«The History of Sound» يبهر جمهور كان.. وبول ميسكال يخطف الأنظار

انطلق منذ قليل المؤتمر الصحفي الخاص بفيلم «The History of Sound»، ضمن فعاليا مهرجان كان السينمائي الدولي من الدورة الـ77، في أول عرض عالمي للفيلم، الذي يُشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان هذا العام.
ويقوم ببطولة الفيلم النجم الإيرلندي الصاعد بول ميسكال، والذي حضر العرض العالمي الأول وشارك في جلسات التصوير على السجادة الحمراء، ما أضفى حضورًا بارزًا ولافتًا، في ظل غياب زميله في البطولة جوش أوكونور بسبب ارتباطه بتصوير فيلم جديد مع المخرج الشهير ستيفن سبيلبرج.
قصة رومانسية وسط أهوال الحرب
الفيلم من إخراج الجنوب أفريقي أوليفر هيرمانوس، ويستند إلى قصة قصيرة للكاتب بن شاتوك تحمل الاسم نفسه، ويدور في أجواء الحرب العالمية الأولى، حيث يتناول علاقة رومانسية مؤثرة بين شابين في معهد بوسطن للموسيقى، هما ليونيل (بول ميسكال) وديفيد «جوش أوكونور».
ويجتمع الشابان في مهمة لتوثيق وتسجيل الأغاني الشعبية الأمريكية في زمن الحرب، حيث تنشأ بينهما علاقة إنسانية متشابكة، تمزج بين الحب والموسيقى والذاكرة، في سياق درامي شاعري.
ويسلط الفيلم الضوء على تأثير الحرب في النفوس، وكيف يمكن للحب أن يزهر حتى في أكثر الظروف قسوة.
وتمتاز المعالجة السينمائية بلغة بصرية حساسة، وموسيقى تصويرية تعزز من التجربة الشعورية التي ينقلها العمل.
حضور ميسكال وتألقه
كان بول ميسكال نجم الحدث خلال المؤتمر والعرض الأول، إذ لاقى ترحيبًا واسعًا من الصحافة العالمية، وأثنى الحضور على أدائه الرقيق والمؤثر، الذي يظهر تطورًا واضحًا في مسيرته الفنية، بعد نجاحه اللافت في فيلم «Aftersun».
وقد ظهر ميسكال على السجادة الحمراء بإطلالة أنيقة، وجذب عدسات المصورين، وتفاعل معه الجمهور ومحبو السينما العالمية، في أحد أبرز لحظات المهرجان حتى الآن.
إشادة نقدية مبكرة
منذ عرض الفيلم، انهالت التعليقات الإيجابية من النقاد، الذين وصفوا "The History of Sound" بأنه عمل درامي متكامل يجمع بين الرقة والعمق.
وأشادوا خصوصًا بالأداء المشترك بين ميسكال وأوكونور، حيث أظهرا كيمياء عالية على الشاشة، رغم أن تصوير بعض المشاهد جرى في ظروف معقدة بسبب الجدول الزمني لكل نجم.
ورأى عدد من النقاد أن الفيلم يملك كل المقومات التي تجعله أحد أبرز المنافسين على جوائز المهرجان، بل وربما يمتد حضوره إلى موسم الجوائز العالمية القادمة، مثل الأوسكار والبافتا والغولدن غلوب.
كما نوهت بعض المراجعات إلى أن المخرج أوليفر هيرمانوس نجح في بناء عالم بصري ثري بالتفاصيل، ينقل المشاهد إلى تلك الحقبة التاريخية دون مبالغة أو افتعال، معتمداً على السرد الهادئ والأداء الداخلي العميق.
كان 2025.. حضور فني وثقافي رفيع
يُذكر أن مهرجان كان السينمائي 2025 يُقام في الفترة من 13 إلى 24 مايو، وسط حضور عالمي كبير، واهتمام إعلامي واسع.
وتترأس لجنة التحكيم هذا العام النجمة الفرنسية جولييت بينوش، التي أشادت في تصريح سابق بتنوع الأفلام المشاركة، وبالأصوات السينمائية الجديدة التي تظهر بقوة في هذه الدورة.
كما يُقدّم حفلي الافتتاح والختام النجم الفرنسي لوران لافيت، في أجواء احتفالية تشهد توافد نجوم السينما وصنّاع الأفلام من مختلف دول العالم.
ويحظى المهرجان هذا العام بجدول عروض مكثف لأعمال من قارات مختلفة، تتناول قضايا متنوعة، من الحروب والهجرة إلى الحب والتاريخ والمستقبل، ما يؤكد استمرار مكانة كان كأهم محفل سينمائي دولي.
«The History of Sound».. مرشح للذهب؟
مع التفاعل الإيجابي الذي حظي به الفيلم في عروضه الأولى، وتكامل عناصره الفنية، يبرز «The History of Sound» كأحد أبرز المنافسين على السعفة الذهبية لهذا العام، خاصة في ظل ندرة الأعمال التي تمزج الرومانسية بالتاريخ بالموسيقى بتلك الحساسية الفريدة.
ويبقى الجمهور والنقاد في ترقّب لما ستسفر عنه الأيام القادمة، سواء على صعيد جوائز المهرجان، أو على صعيد مسيرة الفيلم في صالات العرض وموسم الجوائز العالمي.