هل يجوز استخدام شبكات الواي فاي دون إذن؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل

الإفتاء المصرية تناولت في أحدث فتاواها سؤالًا هامًا وهو «حكم استخدام شبكات الواي فاي بدون علم أصحابها»، وقد أكدت دار «الإفتاء» أن الدخول إلى الشبكات اللاسلكية المشفرة بدون الحصول على إذن مسبق من أصحابها هو أمر غير جائز شرعًا، حيث يُعد هذا السلوك تعديًا على حقوق الآخرين وممتلكاتهم دون رضاهم.
استخدام الشبكات المفتوحة وفقًا لرأي «الإفتاء»
أشارت دار «الإفتاء» إلى أن استخدام شبكات الإنترنت اللاسلكية المفتوحة التي لا تحتوي على تشفير، يجوز في حال كانت هذه الشبكات موجودة في أماكن عامة مثل المطارات ومراكز التسوق والفنادق والمؤتمرات وكانت الخدمة متاحة لعامة الناس، بحيث لا يتم التعدي على خصوصية أو ملكية أحد.
الإفتاء تكشف خطورة اختراق شبكات الواي فاي
وضحت «الإفتاء» أن اختراق شبكات الواي فاي يعتبر جريمة أخلاقية وشرعية، إذ يقوم الشخص المخترق باستعمال بعض البرامج لكسر الحواجز الأمنية والوصول إلى الرقم السري الخاص بالشبكة، علما بأن هذا الرقم تم وضعه خصيصًا لمنع الاستغلال غير المشروع، وأكدت «الإفتاء» أن الاشتراك الذي يدفعه صاحب الشبكة يمثل مالًا له قيمة، مما يجعل اختراق الشبكة تعديًا صريحًا على أموال الغير.
موقف الإفتاء من الإعانة على الاختراق
أشارت دار «الإفتاء» إلى أن من يُعِين غيره على اختراق شبكات الواي فاي يقع في نفس الحرمة الشرعية، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن المسلم أخو المسلم لا يحل له دمه ولا شيء من ماله إلا بطيب نفسه»، وهو ما يؤكد أن حماية حقوق الغير واجب ديني لا يجوز الإخلال به بأي حال من الأحوال.
حكم اختراق الشبكات في رأي مركز الأزهر
من جانبه أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى أن حفظ المال من مقاصد الشريعة الكبرى، ومن هنا جاءت النصوص القرآنية تنهى عن أكل أموال الناس بالباطل كما قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ} وكذلك أكد في سورة النساء بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}، مما يرسخ مبدأ حرمة التعدي على أموال الغير بأي وسيلة.
استخدام شبكات الواي فاي المشفرة بين الجواز والحرمة
أكد مركز الأزهر أن استخدام شبكات الواي فاي الخاصة دون إذن صريح أو ضمني من أصحابها يعد اعتداءً على حقوق الغير ولا يجوز شرعًا، مشيرًا إلى أن المنافع أصبحت تعتبر أموالًا لها حرمتها في الإسلام، وتخضع للأحكام العامة المتعلقة بحفظ المال ومنع التعدي عليه، مما يجعل استخدام الإنترنت من دون إذن يقع تحت طائلة هذه الأحكام.
الإجراء الشرعي إذا تم استخدام الشبكة بدون إذن
أوضح مركز الأزهر أنه إذا استخدم أحدهم شبكة واي فاي خاصة بدون إذن، فعليه أن يتحلل من هذا الذنب بإخبار صاحب الشبكة بما حدث وطلب عفوه ومسامحته، وإن تعذر الوصول لصاحب الشبكة فعليه أن يتصدق بقيمة الانتفاع الذي حصل عليه لصالح الفقراء والمحتاجين، مستندًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم».
نصيحة الإفتاء للمسلمين حول الأمانة الرقمية
اختتمت دار «الإفتاء» المصرية فتواها بالتأكيد على أهمية الالتزام بالأمانة في التعامل مع الوسائل الرقمية وعدم استباحة حقوق الغير مهما كان المبرر، مشددة على أن التعامل مع شبكات الإنترنت يجب أن يتم وفق ضوابط الشرع وأخلاقياته، حتى تظل المجتمعات متماسكة مبنية على الاحترام المتبادل للحقوق.