بعد الطرد في نهائي الكأس.. روديغر يثير انقسامًا في ألمانيا

تفجرت أزمة جديدة داخل الأوساط الكروية الألمانية عقب طرد المدافع الدولي أنطونيو روديغر خلال نهائي كأس ملك إسبانيا، الذي جمع فريقه ريال مدريد بنظيره برشلونة، بعد تدخل عنيف أثار الكثير من الجدل، وأدى إلى طرده المباشر من المباراة.

الحادثة لم تمر مرور الكرام، وبدأت ردود الأفعال تتوالى، أبرزها من أسطورة الكرة الألمانية لوتار ماتيوس، الذي خرج بتصريحات مثيرة طالب فيها باستبعاد روديغر من قائمة منتخب «المانشافت» استعدادًا لبطولة كأس أمم أوروبا «يورو 2024»، معتبرًا أن ما حدث في النهائي لا يليق بلاعب يمثل القميص الوطني الألماني.

كروس يرد.. روديغر لم يقتل أحدًا!

إلا أن النجم الألماني المعتزل توني كروس، زميل روديغر السابق في ريال مدريد، لم يصمت أمام هذه الدعوات، حيث أطلق هجومًا لاذعًا ضد ماتيوس، مدافعًا بقوة عن زميله السابق ومنددًا بما وصفه بـ"رد الفعل المبالغ فيه" تجاه الواقعة.

وقال كروس في تصريحات للصحفيين:«نعم، لقد أخطأ روديغر، وسينال عقوبته. لكنه لم يقتل أحدًا، ولا داعي لكل هذا الجنون. الناس تتصرف كما لو أنه ارتكب جريمة، وهذا غير مقبول».

وأكمل كروس هجومه قائلًا:«بعض الذين يطالبون الآن باستبعاده من المنتخب، كانوا يستحقون عقوبات أشد أثناء فترات لعبهم، فلا داعي للمزايدة».

6 مباريات إيقاف وجراحة في الركبة

وعلى خلفية الحادث، قررت لجنة الانضباط بالاتحاد الإسباني لكرة القدم إيقاف روديغر 6 مباريات، وهي عقوبة وصفت بالقاسية، نظرًا لطبيعة التدخل والاحتجاجات التي أعقبته من لاعبي برشلونة.

كما تعرض روديغر لإصابة في الركبة، أجبرته على الخضوع لعملية جراحية ستبعده عن الملاعب لعدة أسابيع، ما يُهدد جاهزيته لبداية الموسم المقبل، وربما يلقي بظلاله أيضًا على مشاركته في اليورو حال استمرار تعافيه لفترة أطول من المتوقع.

ماتيوس.. هذا السلوك لا يليق بقميص ألمانيا

من جانبه، برر لوتار ماتيوس تصريحاته بالقول إن المنتخب الألماني بحاجة للاعبين يمتلكون سلوكًا مسؤولًا داخل وخارج الملعب، معتبرًا أن ما فعله روديغر لا يمثل القيم التي يجب أن يتحلى بها من يرتدي قميص «المانشافت».

وقال في تصريح لقناة ألمانية محلية: «لا يمكن القبول بأن يرتكب لاعب دولي مثل هذا الخطأ في مباراة نهائية ثم لا يُحاسب. سلوك روديغر غير لائق، ويجب على المدرب التفكير مرتين قبل استدعائه مجددًا».

ناغلسمان في موقف حساس

وبين نيران التصريحات المتبادلة، يقف المدير الفني للمنتخب الألماني يوليان ناغلسمان في موقف لا يُحسد عليه، إذ يواجه ضغوطًا متزايدة من الإعلام والجماهير بشأن قراراته الفنية، وخصوصًا مع اقتراب موعد بطولة أوروبا، التي تستضيفها ألمانيا الصيف المقبل وسط آمال كبيرة بتحقيق اللقب.

وبينما لم يصدر أي تعليق رسمي من ناغلسمان حتى الآن، تشير التقارير الإعلامية إلى أنه لن يستبعد روديغر من التشكيلة، طالما لم تكن هناك اعتبارات انضباطية داخل المعسكر، وهو ما قد يثير موجة جديدة من الانتقادات لاحقًا.

الجماهير تنقسم.. بين مؤيد ومعارض

تسببت هذه الأزمة في انقسام جماهيري واضح على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث دافع قطاع كبير من المشجعين الألمان عن روديغر، واعتبروا أن ردود الفعل مبالغ فيها، فيما رأى آخرون أن ما فعله يستحق الاستبعاد المؤقت على الأقل، حتى يعود أكثر انضباطًا.

في المقابل، لاقت تصريحات كروس تفاعلًا كبيرًا، إذ رأى كثيرون أنها تعكس الروح الحقيقية للزمالة والدفاع عن اللاعبين، بينما اتهمه البعض بمحاولة تبرير الخطأ والتقليل من شأن الواقعة، رغم خطورتها وتأثيرها على صورة الكرة الألمانية في الخارج.

هل تتكرر أزمة الأسماء الكبيرة في المنتخب؟

تُعيد هذه القضية إلى الأذهان العديد من الأزمات السابقة التي مرت بها الكرة الألمانية، عندما تسببت تصريحات اللاعبين القدامى في إثارة الجدل داخل صفوف المنتخب، مثلما حدث في خلافات سابقة بين يواكيم لوف وبعض نجوم الفريق التاريخيين.

ويبدو أن نغمة تدخل الأساطير في شؤون المنتخب ما زالت حاضرة بقوة، في وقت يسعى فيه ناغلسمان لتكوين فريق متماسك يتجنب الانقسامات ويحمل تطلعات الجماهير نحو منصات التتويج.