
في وقتٍ تُحاول فيه إسرائيل فرض مخطط التهجير على الشعب الفلسطيني تحت غطاء الحرب، تخرج السعودية بصوتٍ مدوٍّ يُعلن رفضاً عربياً صريحاً لهذه الجريمة، وكالة التهجير التي أنشأتها إسرائيل ليست سوى غطاءً جديدًا لسياسة التطهير العرقي الممنهج، والذي يستهدف محو الهوية الفلسطينية من غزة، والمملكة العربية السعودية، بحكمة قيادتها المتمثلة في ولي عهدها ، تُذكر العالم بأن الدم العربي لن يُسكت، وأن الحقوق لن تُدفن تحت أنقاض المخططات الصهيونية.
جريمة التهجير.. وجه آخر للتطهير العرقي
ما تسميه إسرائيل "وكالة تهجير" هو في الحقيقة أداةٌ لتنفيذ جريمة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، والتي تُعرّفها المواثيق الدولية بأنها "محاولة إفراغ أرضٍ من سكانها الأصليين بالقوة"، إستخدام القصف الممنهج، والتجويع، ومنع الأدوية، كلها أدواتٌ لإجبار الفلسطينيين على النزوح، في سيناريو يُعيد إلى الأذهان جرائم القرن الماضي بحق الشعوب المقهورة.
السعودية.. صوت العرب الذي لا ينكسر
المملكة العربية السعودية، بموقفها التاريخي الثابت، لم تُدِن هذه الجريمة فحسب، بل حوّلت إدانتها إلى فعلٍ دبلوماسي ملموس، من خلال تحريك مؤسساتها الدولية، ورفع تقارير مفصلة عن الإنتهاكات، وإطلاق تحذيرات صارمة لشركاء إسرائيل، أثبتت السعودية أنها حصن العرب الأخير في مواجهة المخططات التوسعية، وهذا الموقف ليس جديدًا على السعودية، فتاريخها حافلٌ بمواقف الشجاعة دفاعًا عن القدس والقضية الفلسطينية.
نداء للعالم العربي والإسلامي
إذا كانت "السعودية" قد رسمت طريق المواجهة، فمن واجب الدول العربية والإسلامية أن تسير خلفها، الخطر الذي يُهدد غزة اليوم قد يصل إلى كل عاصمة عربية غدًا، وآن الأوان لتحويل الشعارات إلى أفعال: مقاطعة إقتصادية، وسحب سفراء، ومقاضاة إسرائيل في المحاكم الدولية، وحده الصف العربي الموحد يُمكنه إفشال المخطط الصهيوني.
غزة.. مقاومة تُحبط المخطط
والشعب الفلسطيني، برغم الحصار والقصف، يُثبت يوميًا أن التهجير لن يمر. الأطفال الذين يبنون بيوتهم من تحت الأنقاض، الأمهات اللواتي يُعلّمن أبناءهن أن الحق لا يُنسى، كلها رسائلٌ واضحة: غزة ليست أرضًا بلا أصحاب، وهذه الروح هي التي تجعل من وكالة التهجير مجرد حبرٍ على ورق.
التواطؤ الدولي.. وصمتٌ يُدان
والغريب أن العالم الذي بكى يومًا لمأساة الروهينغا، وتحرك لوقف الحرب في أوكرانيا، يُصم أذنيه عن صرخات غزة، وأمريكا وأوروبا، بدعمهما المطلق لإسرائيل، يُشاركان في الجريمة، ولكن التاريخ لن يُسامح من وقف متفرجًا بينما يُباد شعبٌ كامل.
دور القانون الدولي.. أين أنت؟
محكمة العدل الدولية مطالبة اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى بتحريك دعاوى ضد أمريكا وإسرائيل بتهمة التطهير العرقي، والسعودية، بدعمها القانوني والسياسي، قادرةٌ على قيادة حملةٍ دولية لإسقاط شرعية الكيان المحتل، فالقانون لم يُخلق ليكتب النصر للقوي، بل لينصف الضعيف.
لن ننسى ولن نغفر
الضمير الإنساني لن يغفر للعالم لو سمح بتهجير غزة، السعودية، بموقفها الشجاع، أعطت دروسًا في القيادة الأخلاقية، والآن، على كل دولة عربية وإسلامية أن تختار: إما أن تكون في جانب التاريخ، أو في جانب الجُناة، وغزة تُقاتل اليوم، لكن النصر سيكون لأولئك الذين وقفوا مع الحق.
وفي ختام مقالي هذا أقولها كلمة: إنه وفي اللحظات التي يُحاول فيها الظلام إبتلاع نور الحق، تبرز "السعودية" شمعةً تُضيء درب الأمة، مُذكرةً إياها بأن الدم العربي ليس رخيصًا، وأن الأرض المقدسة لن تُمسَح بهوية أبنائها، وما يحدث في غزة ليس إختباراً للفلسطينيين وحدهم، بل هو محكٌّ لضمير كل عربي ومسلم، وأمام أعيننا تُكتب فصلًا من فصول المقاومة: أطفالٌ يرفضون النزوح، أمهاتٌ يُعلّمنَ الدنيا معنى الكرامة، وشعبٌ يُحوّل الأنقاض إلى دروعٍ ضد التهجير.
أيها العالم العربي والإسلامي: السعودية رسمت الطريق، فهل نتبع خطاها أم نترك غزة وحيدة في معركة الوجود؟، والتاريخ لن يرحم من وقف متفرجاً، والدماء التي تُسفك اليوم ستكون شاهدًا على خيانة الصامتين، والمحكمة الدولية، والأمم المتحدة، ومنظمات الحقوق، كلها أدواتٌ يجب أن تتحرك الآن، قبل أن تصبح غزة صفحةً مُسوَّدةً في سجل الإبادة.
أما إسرائيل وأعوانها، فليعلموا أن محاولاتهم لطمس الهوية الفلسطينية ستتحطم على صخرة الصمود، وغزة تُعلّم العالم أن الحق لا يُقتل بالقنابل، وأن الشعوب التي تؤمن بقضيتها لا تُهزم، وفكما سقطت مخططات التطهير العرقي في التاريخ، سيسقط هذا المخطط، وسيبقى أسم فلسطين يُرعب الظالمين،
واليوم، السعودية تقود المعركة، وغداً سيُولد من رحم هذا الظلم جيلٌ عربيٌ جديدٌ يعرف أن النصر ليس حلماً، بل قراراً.