أبطال قارتين.. رباعي عالمي يصنع المجد مع أهلي جدة

«ليس هناك أفضل من أن تكون بطلًا في قارتين مختلفتين».. مقولة جسدها أربعة من نجوم نادي أهلي جدة السعودي، بعدما سطّروا أسماءهم بأحرف من ذهب في سجلات الكرة الآسيوية، عقب تتويج فريقهم ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة لأول مرة في تاريخه، بعد الفوز على كاواساكي فرونتال الياباني بهدفين دون رد في نهائي احتضنه ملعب «الإنماء» بمدينة جدة.

اللقب الآسيوي لم يكن مجرد بطولة تضاف إلى خزائن النادي، بل جاء ليمنح اللاعبين الأربعة إنجازًا فريدًا من نوعه، بجمعهم بين الألقاب القارية في قارتي أوروبا وآسيا، وهو ما يؤكد أن التميز الكروي لا يعرف حدودًا جغرافية.

تتويج تاريخي للأهلي السعودي

نجح أهلي جدة مساء السبت في كتابة فصل جديد من تاريخه الكروي، بتحقيق لقب دوري أبطال آسيا للنخبة للمرة الأولى، بعد مشوار مميز توّجه بانتصار مستحق في المباراة النهائية أمام كاواساكي الياباني.

وسجّل النادي السعودي ثنائية نظيفة حملت معها فرحة عارمة للجماهير، وساهمت في إعلان الأهلي كأحد كبار القارة الآسيوية، بعد سنوات من المنافسة والطموح.

أربعة أبطال قاريين في صفوف أهلي جدة

اللافت في إنجاز الأهلي السعودي، أنه تحقق بتشكيلة تضم عددًا من النجوم الذين سبق لهم التتويج بالألقاب الكبرى على مستوى أوروبا. 

ومن بين هؤلاء، برز أربعة لاعبين نجحوا في تحقيق البطولات القارية في أوروبا وآسيا، ليتحولوا إلى نموذج نادر من النجوم مزدوجي التتويج.

رياض محرز.. من سيتي إلى جدة

الجزائري رياض محرز، أحد أبرز صفقات أهلي جدة في الموسم الحالي، كان نجمًا بارزًا في تتويج مانشستر سيتي الإنجليزي بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2022-2023، واليوم، يضيف محرز لقبًا جديدًا إلى سجله الحافل، مع الأهلي السعودي في آسيا.

محرز لم يكتف بالأداء الفني المميز، بل لعب دورًا قياديًا في غرفة الملابس، وأظهر روحًا تنافسية عالية ساهمت في تحفيز زملائه طوال مشوار البطولة.

فيرمينو.. بصمة ليفربول تتكرر في آسيا

البرازيلي روبرتو فيرمينو، المهاجم الأنيق، لا يزال يحتفظ ببريقه رغم انتقاله من ليفربول إلى أهلي جدة. وكان فيرمينو من الركائز الأساسية التي قادت «الريدز» إلى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا موسم 2018-2019، تحت قيادة المدرب الألماني يورغن كلوب.

اليوم، يتوّج اللاعب بلقب آسيوي كبير مع فريقه الجديد، مؤكداً أن شهيته للبطولات لم تنتهِ رغم مغادرته الدوريات الأوروبية الكبرى.

إدوارد ميندي.. من تشيلسي إلى المجد الآسيوي

الحارس السنغالي إدوارد ميندي، الذي توّج بدوري أبطال أوروبا مع تشيلسي في موسم 2020-2021، استمر في تقديم المستويات الرفيعة بعد انتقاله إلى أهلي جدة.

 وكان ميندي حاسمًا في الأدوار الإقصائية، خاصة في مواجهة نصف النهائي، حيث تصدى لكرات محققة وأسهم بشكل كبير في العبور إلى النهائي.

ميندي يواصل تأكيد مكانته كأحد أفضل حراس المرمى على مستوى العالم، واليوم يضيف لقبه القاري الثاني في قارة مختلفة.

إيبانيز.. بطل المؤتمر الأوروبي يعتلي منصة آسيا

البرازيلي روجر إيبانيز، المدافع الذي انضم إلى أهلي جدة قادمًا من روما الإيطالي، كان قد تُوّج مع فريقه السابق بلقب دوري المؤتمر الأوروبي في نسخة 2022، وهو ما يجعله أيضًا من اللاعبين الذين ذاقوا طعم المجد القاري في أوروبا.

ورغم اختلاف طبيعة البطولتين، إلا أن ثبات مستوى إيبانيز وتميزه الدفاعي جعلاه أحد أعمدة الفريق في طريق التتويج القاري في آسيا

فخر سعودي وإنجاز عالمي

الإنجاز الذي حققه أهلي جدة لا يُحسب للنادي وحده، بل يضاف إلى رصيد الكرة السعودية ككل، خاصة في ظل الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها الأندية السعودية بالتعاقد مع نجوم عالميين ذوي خبرة، قادرين على إحداث الفارق محليًا وقاريًا.

كما يعكس هذا التتويج نجاح التجربة الاحترافية السعودية في الدمج بين اللاعبين المحليين والنجوم الأجانب، وتحقيق توازن يمنح الفريق القدرة على المنافسة في أعلى المستويات.

طموح لا يتوقف

مع هذا الإنجاز، بات أهلي جدة مرشحًا قويًا لتمثيل القارة الآسيوية في كأس العالم للأندية المقبلة، ما يفتح أمامه آفاقًا جديدة لمواصلة كتابة التاريخ، والمنافسة على أرفع الألقاب العالمية.

وتأمل جماهير «الراقي» أن تكون هذه البطولة هي بداية لسلسلة إنجازات قارية وعالمية، خاصة في ظل امتلاك الفريق لمزيج من المهارة والخبرة والطموح.