النقاد الرياضيون يطالبون بحماية الصحفيين من الاتهامات العشوائية بعد واقعة كولر

في ضوء ما أثير مؤخرًا حول واقعة إلقاء زجاجات مياه فارغة باتجاه المدير الفني للنادي الأهلي، السويسري مارسيل كولر، عقب نهاية مباراة فريقه الأخيرة يوم الأحد، أصدرت جمعية المكتب التنفيذي لنقاد الرياضة بيانًا رسميًا، لتوضيح ملابسات الحادث، ورفض ما تم تداوله من اتهامات طالت عددًا من الإعلاميين الحاضرين بالمقصورة الصحفية باستاد المباراة.
وأكد البيان الصادر عن الجمعية أن التحقيقات الأولية، والمراجعات المصورة التي خضعت لها الواقعة، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن الصحفيين لم يكونوا طرفًا في تلك التصرفات المؤسفة، بل تبين أن هناك أفرادًا آخرين، غير معتمدين صحفيًا، تم السماح لهم بالتواجد داخل المقصورة، دون التأكد من هويتهم المهنية أو صفتهم الوظيفية.
الجمعية.. نرفض الإساءة لمكانة الصحافة الرياضية
وأشار المكتب التنفيذي إلى أن هذه الواقعة، رغم ما أثارته من جدل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسلط الضوء على خلل تنظيمي يجب مراجعته من قبل الجهات المختصة، إذ لا يجوز التساهل في دخول المقصورات الإعلامية أو المؤتمرات الصحفية لغير المتخصصين أو المعتمدين رسميًا.
وأضاف البيان: «نحن في جمعية نقاد الرياضة نرفض تمامًا أي تصرف يسيء إلى المهنة أو العاملين فيها، ونشدد على ضرورة التحلي بأعلى درجات المهنية والانضباط أثناء تغطية المباريات والفعاليات الرياضية، ولكننا في الوقت ذاته نرفض الزج بالصحفيين وتحميلهم مسؤولية لم يكونوا طرفًا فيها، كما نطالب وسائل الإعلام بتوخي الدقة وعدم الانسياق وراء الشائعات أو الفيديوهات المقتطعة من سياقها».
دعوة لمراجعة نظام الاعتمادات الصحفية
وفي سياق متصل، دعت الجمعية المسؤولين عن تنظيم المباريات في مصر، سواء من اتحاد الكرة أو رابطة الأندية أو إدارات الاستادات، إلى مراجعة نظام الاعتمادات الصحفية والتشديد في آليات دخول المقصورات، بحيث يُسمح فقط للصحفيين المعتمدين من المؤسسات الإعلامية، ومنع دخول أي شخص دون بطاقة رسمية أو دعوة موثقة.
وأشارت الجمعية إلى ضرورة وجود قوائم محددة بأسماء الإعلاميين المصرح لهم بالتغطية، مع وجود تنسيق مسبق بين المسؤولين والمنسقين الإعلاميين داخل الملاعب، لضمان الالتزام بالإجراءات، والحفاظ على قدسية الأماكن المخصصة للعمل الصحفي.
توضيح بالفيديو وشهادات شهود عيان
وأكد البيان أن الجمعية استعانت بمقاطع فيديو واضحة من داخل المقصورة الصحفية، وشهادات عدد من الصحفيين الحاضرين أثناء الواقعة، والتي أجمعت على أن المقذوفات التي ألقيت باتجاه كولر جاءت من منطقة قريبة ولكن ليس من الصفوف التي تواجد بها الصحفيون.
كما لفت البيان إلى أن بعض الأفراد الذين ظهروا في اللقطات المتداولة لا تربطهم أي صلة بمهنة الصحافة، وهو ما يستدعي تحقيقًا موسعًا لتحديد هويتهم، ومحاسبة الجهة التي سمحت بتواجدهم دون اعتماد رسمي.
التأكيد على احترام الجميع ورفض العنف
واختتم المكتب التنفيذي لنقاد الرياضة بيانه بالتأكيد على أن الجمعية تقف دومًا في صف الحقيقة، وأنها لا تتستر على أي خطأ يرتكبه أحد أفراد المهنة، لكنها ترفض في الوقت نفسه التعميم والاتهام الجماعي، مشددة على أن الوسط الرياضي بحاجة إلى التهدئة لا إلى التصعيد، وإلى المراجعة والتنظيم لا إلى التراشق الإعلامي.
كما دعت الجمعية إلى عدم استخدام الواقعة كمادة للهجوم أو التشويه، خاصة وأنها ما زالت قيد التحقيق، وينبغي انتظار نتائج الفحص الرسمي قبل إصدار الأحكام.
وطالبت الجمعية جميع الأطراف المعنية، بما فيهم الأندية، الإعلام، واتحاد الكرة، بالعمل معًا على توفير مناخ آمن ومحترم في الملاعب والمؤتمرات، يحفظ كرامة جميع المشاركين، ويمنع أي تجاوز قد يسيء إلى الرياضة المصرية أو يعطل مسيرة التطوير التي تسعى إليها الدولة.
كما شددت الجمعية على ضرورة دعم العلاقة بين الصحفيين والمدربين والأجهزة الفنية، مؤكدة أن الإعلام الرياضي يلعب دورًا مهمًا في نقل الصورة للجماهير، ويجب أن يكون هناك احترام متبادل بين جميع الأطراف. وأشارت إلى أهمية عقد دورات توعية للمشاركين بالمنظومة لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.