الثلاثاء 29 أبريل 2025 الموافق 01 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

توتر في البحر الأحمر بعد حادث سقوط طائرة من حاملة الطائرات الأمريكية«ترومان»

القارئ نيوز

«ترومان».. في حادثة نادرة ومثيرة للقلق في واحدة من أكثر المناطق توتراً في العالم، أعلنت البحرية الأمريكية، اليوم الإثنين، عن سقوط مقاتلة من طراز «إف/إيه-18 إي سوبر هورنت» من على متن حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان»، أثناء إبحارها في مياه البحر الأحمر.

وفي بيان رسمي صادر عن البحرية الأمريكية، أكدت القوات البحرية أن الحادث وقع يوم 28 أبريل الجاري، موضحة أن الطائرة سقطت في البحر خلال عملية سحب روتينية داخل حظيرة الطائرات على متن الحاملة.

وقال البيان: «فقدت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 إي سوبر هورنت التابعة للسرب المقاتل الضارب، إضافة إلى جرار سحب أثناء عملياتها في البحر الأحمر، وتأكدت سلامة جميع الأفراد، مع تسجيل إصابة طفيفة لبحار واحد».

وأوضح البيان أن الحادث وقع عندما كانت المقاتلة تحت عملية سحب نشطة، مشيرًا إلى أن طاقم التحكم فقد السيطرة على الطائرة، مما أدى إلى انزلاقها وسقوطها في البحر، إلى جانب جرار السحب. 

وأضاف البيان: «اتخذ البحارة المسؤولون عن سحب الطائرة إجراءات فورية للابتعاد عن موقع الحادث قبل سقوط الطائرة في المياه».

تحقيقات جارية

وأكدت البحرية الأمريكية أن التحقيقات قد بدأت فور وقوع الحادث، للوقوف على أسبابه وتفاصيله الدقيقة، مشددة في الوقت ذاته على أن مجموعة حاملة الطائرات «هاري ترومان» ما تزال قادرة تمامًا على تنفيذ كافة المهام الموكلة إليها، دون تأثير يُذكر على كفاءتها العملياتية.

وتُعد التحقيقات في مثل هذه الحوادث ضرورية للوقوف على الأخطاء أو الأعطال المحتملة سواء في الإجراءات أو في المعدات المستخدمة، لا سيما في ظل الأوضاع الأمنية الحساسة في البحر الأحمر، الذي يشهد توترات متزايدة بفعل النزاعات الإقليمية وتهديدات الملاحة الدولية.

قوة بحرية ضخمة

وتتكون مجموعة «هاري ترومان» الضاربة من عدد كبير من القطع الحربية المتطورة، تشمل السفينة الرئيسية حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان»، وتسعة أسراب جوية تتبع الجناح الجوي للحاملة رقم 1، إلى جانب ثلاث مدمرات موجهة صواريخ تابعة لسرب المدمرات 28، والطراد من فئة «تيكونديروغا» المعروف باسم «يو إس إس غيتيسبيرغ».

ويعد هذا التشكيل واحدًا من أقوى المجموعات القتالية التابعة للبحرية الأمريكية، ويتمتع بقدرات متكاملة لتنفيذ المهام القتالية والدفاعية في مختلف البيئات البحرية.

أهمية البحر الأحمر

وتأتي هذه الحادثة في وقت بالغ الحساسية في منطقة البحر الأحمر، الذي يشكل شريانًا بحريًا حيويًا للتجارة الدولية، إضافة إلى كونه مسرحًا لعمليات عسكرية متكررة بفعل الأوضاع المتفجرة في اليمن والتوترات بين القوى الإقليمية والدولية.

وكانت البحرية الأمريكية قد عززت في الأشهر الأخيرة من وجودها في المنطقة، ضمن جهود حماية الملاحة الدولية، ومواجهة التهديدات المتزايدة على خلفية الهجمات الحوثية على السفن التجارية والعسكرية.

طراز الطائرة المنكوبة

الطائرة التي سقطت من على متن الحاملة هي من طراز «إف/إيه-18 إي سوبر هورنت»، وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تطورًا في الأسطول الأمريكي. 

وتتميز هذه المقاتلة بقدرات هجومية ودفاعية عالية، وتستخدم في مهام متعددة تشمل السيطرة الجوية، والدعم الأرضي، ومهام الاعتراض، بالإضافة إلى قدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة بعيدة المدى.

وتعد مقاتلات «سوبر هورنت» العمود الفقري للجناح الجوي لحاملات الطائرات الأمريكية، وتحظى بثقة عالية لدى القوات البحرية، نظرًا لمرونتها وأدائها الميداني المتميز.

حادثة قد تثير القلق

رغم تأكيدات البحرية الأمريكية بعدم تأثر كفاءة المجموعة القتالية بالحادث، إلا أن سقوط طائرة بهذا الطراز المتطور يثير تساؤلات جدية حول إجراءات السلامة والاحتياطات المتخذة خلال عمليات الطيران والصيانة على متن الحاملات، خاصة في بيئة عملياتية مضطربة كالتي يشهدها البحر الأحمر.

ويخشى محللون أن تكون هذه الحادثة مدعاة لمزيد من التدقيق على إجراءات البحرية الأمريكية، وربما تؤدي إلى إعادة تقييم التدريبات والبروتوكولات المتبعة خلال عمليات السحب والتحريك داخل حاملات الطائرات.

بينما يواصل فريق التحقيقات عمله للوقوف على ملابسات سقوط المقاتلة الأمريكية، تبقى البحرية الأمريكية ملتزمة، وفق بيانها، بالحفاظ على جاهزيتها الكاملة وقدرتها على تنفيذ العمليات الدفاعية والهجومية في البحر الأحمر ومحيطه. 

ويُنتظر أن تكشف نتائج التحقيق عن تفاصيل إضافية قد تحدد ما إذا كان الحادث عائدًا إلى خطأ بشري أو عطل تقني، في وقت تزداد فيه أهمية اليقظة والانضباط العملياتي وسط التوترات الإقليمية والدولية المتصاعدة.

تم نسخ الرابط