الجمعة 01 أغسطس 2025 الموافق 07 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

وعد رباني.. 4 أفعال تدخلك «غرفا في الجنة» ترى ظاهرها من باطنها

الأعمال الصالحة
الأعمال الصالحة

الجنة وعد رباني ينتظر المؤمنين الصادقين الذين التزموا بأوامر الله وتجنبوا نواهيه، ومن بين ما بشّر به النبي ﷺ «غرف في الجنة» أعدها الله لفئة مميزة من عباده ممن تحلّوا بأربع صفات عظيمة لا تكلف مالًا ولا جهدًا ولكنها ترتبط بجمال القلب ونقاء السلوك، وفي هذا المقال القارئ نيوز تلك الأفعال الأربعة التي تقود إلى هذه الغرف التي يرى ظاهرها من باطنها في «الجنة».

«الجنة» وغرفها الخاصة.. من هم أهلها؟

إن من أعظم ما يطمح له المؤمن هو دخول «الجنة» والنجاة من النار، وقد ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما يشرح لنا صفات بعض أهل «الجنة» ممن ينالون درجات خاصة فيها، ومنها الغرف التي وصفها بأنها يُرى ظاهرها من باطنها، وهذا الوصف يحمل دلالة على شدة جمالها وعلو مكانتها، وقد سُئل رسول الله ﷺ عنهم فقال: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام».

ففي هذا الحديث النبوي الشريف نجد أن الطريق إلى غرف «الجنة» يبدأ من أخلاق المؤمن وتعامله مع الآخرين، ثم يمتد إلى عباداته الخاصة وصلته بربه عز وجل، وهي أمور يمكن لأي إنسان أن يعمل بها مهما كان وضعه أو قدراته، ما دام لديه النية الصادقة والرغبة في القرب من الله والفوز برضاه.

«طيب الكلام».. مفتاح القلوب والجنة

أول ما ذُكر في الحديث هو «طيب الكلام» وهو يشير إلى لين القول، والابتعاد عن الفحش، واحترام الناس، وتشجيعهم بالكلمات الطيبة، فإن «الكلمة الطيبة صدقة» كما ورد عن النبي ﷺ، وهي لا تكلّف شيئًا لكنها تفتح القلوب وتزيل الضغائن، وتبني المودة في المجتمعات.

ومن يتأمل في تعاليم الإسلام يجد أن حسن الخلق، وخاصة «الكلمة الطيبة» هو من أقرب العبادات إلى الله، ويكفي أن يكون سببا في دخول غرف «الجنة»، فهذا يدفعنا إلى الحذر من الغيبة والنميمة والكلام الجارح، والحرص على أن يكون لساننا دائمًا رطبًا بالخير.

«إطعام الطعام».. عبادة اجتماعية عظيمة

من الأفعال الأربعة التي تقود إلى غرف «الجنة» كذلك «إطعام الطعام» وهي عبادة اجتماعية تحمل في طيّاتها الرحمة والتكافل والتواضع، فالمؤمن حين يُطعم غيره، سواء كان فقيرًا أو غنيًا أو ضيفًا أو جارًا، فهو يتقرب بذلك إلى الله ويؤسس لمجتمع مترابط ومحب.

وقد امتدح الله المتقين في سورة الإنسان بأنهم يطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا، وقال عنهم «إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا»، فإطعام الطعام لا يقتصر على الصدقات فقط، بل يشمل أيضًا الكرم في المناسبات، والبذل في الأزمات، والتوسعة على الأهل والجيران.

«القيام بالليل».. خلوة المحبين بربهم

من صفات الذين يسكنون غرف «الجنة» أيضًا أنهم «يبيتون قائمين والناس نيام» أي أنهم يؤدون صلاة الليل في وقت يغفل فيه الناس، وهو وقت الصفاء والسكينة والخلوة مع الله، فقيام الليل عبادة عظيمة تدل على صدق المحبة والنية، ولذلك وصف الله المؤمنين في سورة الذاريات بأنهم كانوا قليلا من الليل ما يهجعون.

وليس من الضروري أن يقوم المرء الليل كله، بل حتى ركعتان بخشوع تكفي، فقد قال النبي ﷺ «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل»، ولهذا فإن المواظبة على قيام الليل تجعل القلب حيًا، وتثبت الإيمان، وترفع الدرجات في «الجنة»، وخاصة إذا كانت في جوف الليل الآخر.

«السلام على من تعرف ومن لا تعرف»

وقد وردت رواية أخرى لهذا الحديث أضافت فعلا رابعًا وهو «أن تسلّم على من عرفت ومن لم تعرف» أي أن تبادر بالسلام لكل الناس، وليس فقط لمن تربطك بهم علاقة، لأن السلام يزيد المحبة وينزع الحقد من القلوب، وقد قال النبي ﷺ «ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم».

فالمسلم الذي ينشر السلام بين الناس إنما يسهم في بناء مجتمع متراحم، ويتّبع سنة نبوية عظيمة، بل وقد جعلها النبي ﷺ من أسباب دخول «الجنة» بقوله «يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام».

الجنة ليست بعيدة.. ولكن لمن؟

الجميل في هذه الصفات الأربع أنها لا تتطلب مالًا كثيرًا ولا جهدًا خارقًا، بل تعتمد على صفاء القلب والتربية على الإخلاص والتواضع، فمن يلتزم بهذه الأفعال فإنه يسير بخطى ثابتة نحو غرف «الجنة» التي وعد بها الله عباده المتقين، ويرى ظاهرها من باطنها كما جاء في الحديث.

وقد وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تدعو إلى هذه الأعمال الأربع، بل وتجمع بينها كمنظومة أخلاقية وسلوكية توصل الإنسان إلى الفلاح في الدنيا والآخرة، ومن تأمل فيها علم أن دخول «الجنة» ليس بالأماني بل بالعمل الصادق والنية الخالصة.

تم نسخ الرابط