في 19 مارس 1989، بعد تحكيم دولي أثبت حق مصر التاريخي والسيادي في كل شبر من أرضها.
عيد تحرير سيناء.. أكثر من مجرد ذكرى وطنية
تحرير سيناء لم يكن فقط انتصارًا عسكريًا تحقق في معركة السادس من أكتوبر عام 1973، بل كان أيضًا نصرًا دبلوماسيًا مهيبًا حققته مصر في ساحات التفاوض بعد أن سطرت قواتها المسلحة بطولات خالدة في ميادين القتال، وفرضت كلمتها على طاولة المفاوضات.
ففي أعقاب حرب أكتوبر المجيدة، اختارت مصر طريق السلام، ولكن من موقع القوة، ومن منطلق المنتصر الذي يملي شروطه، فخاضت مفاوضات شاقة أفضت إلى توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية في عام 1979، والتي بموجبها تم الانسحاب الإسرائيلي الكامل من سيناء، واكتمل برفع العلم المصري على أرضها في 25 أبريل 1982.
استعادة طابا.. معركة إثبات السيادة
لم يتوقف نضال مصر عند هذا الحد، بل واصلت معركتها الوطنية لاستعادة طابا، التي ظلت محل نزاع حتى عام 1988، حيث لجأت مصر إلى التحكيم الدولي وقدّمت كافة الوثائق والخرائط التي أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك تبعية طابا للأراضي المصرية، لتنتهي المعركة القانونية لصالح مصر ويتم رفع العلم الوطني على أرض طابا في 19 مارس 1989، في مشهد احتفالي مهيب.
سيناء في مواجهة الإرهاب.. معركة من نوع جديد
بعد عقود من التحرير، واجهت سيناء موجة من أخطر التحديات في تاريخها الحديث، تمثلت في مخطط إقليمي ودولي لتحويلها إلى بؤرة للإرهاب، بدءًا من عام 2011، حيث حاولت جماعات متطرفة ومتشددة السيطرة على بعض مناطقها، مستغلة حالة السيولة الأمنية آنذاك.
لكن بفضل تضحيات القوات المسلحة والشرطة، واصطفاف أبناء سيناء الشرفاء من القبائل والمواطنين خلف الدولة، خاضت مصر معركة أخرى لتحرير سيناء من الإرهاب، وسقط في تلك الحرب آلاف الشهداء من أبناء الوطن، دفاعًا عن الأرض والعرض، مؤكدين أن أرض الفيروز ستظل خطًا أحمر في وجدان كل مصري.
التنمية.. عنوان جديد لسيناء
في السنوات الأخيرة، تبنّت الدولة المصرية خطة شاملة لتنمية سيناء، عبر مشروعات ضخمة للبنية التحتية، والطرق، والمزارع، والمدن الجديدة، لتتحول هذه الرقعة الغالية من أرض الوطن إلى واحة للأمن والتنمية والاستثمار، وتعزيز الارتباط الجغرافي والسكاني بين سيناء وباقي محافظات الجمهورية.
يوم الخلود
تحل ذكرى تحرير سيناء لتعيد إلى أذهان المصريين عظمة التضحيات، وقوة الإرادة، ورسوخ الانتماء، فسيناء لم تكن مجرد قطعة من الأرض، بل كانت ولا تزال مهدًا للتاريخ، وراية للبطولة، وشاهدًا حيًا على أن مصر لا تفرط في حق، ولا تنسى شهداءها.
الرئيس السيسي.. لا تفريط في شبر من أرض الوطن
في هذه المناسبة الوطنية، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي رسالة إلى الشعب المصري، مؤكدًا أن ذكرى تحرير سيناء تظل محفورة في وجدان الأمة، باعتبارها لحظة فاصلة تجسدت فيها معاني الفداء والبطولة، وأثبت فيها المصريون أن الأرض والعِرض لا يُفرط فيهما.
وقال الرئيس، في كلمته بمناسبة عيد تحرير سيناء، إن «معركة استرداد الأرض لم تنتهِ بانسحاب قوات الاحتلال، بل استمرت وتطورت لتصبح معركة للبناء والتنمية، وخوض حروب مختلفة من نوع آخر، أبرزها مواجهة الإرهاب والتطرف، وتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع سيناء».
وأكد السيسي أن الدولة المصرية تواصل تنفيذ خطة تنمية شاملة في شبه جزيرة سيناء، تشمل مشروعات تنموية وزراعية وسكنية وخدمية، بهدف رفع مستوى معيشة المواطنين وتعزيز الأمن، مضيفًا: "سيناء ليست فقط أرض المعارك، بل أرض الأمل والمستقبل".
وشدد الرئيس على أن كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن الوطن، سيلقى ردًا رادعًا، مشيدًا بدور القوات المسلحة وأهالي سيناء في حماية الأرض والتصدي لكل التهديدات.