طبيب ريفي إنجليزي أول من اكتشف علاج «الجدرى».. اعرف قصته

يعتبر مرض الجدرى من أكثر الأمراض الجلدية المعدية، وقد عانى منها البشر على مر العصور وبجميع الدول، والآن أصبح يوجد مصل لهذا المرض المعدي، ويتساءل البعض عن الشخص الذي اكتشف علاج مرض الجدرى.
قصة مكتشف علاج الجدرى
وقبل 129 سنة، كان هناك شخص يدعى دار إدوارد جينر، وهو طبيب ريفي إنجليزي من جلوسترشاير، وهو من اكتشف علاج مرض الجدرى الذي تسبب في مصرع العديد من المواطنين.
الشاب دار إدوارد جينر كان حينها في كلية الطب، واطلع على ملاحظات عمال المزارع والأطباء الريفيين الإنجليز، والتي تفيد بأن المصابين بمرض جدرى البقر، الذى يسبب ظهور بثور على ضروع الأبقار.
الفرق بين جدرى البقر وجدرى البشر
واكتشف الطبيب أن مرض جدرى البقر على عكس الجدرى الذي يصاب به البشر، حيث أنه يسبب طفحًا جلديًا حادًا وحمى خطيرة لدى البشر، بينما جدرى البقر يتسبب في أعراض مرضية قليلة لدى هؤلاء النساء، وذلك وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
متي اكتشف لقاح الجدرى؟
وفي وقت من الأوقات خاصة في يوم 14 مايو 1796، أخذ الطبيب سائلاً من بثرة جدري البقر لدى إحدى حلّابات الأبقار، وخدش بها جلد جيمس فيبس، وهو صبي في الثامنة من عمره.
وبعد تلك التجربة على الطفل ظهرت بثرة واحدة في مكانها، لكن جيمس سرعان ما تعافى، في 1 يوليو، طعم جينر الصبي مرة أخرى، هذه المرة بمادة الجدري، ولم يُصب بأي مرض.
كما يذكر أنه بعد ثلاث سنوات، استخدم جينر لأول مرة مصطلح لقاح للعلاج، وهو مشتق من الكلمة اللاتينية التي تعني بقرة.
أوربا تستخدم لقاح جينر لعلاج الجدرى
وبعد ذلك تسارع الأطباء في جميع أنحاء أوروبا على استخدام تقنية جينر المبتكرة، مما أدى إلى انخفاض حاد في عدد المصابين الجدد بهذا المرض الفتاك.
تطوير لقاح الجدرى.. على طريقة جينر
كما نجح العلماء، بعد ذلك في تطوير لقاح الجدرى في القرنين التاسع عشر والعشرين، عن طريق اتباع نموذج جينر، وهى لقاحات جديدة لمكافحة العديد من الأمراض الفتاكة.
وهذه اللقاحات مثل لقاح شلل الأطفال، والسعال الديكي، والحصبة، والكزاز، والحمى الصفراء، والتيفوس، والتهاب الكبد الوبائي ب، وغيرها الكثير.
وفي عام 1970، تم تطوير لقاحات أكثر تطورًا ضد الجدرى، حيث نجحت برامج التطعيم الدولية، كتلك التي نفذتها منظمة الصحة العالمية، في القضاء على الجدري في جميع أنحاء العالم.
معلومات عن مرض الجدرى
يعتبر الجدرى أحد الأمراض الفيروسية المعدية التي أثرت على البشر منذ قرون، وقد تم القضاء عليه بفضل برامج التطعيم العالمية في القرن العشرين، لكنه لا يزال يمثل نقطة هامة في تاريخ الطب.
كما يعد الجدرى مرض معدٍ ناتج عن فيروس الجدرى (Variola virus) الذي ينتمي إلى عائلة الفيروسات الجديرية، كان الجدرى يُصنف من بين أخطر الأمراض الفيروسية، حيث كانت معدلات الوفاة عالية جداً في الأشخاص غير المطعمين، ينتقل الفيروس من شخص لآخر من خلال الرذاذ التنفسي أو من خلال ملامسة الجلد المصاب، وفي العصور القديمة كان الجدرى يشكل تهديدًا حقيقيًا للصحة العامة ويُصنف كواحد من الأمراض المدمرة في العالم.
ما هى أعراض مرض الجدرى؟
تبدأ أعراض الجدرى عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 7 إلى 17 يومًا من التعرض للفيروس، وهي الفترة التي يتكاثر فيها الفيروس في الجسم قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، فيما يلي بعض الأعراض الشائعة التي قد تظهر في مرحلة مبكرة:
الحمى، يبدأ مرض الجدرى في الغالب بحمى شديدة، تتراوح درجة الحرارة بين 38 إلى 40 درجة مئوية، قد يكون المريض مصابًا أيضًا بالقشعريرة والتعرق الزائد.
الإرهاق والضعف، حيث يشعر المرضى المصابون بالجدرى عادةً بالإرهاق العام والضعف، مما قد يجعلهم غير قادرين على القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
آلام الرأس وعضلات الجسم، حيث يعاني العديد من المصابين بالجدرى من صداع قوي وآلام في العضلات والمفاصل، وهي أعراض مشابهة للعديد من الأمراض الفيروسية الأخرى.
ظهور الطفح الجلدي، وذلك بعد حوالي 2-4 أيام من ظهور الحمى، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور، وعادةً ما يبدأ على الوجه والأطراف قبل أن ينتشر إلى باقي أجزاء الجسم، يبدأ الطفح الجلدي على شكل بقع حمراء صغيرة، ثم يتحول إلى بثور مملوءة بالسوائل.
البثور والقشور، تظهر خلال الأيام التالية، حيث تتحول البثور إلى قشور جافة، وتبدأ في التساقط بعد حوالي 3-4 أسابيع، هذه المرحلة هي مرحلة انتقال العدوى حيث يمكن أن ينتقل الفيروس بسهولة من خلال ملامسة الجلد المصاب.
مشاكل أخرى، فقد يعاني المريض من صعوبة في التنفس، والتهاب العين، والقيء في بعض الحالات الشديدة، يمكن أن يصاب المرضى بحالة من الجفاف نتيجة لفقدان السوائل بسبب الحمى الشديدة والتعرق الزائد.