عون يطالب بانسحاب إسرائيلي كامل من التلال الخمسة بلقاء مع وفد فرنسي

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقائه وفدًا من مجلس الشيوخ الفرنسي، على أهمية انسحاب الجيش الإسرائيلي من التلال الخمسة المتنازع عليها، بما يسمح للجيش اللبناني باستكمال انتشاره الكامل حتى الحدود، مشددًا على أن حماية الحدود والسيادة الوطنية هي مسؤولية الدولة اللبنانية وحدها.

وفي منشور رسمي للرئاسة اللبنانية عبر منصة «X»، جدد الرئيس عون التأكيد على أن الجيش اللبناني يقوم بدوره الوطني في حماية الحدود الشمالية الشرقية، عبر مكافحة الإرهاب ومنع التهريب وحفظ الأمن الداخلي.

لا رجعة إلى الحرب.. والسلاح بيد الدولة

وفي رسالة واضحة حول مستقبل الوضع الأمني في البلاد، شدد الرئيس اللبناني على أن قرار حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية قد اتُخذ بشكل نهائي، موضحًا أنه لا مجال للعودة إلى لغة الحرب، التي عانت منها البلاد لعقود.

وأكد أن خيار الدولة اللبنانية هو بناء جيش موحد ومؤسسات أمنية قوية تحت مظلة الشرعية وحدها، بما يرسخ الأمن والاستقرار ويمنع أي انفلات مسلح قد يهدد مستقبل لبنان.

إصلاحات ضرورية وليست فقط مطالب خارجية

وفي سياق حديثه عن الوضع الداخلي، أوضح الرئيس عون أن الحكومة اللبنانية بدأت بالفعل في تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الضرورية، معتبرًا أن هذه الخطوات نابعة من الحاجة الوطنية الملحة قبل أن تكون استجابة لمطالب المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن مكافحة الفساد تأتي على رأس أولويات الإصلاحات، باعتبارها أداة رئيسية لخدمة المواطن اللبناني وتعزيز ثقة الداخل والخارج في مؤسسات الدولة.
ولفت إلى أن عملية الإصلاح ستستمر بوتيرة منتظمة، مع العمل على وضع أسس متينة لحوكمة شفافة وشاملة.

لجان لبنانية - سورية لمعالجة الملفات العالقة

وعن العلاقات مع الجارة سوريا، كشف الرئيس اللبناني عن تشكيل لجان مشتركة لبنانية-سورية لبحث الملفات العالقة بين البلدين.
وتشمل هذه الملفات ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وسوريا، إضافة إلى معالجة أوضاع النازحين السوريين الموجودين في لبنان لأسباب اقتصادية.

وأكد الرئيس أن الحوار مع الجانب السوري يستهدف التوصل إلى حلول عملية تضمن مصالح البلدين، وتحفظ السيادة الوطنية، مع مراعاة الأوضاع الإنسانية للنازحين بما لا يؤثر سلبًا على الداخل اللبناني.

الانتخابات البلدية في موعدها.. واحترام إرادة الشعب

وعلى صعيد الشأن المحلي، شدد الرئيس عون على أن الانتخابات البلدية والاختيارية ستُجرى في موعدها المحدد، مؤكدًا أن دور الدولة اللبنانية سيقتصر على تأمين العملية الانتخابية من النواحي الأمنية والإدارية فقط.

وأوضح أن القرار النهائي في اختيار ممثلي الشعب في المجالس البلدية يعود إلى الناخب اللبناني وحده، مشددًا على أهمية احترام إرادة المواطنين كجزء أساسي من مسار بناء الدولة الحديثة القائمة على الديمقراطية والشفافية.

هدف واحد.. بناء الدولة وتعزيز الثقة

واختتم الرئيس اللبناني تصريحاته بالتأكيد على أن جميع الإجراءات والتدابير التي تقوم بها الدولة تصب في اتجاه واحد، وهو بناء دولة قوية قادرة على بسط سيادتها داخليًا وخارجيًا.

وأضاف أن استعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها، سواء بين المواطنين اللبنانيين أو في الأوساط الإقليمية والدولية، يمثل هدفًا رئيسيًا لا بديل عنه، داعيًا جميع القوى السياسية والشعبية إلى الالتفاف حول مشروع الدولة الواحدة الموحدة، القادرة على تلبية تطلعات أبنائها في الأمن والاستقرار والازدهار.

عون يشيد بدور الجيش اللبناني في حماية السيادة

وفي سياق حديثه مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي، أشاد الرئيس جوزيف عون بالدور الوطني الذي يؤديه الجيش اللبناني في مختلف المناطق، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية كانت وما زالت صمام أمان الوطن وحصنه الحصين في وجه التحديات.
وأشار إلى أن دعم الجيش وتطوير قدراته يمثل أولوية قصوى للحفاظ على الاستقرار، موضحًا أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالوقوف إلى جانب الجيش اللبناني عبر تقديم الدعم اللازم ليواصل القيام بدوره الحيوي في حماية الحدود ومكافحة الإرهاب وحفظ الأمن الداخلي.

واختتم الرئيس عون بالتأكيد على أن تحقيق الأمن المستدام لا يمكن أن يتم إلا من خلال مؤسسات قوية وشرعية.