السبت 02 أغسطس 2025 الموافق 08 صفر 1447
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ضغوط متصاعدة في الكونجرس الأميركي لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية

القارئ نيوز

الإخوان.. أعاد السيناتور الجمهوري تيد كروز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، تحريك ملف تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، بدعم من خمسة أعضاء جمهوريين آخرين، وتأييد من بعض النواب الديمقراطيين، في خطوة تشريعية أثارت جدلاً جديدًا داخل الكونغرس الأميركي.

وقال كروز، الذي يقود التحرك منذ سنوات، إن "الإخوان تمثل حجر الأساس للإرهاب المتطرف في العالم الإسلامي"، مشيرًا إلى أن الوقت قد حان لتبني سياسة حازمة تجاه الجماعة، خاصة في ظل وجود أدلة متزايدة على علاقتها بالتنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط وخارجه.

مشروع قانون جديد وتصريحات نارية من نانسي ميس

وكانت العضوة الجمهورية نانسي ميس قد تقدمت مطلع يونيو الماضي بمشروع قانون جديد بعنوان "الإخوان منظمة إرهابية"، وهو مشروع يسير بالتوازي مع ما طرحه كروز في مجلس الشيوخ.

وقالت ميس في تصريحات للصحافة الأميركية: "الإخوان لا يدعمون الإرهاب فقط، بل يشجعونه ويمولونه، وقد حان الوقت لأن تتحمل الحكومة الأميركية مسؤوليتها الأخلاقية في مواجهة هذا الخطر الأيديولوجي العابر للحدود".

وزارة الخارجية.. فروع مصنفة ولكن الجماعة الأم خارج القوائم

ورغم أن وزارة الخارجية الأميركية تصنّف بعض الأجنحة والفروع المرتبطة بالجماعة مثل "حماس" في غزة، و"حسم" في مصر ضمن قوائم الإرهاب، إلا أن الجماعة الأم، بحسب موقف رسمي حتى الآن، لا تزال خارج التصنيف الإرهابي.

ويستند هذا التمييز، بحسب محللين، إلى تعقيدات قانونية وسياسية تتعلق بتحديد العلاقة المباشرة بين الجماعة الأم وهذه الكيانات المسلحة، فضلًا عن تحفظ بعض الإدارات الأميركية السابقة على تصعيد المواجهة مع الكيانات الإسلامية السياسية ذات الوجود الشعبي في بعض الدول.

هل تتجه واشنطن للحسم؟

في مقال رأي نشرته صحيفة ذا سبكتاتور، تساءل الكاتب ما إذا كان قد حان الوقت فعليًا لإدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب الأميركية. وأشار إلى أن الضغوط في الكونغرس تتزايد، مؤكدًا أن المناخ السياسي الأميركي حاليًا أكثر تقبلاً لفكرة التصنيف من أي وقت مضى.

كما أشار الكاتب إلى أن الدول العربية الكبرى وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن صنفت الجماعة كمنظمة إرهابية منذ سنوات، بناءً على معلومات أمنية وتحقيقات داخلية تؤكد تورطها في أنشطة تهدد الأمن القومي لهذه الدول.

إدارة ترامب تمهد الطريق.. وخيارات تنفيذية محتملة

وفقًا لتحليل الكاتب جيم هانسون، فإن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب وضعت أسسًا قوية لمثل هذا القرار خلال فترة حكمه، حيث ناقشت دوائر صنع القرار في البيت الأبيض إصدار أمر تنفيذي يدرج الجماعة في قوائم الإرهاب، كما أعدت وزارة الخزانة الأميركية مسودة عقوبات مالية يمكن تفعيلها ضد الأفراد والكيانات المرتبطة بالجماعة.

وأشار هانسون إلى أن ترامب يمتلك سجلًا حافلًا بالتحركات الجريئة في الشرق الأوسط، بدءًا من اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وصولًا إلى قصف منشآت نووية إيرانية، فضلًا عن لقاءات غير تقليدية مع أطراف من المعارضة السورية، وهو ما يعكس رغبة سياسية في المواجهة المباشرة مع التنظيمات الأيديولوجية التي يُنظر إليها كمصدر تهديد.

الانقسام داخل واشنطن.. الأمن القومي أم حرية التعبير؟

رغم تصاعد التأييد لمشروع تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، لا تزال هناك أصوات داخل الكونغرس والإعلام الأميركي تحذر من خلط الإسلام السياسي بالإرهاب، مشيرة إلى أن مثل هذا القرار قد يُستخدم لتقييد الحريات السياسية أو المساس بمنظمات المجتمع المدني التي قد تتقاطع فكريًا مع بعض أطروحات الجماعة.

ويحذر مراقبون من أن الخطوة قد تثير توترًا مع بعض الدول التي لا تزال تتيح للجماعة هامشًا من الحركة، أو تتعامل معها كجزء من التركيبة السياسية الداخلية، مثل تونس أو تركيا.

في الوقت الراهن، يبدو أن تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة بات احتمالًا أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى، في ظل الدعم المتزايد من الحزبين داخل الكونغرس، وعودة اليمين الأميركي إلى الواجهة.

لكن يبقى تنفيذ القرار مرهونًا بتوازنات معقدة داخل المؤسسات الأميركية، بين الاعتبارات الأمنية والسياسية والحقوقية، وهو ما يجعل الملف مفتوحًا على كل السيناريوهات في الشهور المقبلة.

تم نسخ الرابط