الأحد 27 أبريل 2025 الموافق 29 شوال 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

هل يجوز أداء صلاة الجنازة بعد الفجر مباشرة؟.. «الإفتاء» توضح الحكم الشرعي

صلاة الجنازة
صلاة الجنازة

صلاة الجنازة تُعد من الشعائر الدينية التي توليها الشريعة الإسلامية أهمية كبرى، وقد تكررت التساؤلات مؤخرًا حول مدى جواز أداء «صلاة الجنازة» في ما يُعرف بـ«أوقات الكراهة»، وعلى وجه التحديد بعد صلاة الصبح مباشرة وحتى شروق الشمس، وهو ما دفع دار الإفتاء المصرية للخروج بتوضيح رسمي لحسم الجدل وتقديم الرأي الشرعي المعتمد في هذا الشأن.

«الإفتاء» تؤكد جواز صلاة الجنازة في وقت الكراهة للضرورة

أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي أن «صلاة الجنازة» جائزة شرعًا في كل الأوقات بما في ذلك أوقات الكراهة، ولكن بشرط أن يكون أداء الصلاة في تلك الأوقات نابعًا من «الاضطرار» أو «ضيق الوقت» وليس من باب التوسع أو الاختيار، وهذا ما استقرت عليه الفتوى بناءً على ما قرره جمهور العلماء والفقهاء عبر مختلف المذاهب الفقهية المعروفة، حيث أن الضرورة تبيح ما لا يباح في الأحوال العادية.

وأشارت دار الإفتاء إلى أن المذهب المختار للفتوى يذهب إلى جواز صلاة الجنازة حتى في تلك الأوقات التي نهى فيها بعض الفقهاء عن الصلاة عمومًا، مؤكدة أن قاعدة «يُفعل في الاضطرار ما لا يُفعل في الاختيار» تنطبق على هذه الحالة.

تعريف أوقات الكراهة كما جاء في الفقه الإسلامي

وفي سياق متصل بيّنت دار الإفتاء أن المقصود بـ«أوقات الكراهة» في الشريعة هي تلك الفترات التي تُكره فيها الصلاة دون سبب ضروري، وهذه الأوقات خمس، وإن كان هناك اختلاف بسيط في عدّها بين الفقهاء، وهي الفترة التي تلي صلاة الصبح وحتى طلوع الشمس بشكل كامل وارتفاعها مقدار رمح في السماء، وكذلك لحظة طلوع الشمس نفسها، إضافة إلى الوقت الذي تكون فيه الشمس في كبد السماء حتى تزول عن منتصف السماء، ثم الفترة التي تعقب صلاة العصر وحتى غروب الشمس، وأخيرًا وقت الغروب حتى يكتمل الغروب.

آراء الفقهاء المعتبرين في مسألة صلاة الجنازة في الصباح

وتؤكد دار الإفتاء أن كثيرًا من العلماء ومنهم الإمام ابن المنذر اتفقوا على صحة أداء «صلاة الجنازة» بعد صلاة الصبح وحتى طلوع الشمس وكذلك بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس، وهو ما وثقه في كتابه «الأوسط» حين قال نصًا «إجماع المسلمين في الصلاة على الجنائز بعد العصر وبعد الصبح»، في إشارة إلى أن تلك الممارسات مقبولة ومتفق عليها بين جمهور الفقهاء.

أما الإمام النووي فقد أوضح في كتابه «المجموع» أن صلاة الجنازة بعد الصبح والعصر مباحة بإجماع المسلمين، لكنه أشار إلى أن هناك من قال بكراهة أدائها عند طلوع الشمس أو غروبها أو وقت الاستواء وهم بعض كبار الأئمة مثل الثوري وأبي حنيفة وأحمد بن حنبل، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا خلاف في إباحة الصلاة في غير هذه اللحظات الحرجة.

موفق الدين ابن قدامة يدعم جواز الصلاة وقت الصباح

ومن بين الأئمة الذين دعموا جواز الصلاة في الصباح كان الإمام موفق الدين ابن قدامة الذي أشار في كتابه الشهير «المغني» إلى أن الصلاة على الميت بعد صلاة الصبح وحتى طلوع الشمس وكذلك بعد العصر وحتى ميل الشمس للغروب لا خلاف عليه بين العلماء، وهو ما يمنح مساحة من المرونة في أداء صلاة الجنازة عند الضرورة دون أن يقع الإنسان في مخالفة شرعية.

صلاة الجنازة ومراعاة توقيتات الصباح في الواقع العملي

ولا شك أن توقيت الصباح يُعد من أكثر الأوقات التي قد تُصادف الحاجة لأداء «صلاة الجنازة» فيه، خاصة في حالات الوفاة المفاجئة أو التي تقع في الساعات الأولى من اليوم، ومن ثم فإن معرفة الحكم الشرعي الصريح في هذا الشأن يساعد المصلين وأهل المتوفى على اتخاذ القرار المناسب دون تردد أو حرج، كما أنه يرفع عنهم عبء التفكير في مدى صحة الصلاة أو قبولها عند الله تعالى.

القاعدة الفقهية «الضرورة تبيح المحظورات» حاضرة

وقد استندت دار الإفتاء في فتواها على القاعدة الفقهية المعروفة وهي «الضرورة تبيح المحظورات» حيث أنه في حالة ضيق الوقت أو وجود أسباب تمنع تأجيل الصلاة على الميت إلى ما بعد شروق الشمس مثل ظروف الدفن أو بعد المسافة أو ارتفاع درجة الحرارة في بعض أيام الصيف صباحًا، فإن أداء الصلاة في ذلك الوقت يصبح جائزًا بل ومطلوبًا شرعًا وفقًا للضوابط الفقهية.

نصائح شرعية لأداء صلاة الجنازة في توقيتات الصباح

من النصائح التي تُقدَّم للمسلمين عند الحاجة لأداء «صلاة الجنازة» في أوقات الكراهة وخاصة في الصباح أن يتحققوا أولًا من وجود سبب اضطراري يمنع تأجيل الصلاة إلى ما بعد شروق الشمس، كما يُفضل استشارة أهل العلم أو إمام المسجد القريب إن أمكن، وذلك لتوحيد الآراء وتجنب الخلافات التي قد تؤثر على صفاء الموقف الإيماني في تلك اللحظة المؤثرة.

«صلاة الجنازة» تظل من العبادات التي تراعي فيها الشريعة أحوال الناس وظروفهم وتُقدّر فيها الضرورات التي قد تواجههم، لذلك جاء رأي دار الإفتاء المصرية ليضع حدًا للجدل ويمنح المصلين الثقة والطمأنينة عند أداء هذه الصلاة المهمة حتى في توقيتات الكراهة ما دامت هناك «حالة اضطرار» تبرر ذلك وتمنع التأجيل.

تم نسخ الرابط