الخميس 24 أبريل 2025 الموافق 26 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

في موسم امتحانات أبريل.. تغييرات بسيطة في نمط الحياة تعزز تركيز طفلك

موسم الامتحانات
موسم الامتحانات

امتحانات أبريل تفرض نفسها على الأجواء الأسرية كل عام، وتجعل أولياء الأمور في حالة من الترقب والاستعداد، وبينما ينشغل الكثيرون بوضع الجداول المكثفة والمذاكرة المتواصلة، يغفل بعضهم عن أن تحسين «نمط الحياة» يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في رفع «تركيز» الأطفال وزيادة قدرتهم على الاستيعاب خلال هذه الفترة الحساسة من «الامتحانات».

وفي هذا التقرير، يحاول «القارئ نيوز» تسليط الضوء على مجموعة من التغييرات اليومية البسيطة التي يمكن أن تُحدث فارقًا كبيرًا في أداء الطالب، لا سيما مع اقتراب «امتحانات» أبريل، حيث يزداد الضغط النفسي والعقلي على الطفل، وهو ما يستوجب بيئة داعمة ومتوازنة تعينه على مواجهة هذا التحدي بثبات وثقة.

نمط النوم وجودته.. مفتاح التركيز والنشاط

من أول العوامل المؤثرة في التحصيل الدراسي خلال فترة «الامتحانات» هو «النوم» المنتظم والمريح، فالأبحاث الحديثة تؤكد أن الطفل في سن المدرسة يحتاج إلى ما بين 8 إلى 10 ساعات من النوم المتواصل ليلاً ليتمكن دماغه من أداء مهامه بفعالية، حيث تعمل فترة النوم على تثبيت المعلومات في الذاكرة وتعزيز القدرة على «التركيز».

ويُنصح بإبعاد الأجهزة الذكية عن غرف النوم، وتقليل استخدام الشاشات قبل النوم بساعتين على الأقل، إلى جانب خلق طقوس يومية تساعد الطفل على الاسترخاء مثل قراءة قصة هادئة أو الاستماع إلى موسيقى خفيفة، لأن «الاستعداد النفسي» للنوم لا يقل أهمية عن مدته.

الغذاء الذكي.. أساس التركيز والتفوق

تزداد أهمية «الغذاء» مع اقتراب «امتحانات» أبريل، لأن نوعية الطعام تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ، وتحدد قدرة الطالب على «الانتباه» والمذاكرة، لذا يجب أن تحرص الأسرة على تقديم وجبات متكاملة تحتوي على البروتينات مثل البيض والعدس والدجاج، بالإضافة إلى الخضروات الورقية والفواكه مثل الموز والتفاح والتوت.

كذلك يجب تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات والدهون المشبعة التي تسبب الكسل الذهني والهبوط المفاجئ في الطاقة، ويُفضل استبدالها بـ«الوجبات الخفيفة الصحية» مثل المكسرات والزبيب والشوفان، كما يُعد شرب الماء بكميات كافية خلال اليوم عنصرًا بالغ الأهمية لتحفيز النشاط الذهني أثناء فترة «الامتحانات».

بيئة المذاكرة.. الهدوء والنظام قبل كل شيء

البيئة التي يذاكر فيها الطفل لها دور محوري في رفع مستواه الدراسي خلال «الامتحانات»، فغرفة الدراسة يجب أن تكون مرتبة وخالية من المشتتات، والإضاءة الجيدة والمقعد المريح يمكن أن يحدثا فرقًا كبيرًا في القدرة على التركيز والاستيعاب.

ويُنصح بتقسيم وقت المذاكرة إلى فترات قصيرة تتخللها «استراحات قصيرة» تتيح للدماغ إعادة شحن طاقته، كما أن التشجيع المستمر وتوفير أجواء إيجابية داخل المنزل يعززان من ثقة الطالب بنفسه ويقللان من الشعور بالخوف أو التوتر المرتبط بـ«امتحانات» أبريل.

الأنشطة البدنية.. تنشيط للذهن لا مضيعة للوقت

رغم أن الكثير من أولياء الأمور قد يرون في «اللعب» أو «الرياضة» مضيعة للوقت خلال فترة «الامتحانات»، إلا أن الحقيقة العلمية تؤكد أن النشاط البدني المنتظم يسهم في تنشيط الدورة الدموية وتحفيز إفراز «هرمونات السعادة» مثل الإندورفين، ما يعزز المزاج الجيد ويزيد من التحفيز والقدرة على الإنجاز.

ويكفي أن يقوم الطفل بممارسة نشاط رياضي بسيط مثل المشي لمدة نصف ساعة يوميًا، أو حتى تمارين التمدد داخل المنزل، فهذه الأنشطة الصغيرة كفيلة بتحسين الحالة النفسية وتصفية الذهن، وهو ما ينعكس مباشرة على أداء الطالب خلال «الامتحانات».

الدعم النفسي والعاطفي.. عنصر لا يُستهان به

خلال موسم «امتحانات» أبريل، يحتاج الطفل إلى ما هو أكثر من الكتب والمذكرات، فهو بحاجة إلى «الاطمئنان» والشعور بالدعم، حيث تلعب الحالة النفسية دورًا لا يقل أهمية عن المذاكرة نفسها، فعندما يشعر الطفل أن والديه يقدمان له «القبول» والاحتواء دون ضغط مبالغ فيه، فإن ذلك ينعكس إيجابيًا على ثقته بنفسه وقدرته على التحصيل.

ويُفضل أن تُتاح للطفل فرصة التحدث عن مشاعره ومخاوفه دون أن يُقابل بالتقليل أو التوبيخ، كما أن الكلمات التشجيعية البسيطة مثل «أنا أثق بك» أو «أنت قادر على النجاح» يكون لها تأثير سحري في تعزيز المعنويات خاصة مع دخول أيام «الامتحانات».

إدارة الوقت.. مهارة لا غنى عنها

تعليم الطفل كيف يُقسم وقته بين الدراسة والراحة والأنشطة الشخصية، أمر ضروري لتمكينه من إدارة موسم «الامتحانات» بكفاءة، ويمكن استخدام جداول تنظيمية مرنة تسمح له بالموازنة بين المتطلبات الدراسية والحاجة إلى الترفيه.

كما يُستحسن تعليم الطفل كيفية ترتيب أولوياته وتقدير المهام المطلوبة، مع الإشادة بإنجازاته مهما كانت صغيرة، فكل خطوة إيجابية نحو التنظيم والاستقلالية تمثل دعمًا إضافيًا لمستوى أدائه خلال «الامتحانات».

التحضير لـ«امتحانات» أبريل لا يعني فقط تكديس المذكرات أو الجلوس لساعات طويلة أمام الكتب، بل يعني أيضًا تهيئة بيئة صحية متكاملة تشمل الغذاء الجيد والنوم المنتظم والدعم النفسي والنشاط البدني، فتلك «العوامل البسيطة» قد تكون مفتاح التفوق الحقيقي الذي نغفله أحيانًا وسط زحام القلق والتوتر.

ولعل «الامتحانات» تكون فرصة لتعلم نمط حياة صحي ومتوازن يدوم حتى بعد انتهاء الموسم الدراسي.

تم نسخ الرابط