الإثنين 21 أبريل 2025 الموافق 23 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

الضغوط والهزائم مش نهاية الطريق.. ازاى تدعم ابنك نفسياً كلاعب رياضى؟

الطفل الرياضي
الطفل الرياضي

رياضى صغير لا يزال فى بداياته قد يواجه تحديات نفسية تفوق قدرته على الاستيعاب، إذ أن الانخراط المبكر فى مجال رياضى تنافسى يفرض على الطفل واقعاً مليئاً بالتوقعات، والضغوط، والانفعالات المتضاربة، وهنا يبرز الدور الجوهرى للأسرة كمصدر دعم نفسى متين يساعده على التعامل مع الخسارة، وتجاوز الفشل، وبناء شخصية رياضية متوازنة قادرة على الاستمرارية والتطور.

وبينما يتلقى الطفل التدريب الفنى على يد مدربين محترفين، فإن الجانب النفسى كثيراً ما يُهمل، رغم كونه حجر الزاوية فى قدرة اللاعب الرياضى على التعامل مع الضغوط، وتقبل الهزائم، والمحافظة على حافزه الداخلى للاستمرار، ومن هذا المنطلق، فإن دعم الأهل النفسى يمثل عاملاً محورياً فى صقل شخصية ابنهم الرياضى.

الفهم النفسى لبنية اللاعب الرياضى الصغير

يُجمع المختصون فى علم النفس الرياضى أن الطفل الذى ينخرط فى مجال رياضى احترافى قد يتعرض مبكراً لأنواع من الضغط النفسى تشبه تلك التى يواجهها لاعب محترف بالغ، من حيث التوقعات العالية، والتقييم المستمر، والخوف من الإخفاق، والمقارنة بالآخرين، وهى ضغوط قد لا يُدرك الأهل مدى تأثيرها على توازن الطفل النفسى، خاصة إذا لم يتلق دعماً واضحاً ومستمراً داخل المنزل.

فكل رياضى صغير يحمل طموحات كبيرة، لكنه يظل فى النهاية طفلاً بحاجة إلى الاحتواء، لا سيما فى أوقات الانكسار، حيث يُعد التعامل السليم مع الهزيمة من أبرز ما يميز بيئة رياضية صحية.

تجنب التحول إلى مصدر ضغط إضافى

ينبغى على الأهل ألا يتحولوا دون قصد إلى مصدر ضغط نفسى إضافى على الطفل الرياضى، وذلك عندما يسقطون تطلعاتهم الشخصية عليه، أو يتعاملون معه كامتداد لطموحاتهم غير المنجزة، إذ تُعد عبارات مثل “عايزك تحقق اللى ما قدرتش أحققه” أو “لازم تكسب علشان ترفع رأسنا” من المؤثرات السلبية التى تُحمّل الطفل عبئاً يتجاوز قدرته.

فالأصل فى دعم الأسرة أن يكون قائماً على الحب غير المشروط، والثقة فى قدرات الطفل، واحترام مراحل تطوره كرياضى، بما فى ذلك أخطاؤه وخسائره.

احتضان الهزيمة كأداة تعليمية

اللاعب الرياضى الناجح لا يُقاس فقط بعدد الميداليات، بل بقدرته على التعلم من الهزيمة دون أن تتكسر دوافعه، لذلك، فإن الطريقة التى يتعامل بها الأهل مع خسارة ابنهم تعد عنصراً حاسماً فى بناء شخصيته الرياضية، فبدلاً من اللوم أو النقد، ينبغى أن يتبنى الوالدان أسلوب الحوار الهادئ، وتحليل الموقف، وتعزيز فكرة أن الفشل ليس نهاية، بل تجربة تساعد على التطوير.

تشجيع التعبير عن المشاعر

يُعد فتح المجال أمام الطفل الرياضى للتعبير عن مشاعره من أقوى أدوات الدعم النفسى، فالاستماع إلى انفعالاته بعد خسارة مباراة أو أداء غير مرضٍ، دون تهوين أو تهويل، يُرسخ لديه شعوراً بالثقة والأمان، ويجعله أكثر قدرة على تجاوز اللحظات الصعبة، وتحويلها إلى طاقة إيجابية تدفعه للاستمرار.

الموازنة بين النشاط الرياضى والحياة الاجتماعية

من المهم للغاية ألا تقتصر حياة الطفل الرياضى على التدريب والمنافسة فقط، بل يجب خلق توازن بين الجانب الرياضى وجوانب أخرى من حياته، كالتعليم، والأنشطة الاجتماعية، والعلاقات الأسرية، فهذه التعددية تضمن عدم ارتباط قيمة الطفل فقط بنتائجه الرياضية، مما يقلل من التوتر ويعزز مرونته النفسية.

ترسيخ القيم الرياضية الحقيقية

ينبغى على الأهل أيضاً غرس مفاهيم الرياضة الحقيقية فى وجدان الطفل، ومنها احترام المنافس، وتقبل قرارات الحكم، والعمل الجماعى، والانضباط، إذ أن اللاعب الرياضى لا يُبنى فقط على أساس مهارى، بل أخلاقى ونفسى أيضاً، وهذه القيم تُكتسب من خلال القدوة اليومية التى يشكلها الأب والأم بتصرفاتهم وتعليقاتهم تجاه أداء الطفل وزملائه ومنافسيه.

الحضن أهم من التصفيق

فى ختام أى منافسة، سواء انتهت بفوز أو خسارة، تظل لحظة العودة إلى البيت هى الأهم نفسياً، فاحتضان الطفل بعد الهزيمة، والقول له بأنه محبوب ومقدَّر بغض النظر عن النتيجة، يُعد رسالة دعم لا يمكن تعويضها بأى مكافأة أو مدح عام، إذ أن هذه اللحظات تُرسّخ فى ذاكرته صورة عن نفسه كلاعب رياضى محبوب ومقبول فى كل حالاته.

الاستثمار فى نفسية الرياضى هو استثمار فى مستقبله الإنسانى

إن الاهتمام بالنمو النفسى للطفل الرياضى لا ينعكس فقط على مستواه فى الملعب، بل يشكل قاعدة أساسية لشخصيته المستقبلية كإنسان قادر على التعامل مع ضغوط الحياة، وفهم ذاته، وتقدير مجهوداته، فكل دعم نفسى يُمنح للطفل اليوم، يُثمر غداً رياضى ناضج، متزن، وقادر على تحقيق النجاح بثبات ووعى.

تم نسخ الرابط