الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا لسكان الضاحية الجنوبية ببيروت

وجه الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، إنذارًا عاجلًا للمتواجدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، وخاصة في منطقة الحدث، محذرًا من الاقتراب من مبانٍ وصفها بأنها «مجاورة لمنشآت تابعة لحزب الله».
وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: لكل من يتواجد في المبنى المحدد باللون الأحمر، وفق الخارطة المرفقة، والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله، ومن أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلاتكم، أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 300 متر.
تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية وحالة من الذعر بين السكان
بالتزامن مع توجيه هذا الإنذار، أفادت مصادر إعلامية بتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والمُسيّرات الإسرائيلية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
وشهدت منطقة الحدث، وأحياء مجاورة أخرى، حالة من الذعر بين الأهالي، وسط تحركات واسعة للمدنيين ونزوح كثيف من المباني المستهدفة والمجاورة لها.
وتحدث شهود عيان عن مشاهد هلع، مع هرع العائلات إلى الشوارع وازدحام الطرقات بمئات السيارات التي تحاول مغادرة المنطقة بأسرع وقت ممكن.
خلفية التوتر.. قصف سابق واستهداف قيادات
وتأتي هذه التطورات بعد أقل من شهر على الغارة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية فجر الثلاثاء 1 أبريل الجاري، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي حينها أن طائراته الحربية، بتوجيه من جهاز الشاباك، شنت هجومًا على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفة القيادي حسن علي محمود بدير، أحد عناصر الوحدة 3900 التابعة لحزب الله، والمتصلة بفيلق القدس الإيراني.
خسائر بشرية جراء الغارة الأخيرة
وعقب الغارة، نعى حزب الله اللبناني اثنين من عناصره، وهما الشهيد علي حسن بدير (جواد) والشهيد حسن علي بدير «الحاج ربيع»، اللذان استشهدا نتيجة القصف الإسرائيلي على مبنى بحي ماضي في الضاحية الجنوبية.
كما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، أن الغارة أسفرت عن ارتفاع عدد الضحايا إلى أربعة شهداء، من بينهم سيدة، بالإضافة إلى إصابة سبعة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
تصاعد التحذيرات في ظل استمرار التوتر الإقليمي
ويأتي هذا الإنذار الجديد وسط استمرار حالة التوتر الإقليمي، حيث يتبادل الجيش الإسرائيلي وحزب الله التهديدات في ظل التصعيد الدائر في المنطقة، خاصة مع التطورات الأخيرة في الجنوب اللبناني، والغارات المتقطعة التي تنفذها إسرائيل على أهداف تصفها بأنها مرتبطة بحزب الله أو حلفائه.
ويرى مراقبون أن لجوء إسرائيل إلى توجيه تحذير علني لسكان الضاحية بهذه الطريقة يعد تصعيدًا غير معتاد، وقد يكون تمهيدًا لضربات جوية جديدة تستهدف مواقع أو شخصيات بعينها.
استعدادات ميدانية وتعزيزات على الحدود
من جهة أخرى، كشفت تقارير إعلامية لبنانية عن رفع حالة الاستنفار في صفوف حزب الله بالضاحية الجنوبية ومحيط بيروت، تحسبًا لأي عمليات عسكرية مفاجئة.
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية تحركات نشطة للآليات العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود مع لبنان، فيما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن استعدادات لسيناريوهات التصعيد مع الحزب في أي لحظة.
ردود فعل محلية ودعوات للتهدئة
وفي الداخل اللبناني، دعت عدة أطراف سياسية إلى ضبط النفس وتجنب الانجرار إلى مواجهات موسعة قد تهدد استقرار البلاد الهش.
وطالب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، معربًا عن قلقه من تبعات أي تصعيد على الأمن الداخلي اللبناني.
كما ناشدت بلدية الحدث الأهالي الالتزام بتعليمات السلامة وعدم الاقتراب من الأماكن التي قد تكون مستهدفة، مؤكدة أنها تتابع التطورات مع الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني بشكل مستمر.
الأوضاع لا تزال متوترة
حتى اللحظة، لم تسجل أي غارات جديدة بعد هذا التحذير، إلا أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية لا تزال تحلق بكثافة فوق سماء الضاحية الجنوبية، ما يزيد من حالة القلق والترقب بين السكان.
ويرى مراقبون أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، فإما أن تشهد تصعيدًا عسكريًا جديدًا، أو أن تؤدي الضغوط الدبلوماسية إلى تهدئة مؤقتة للأوضاع.