الجمعة 25 أبريل 2025 الموافق 27 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

نسي الإمام سجدة التلاوة في الصلاة.. تعرف على الحكم الشرعي الصحيح

الصلاة
الصلاة

في مسألة تتعلق بـ«الصلاة» وتحديدًا ما يقع فيها من نسيان أو سهو أثناء القراءة أو السجود، تساءل أحد المصلين عن حكم نسيان الإمام سجدة التلاوة خلال الصلاة، وهو ما دفع دار الإفتاء المصرية لتقديم فتوى شرعية مفصلة لتوضيح هذه الحالة التي قد يمر بها الكثير من الأئمة والمصلين على حد سواء، حيث استندت دار الإفتاء إلى آراء أئمة المذاهب الفقهية الأربعة في تأصيل هذا الحكم، مع مراعاة فقه الواقع والتيسير على الناس في أمور عباداتهم.

سؤال من واقع الحياة اليومية

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال عبر منصتها الرسمية جاء فيه نصًا: «ما حكم نسيان الإمام سجدة التلاوة في الصلاة؟ فقد كنت أصلي خلف إمام المسجد، وقرأ آية فيها سجدة، لكنه نسي السجود لها، وأتم صلاته، وبعد الصلاة اختلف المصلون، فقال بعضهم: لو تذكَّر في الركوع كان عليه أن يعود ويسجد لها، وقال بعضهم الآخر: هي سنة، ولا شيء في تركها، فما الصواب في هذه الحالة؟»، وقد أجابت دار الإفتاء عن هذا السؤال باستفاضة، موضحة الحكم الشرعي المدعوم بأقوال علماء المذاهب المعتبرة.

حكم نسيان سجدة التلاوة أثناء الصلاة

أكدت دار الإفتاء أن من نسي سجدة التلاوة أثناء الصلاة، ثم تذكّرها بعد أن شرع في ركن آخر كالركوع أو السجود أو القعود، فإنه لا يعود لسجود التلاوة، بل يمضي في صلاته، وتكون «الصلاة» صحيحة ولا شيء عليه، وذلك لأن الإمام يكون قد تلبس بركن من أركان الصلاة، والتلبس بهذا الركن يمنع الرجوع إلى سنة من السنن، واعتبرت دار الإفتاء أن الرجوع في هذه الحالة يُعد من قبيل الزيادة في الأفعال وهو ما يؤدي إلى بطلان الصلاة في بعض المذاهب.

تعدد الآراء الفقهية حول سجود التلاوة

تطرقت دار الإفتاء إلى الخلاف الفقهي الوارد حول عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم، حيث أشار بعض العلماء إلى أنها 14 سجدة، بينما ذكر آخرون أنها 11 أو 15 سجدة، وقد اعتبر الفقهاء أن سجود التلاوة من مظاهر العبودية لله تعالى، وأن سببها إما تلاوة آية فيها سجدة أو سماعها من قارئ آخر، لذلك فإنها مشروعة باتفاق العلماء.

وفيما يخص حكم سجدة التلاوة نفسها، فقد انقسمت آراء الفقهاء إلى فريقين، ففريق يرى وجوبها كما هو مذهب الحنفية، بينما يرى جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة أنها سنة مؤكدة، يُثاب فاعلها ولا يأثم من تركها، وبالتالي فإن تركها نسيانًا لا يؤثر في صحة الصلاة.

حالات خاصة في نسيان سجدة التلاوة

أشارت الفتوى إلى أن من تذكّر سجدة التلاوة وهو لا يزال في القيام ولم يركع بعد، يمكنه أن يسجد لها ثم ينهض لاستكمال الركعة، أما من تذكّر بعد أن ركع أو سجد أو جلس للتشهد، فلا يعود إليها، بل يمضي في صلاته كما هو، وقد استندت دار الإفتاء إلى نصوص فقهية عديدة من كتب المعتمدة في المذاهب الأربعة لدعم هذا الرأي.

أقوال المذاهب الأربعة في هذه المسألة

استعرضت دار الإفتاء أقوال العلماء في هذه المسألة، حيث جاء في “المجموع” للإمام النووي الشافعي أن من قرأ سجدة ثم لم يسجد وتلبس بالركوع لا يجوز له الرجوع، لأنه تلبس بفرض فلا يعود إلى سنة، وفي “المغني” لابن قدامة أوضح أن الرجوع في موضع لا ينبغي فيه الرجوع يؤدي إلى فساد الركعة إذا كان الفعل عمدًا.

أما الحنفية فيرون أن المصلي إذا تذكّر سجدة التلاوة وهو في الركوع أو بعده، يمكنه السجود لها ثم العودة إلى ما كان عليه ويعيد الركعة استحبابًا، ثم يسجد للسهو، لأن الرجوع كان بسبب ترك واجب.

الصلاة بين الواجب والسنة

من خلال هذا التفصيل يتضح أن «الصلاة» بوصفها عبادة مفروضة تحتوي على أركان وواجبات وسنن، يجب التفرقة بينها، فالأركان لا تسقط عمدًا ولا سهوًا، أما السنن ومنها سجدة التلاوة عند جمهور العلماء، فيجوز تركها سهوًا من دون أن تبطل الصلاة، وهذا ما استندت إليه دار الإفتاء في فتواها، حيث اعتبرت أن الالتزام بالركن مقدم على الرجوع إلى السنة، ومن ثم فإن الصلاة تظل صحيحة ويكملها المصلي دون قلق.

المرونة في التشريع الإسلامي

أظهرت هذه الفتوى كيف أن «الصلاة» في الإسلام ليست عبادة جامدة، بل يُراعى فيها حال المصلي ومدى تلبسه بالأركان، كما تُعطى الأولوية لما هو فرض وركن على ما هو مستحب وسنة، وهو ما يعكس المرونة الفقهية والتيسير على المكلفين، وعدم تحميلهم ما لا يطيقون من مشقة أو حرج.

هذه الفتوى تقدم توجيهًا عمليًا هامًا لكل إمام ومأموم، إذ قد يقع هذا الخطأ أثناء الصلاة في الكثير من المساجد، ومن المهم أن يعرف الناس أن ترك سجدة التلاوة نسيانًا لا يبطل «الصلاة» ولا يستوجب إعادة الصلاة أو سجود السهو في غالب المذاهب، مما يمنحهم الطمأنينة واليقين في عبادتهم.

تم نسخ الرابط