لمرضى الجهاز التنفسي.. كيف تتجنب مضاعفات العواصف الترابية وتحمي تنفسك

مع تقلبات الطقس في الربيع وحدوث العواصف الترابية، يصبح مرضى الجهاز التنفسي في مواجهة مباشرة مع خطر حقيقي، إذ تؤثر «العواصف» المحملة بالغبار والأتربة على الشعب الهوائية وتزيد من حدة الأعراض لدى المصابين بالأمراض المزمنة كـ«الربو» و«الانسداد الرئوي المزمن» و«الحساسية الصدرية»، وهو ما يجعل اتخاذ إجراءات وقائية أمراً ضرورياً وليس خياراً.
ما الذي تفعله العواصف في الجهاز التنفسي؟
تؤدي «العواصف» المحملة بالأتربة إلى تهيج الأغشية المخاطية في الأنف والحلق، كما تعمل على تضييق الشعب الهوائية عند بعض الأشخاص، وخاصة أولئك الذين يعانون من أمراض صدرية، فاستنشاق جزيئات الغبار يؤدي إلى زيادة الالتهابات وارتفاع فرص الإصابة بنوبات ضيق التنفس، بل وقد يصل الأمر إلى دخول المستشفى في بعض الحالات المتقدمة، لذلك فإن «العواصف» لا تُعد فقط مشهداً طبيعياً بل تهديداً مباشراً لصحة الرئة.
الجزيئات الدقيقة التي تحملها الرياح قد تصل بسهولة إلى عمق الرئة، مما يتسبب في تفاقم أعراض «الربو» والسعال المستمر والنهجان، كما أن المصابين بـ«حساسية الجيوب الأنفية» يشعرون بزيادة الحكة والعطس واحمرار العينين خلال أيام «العواصف»، وهو ما يتطلب اتخاذ تدابير صحية وبيئية عاجلة لتفادي حدوث مضاعفات.

نصائح ذهبية للوقاية أثناء العواصف
ينصح الأطباء بضرورة تجنب الخروج من المنزل خلال فترة «العواصف» إلا للضرورة القصوى، وإذا كان لا بد من الخروج فيجب ارتداء «كمامة طبية محكمة» تحجب الغبار وتقلل من استنشاق الملوثات، ويفضل استخدام الكمامات من نوع N95 التي صُممت خصيصاً لصد الجزيئات الصغيرة.
كما يُفضل إغلاق النوافذ والأبواب جيداً في المنازل والسيارات لمنع دخول الأتربة، وتشغيل أجهزة تنقية الهواء داخل الغرف المغلقة، حيث تساعد تلك الأجهزة في تقليل كمية المهيجات في الجو، بالإضافة إلى أهمية تنظيف الأرضيات والأسطح باستمرار لتجنب تراكم الغبار.
احرص على الأدوية والبخاخات
من المهم جداً لمرضى الجهاز التنفسي أن يحتفظوا بـ«بخاخات الطوارئ» معهم في كل الأوقات خلال مواسم «العواصف»، مع الالتزام بتناول الأدوية الوقائية بانتظام كما يحددها الطبيب، ويُفضل أيضاً أن يكون هناك تواصل مع الطبيب المختص في حال ظهور أي أعراض غير معتادة مثل «ضيق التنفس الشديد» أو «الصفير عند الزفير».
ينصح كذلك بقياس معدل التنفس وضغط الأكسجين باستخدام «جهاز قياس الأوكسجين المنزلي»، خاصة إذا كان المريض كبيراً في السن أو يعاني من أمراض مزمنة أخرى مثل السكري أو القلب، لأن «العواصف» يمكن أن تؤثر على أكثر من جهاز في الجسم.
التغذية والنوم عوامل داعمة للمناعة
تناول أطعمة غنية بفيتامين C مثل البرتقال والليمون والكيوي، وأطعمة تحتوي على الزنك مثل المكسرات والبقوليات، يُعزز من كفاءة الجهاز المناعي في مقاومة تأثير «العواصف»، كما أن شرب كميات كافية من الماء يساعد على ترطيب الجهاز التنفسي وتسهيل عملية التنفس.
أما النوم الجيد فهو عنصر مهم لتعافي الجسم من الضغوط البيئية، وينصح بالحصول على 7 إلى 8 ساعات نوم ليلاً، في أجواء هادئة ونظيفة، مع تهوية جيدة للغرفة بعد انتهاء العاصفة.
من الأكثر عرضة للخطر؟
الأطفال وكبار السن هم أكثر الفئات تضرراً من «العواصف الترابية»، بسبب ضعف مناعتهم وضيق مجاريهم التنفسية مقارنة بالبالغين، كذلك الحوامل والمدخنين ومرضى المناعة الذاتية يعانون بشكل أكبر في مثل هذه الظروف.
ولا يقتصر الأمر على المرضى فحسب، فالأشخاص الأصحاء قد يشعرون بأعراض خفيفة مثل جفاف الحلق والسعال المؤقت عند التعرض للغبار لفترة طويلة، لذلك فإن اتباع إجراءات الوقاية يجب أن يكون شاملاً لكل أفراد المجتمع.
متى تطلب المساعدة الطبية؟
إذا لاحظ المريض تدهورًا في حالته الصحية مثل «زيادة معدل التنفس» أو «الشعور بالاختناق» أو «عدم الاستجابة للبخاخ»، فعليه التوجه فوراً إلى أقرب مستشفى، حيث أن بعض الحالات قد تستدعي إعطاء أكسجين أو أدوية عن طريق الوريد.
كما ينبغي متابعة الأخبار الجوية والتحذيرات الرسمية الصادرة من هيئة الأرصاد أو وزارة الصحة بشأن «العواصف»، والالتزام بالإرشادات المقدمة، لأن تجاهلها قد يؤدي إلى عواقب صحية خطيرة.
في ظل التكرار المتزايد لحدوث «العواصف الترابية» نتيجة للتغيرات المناخية، فإن الوعي بكيفية التعامل معها أصبح ضرورة لا رفاهية، خاصة لمرضى الجهاز التنفسي الذين يعانون من تبعاتها أكثر من غيرهم، فاتباع النصائح الطبية والاحتياطات اليومية يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في جودة الحياة، ويقلل من زيارات الطوارئ والمضاعفات المحتملة.