لماذا أوصى النبي بقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة؟.. الإفتاء توضح

الإفتاء توضح أن «آية الكرسي» ليست آيةً عادية من القرآن الكريم بل هي «أعظم آية» وردت في كتاب الله عز وجل، إذ اجتمعت فيها صفات الله العليا وأسماؤه الحسنى بطريقة لا نظير لها في غيرها من آيات الذكر الحكيم، وقد أجمعت «الإفتاء» وعلماء الأمة على مكانة هذه الآية العظيمة في قلوب المسلمين وفي سلوكهم اليومي وعبادتهم وخاصة بعد أداء الصلوات.
وقد أشار الدكتور «محمود شلبي» أمين الفتوى في «دار الإفتاء المصرية» إلى أهمية المداومة على تلاوة آية الكرسي عقب كل صلاة مفروضة أو حتى نافلة موضحًا أن من يواظب على قراءتها بعد كل صلاة يكون في طريقه إلى الجنة وأن ما يفصله عنها هو «الموت فقط» لأن الأعمال تتوقف عند الوفاة أما الثواب فلا ينقطع لمن عمل بالفرائض وابتعد عن الكبائر.
أسباب توصي بها الإفتاء بقراءة آية الكرسي بعد الصلاة
بحسب ما جاء في بيان «الإفتاء» فإن قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ترتبط بثلاث فضائل عظيمة أولها أنها «تعدل ربع القرآن الكريم» في الثواب والأجر وهو أمر يضع هذه الآية في مرتبة سامقة لا يمكن تجاهلها لمن يرجو رضا الله والجنة.
أوضحت «الإفتاء» أن آية الكرسي تمثل درعًا منيعًا وحصنًا حصينًا ضد الشيطان، فهي تحفظ قارئها من وساوسه وهجماته الخفية وتمنحه شعورًا بالأمان والسكينة.
وبيّنت «الإفتاء» أن من يقرأها بانتظام عقب كل صلاة ويؤدي الفرائض ويتجنب الكبائر فإن «دخوله الجنة لا يمنعه سوى الموت» ما يعني أن الآية تمثل مفتاحًا روحيًا لباب الجنة وفق ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الإفتاء تذكر بأحاديث النبي عن آية الكرسي
اعتمدت «الإفتاء» في فتواها على عدد من الأحاديث النبوية الصحيحة والتي نقلها الصحابة الكرام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها قوله «من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت» وهو حديث يؤكد مكانة الآية ويحث على المواظبة عليها بلا انقطاع.
وفي حديث آخر نقله النبي عن هذه الآية قال «والذي نفسي بيده إن لها لسانًا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش» وفي هذا تشريف كبير لآية الكرسي يكشف عن عمق ارتباطها بالعرش الإلهي ومكانتها بين آيات الكتاب الحكيم.
لماذا تسمى بآية الكرسي؟.. الإفتاء تشرح المعنى
تقدم «الإفتاء» تفسيرًا مبسطًا لسبب تسمية هذه الآية باسم «آية الكرسي» إذ يشير «الكرسي» إلى أساس الحكم والسلطان وهو من الرموز العظيمة التي تدل على الملك والقدرة والسيطرة المطلقة التي ينفرد بها الله سبحانه وتعالى.
وقد ربطت «الإفتاء» هذا المعنى بما ورد في الآية من صفات الإله الواحد مثل «الحي القيوم» و«وسع كرسيه السماوات والأرض» مما يجعل من هذه الآية إعلانًا واضحًا عن الألوهية والهيمنة الكاملة لله تعالى على كل شيء.
الإفتاء تؤكد الحماية الروحية لآية الكرسي
أبرزت «الإفتاء» فائدة عظيمة أخرى لآية الكرسي تتعلق بالحماية الروحية للفرد إذ إن من يقرأها عند النوم أو في الصباح والمساء يُحصَّن من «العين والسحر والمس والجن» بحسب ما ورد عن النبي الكريم، فهي بمثابة درع إيماني يحمي صاحبه من الشرور الظاهرة والخفية.
وأشارت «الإفتاء» إلى أن هذه الآية تحتوي على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى وهو ما يزيد من قيمتها ويدفع المسلم للاعتماد عليها في أدعيته وأذكاره اليومية.
الإفتاء تحث على الالتزام بتلاوتها بعد كل صلاة
في ضوء هذه الفضائل المتعددة، شددت «الإفتاء» على ضرورة أن يلتزم المسلم بقراءة آية الكرسي عقب كل صلاة سواء كانت فرضًا أو نافلة لأن ذلك سلوك يُرضي الله ويمنح النفس طمأنينة ويزيد الإيمان.
كما بيّنت «الإفتاء» أن كثيرًا من المسلمين يغفلون هذا الذكر البسيط رغم أنه من أعظم الأذكار التي يستطيع بها المؤمن أن يقترب إلى الله عز وجل ويؤمّن نفسه في الدنيا ويرجو الثواب في الآخرة.
الإفتاء تختتم بتوصية للمسلمين جميعًا
وختمت «الإفتاء» توصيتها للمسلمين بالتأكيد على أن آية الكرسي كنز لا يستهان به في حياة كل مؤمن وأن المداومة عليها يجب أن تكون من أولويات المسلم بعد كل صلاة لأنها تحمل معه الحفظ والوقاية والمغفرة والثواب بإذن الله.
تظل «الإفتاء» بذلك المرجع الديني الأمين الذي يحرص على تبيان جماليات الدين وأسراره وأحكامه بما يعين المسلم على طاعة ربه والتمسك بهديه في كل وقت.