فرنسا تعزز الأمن حول المواقع اليهودية بعد هجوم واشنطن
في حادثة وقعت في العاصمة الأمريكية واشنطن وهزت الأوساط السياسية والدبلوماسية في الولايات المتحدة وإسرائيل، لقي اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية مصرعهما مساء الأربعاء، إثر إطلاق نار قرب المتحف اليهودي.
وأعلنت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نعوم، عن الحادث في بيان رسمي صدر في وقت لاحق من يوم الأربعاء، مؤكدة أن الهجوم أسفر عن مقتل الموظفين في ظروف وُصفت بـ«العبثية»، مشيرة إلى أن السلطات الفيدرالية والمحلية تبذل جهودًا مكثفة للتحقيق في ملابسات الحادث وتقديم الجاني إلى العدالة.
وقالت نعوم في منشور على منصة «إكس» (تويتر سابقًا): «قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية عبثًا الليلة بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، ونجري تحقيقًا حثيثًا ونعمل على جمع المزيد من المعلومات لمشاركتها، نرجو منكم الدعاء لعائلات الضحايا».
تعزيزات أمنية وقلق دولي
وفي أعقاب الحادث، أعلنت السلطات الفرنسية عن تعزيز التدابير الأمنية في المواقع المرتبطة بالجالية اليهودية، في خطوة احترازية تأتي بالتزامن مع توترات أمنية متزايدة حول العالم ضد المؤسسات والمراكز اليهودية.
ولم توضح السلطات الفرنسية ما إذا كانت هذه الإجراءات ناتجة عن تهديدات مباشرة أو أنها تأتي ضمن خطة تأهب أوسع، غير أن التوقيت يعكس حجم القلق الدولي من تكرار حوادث مماثلة.
إسرائيل تندد وتصف الهجوم بـ«الإرهابي»
وفي رد فعل غاضب، أصدر المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة بيانًا أدان فيه الهجوم بشدة، واصفًا إياه بأنه «عمل إرهابي معادٍ للسامية».
وجاء في البيان: «إطلاق النار المميت الذي وقع خارج قاعة الاحتفال في المتحف اليهودي بواشنطن العاصمة هو عمل إرهابي، وإن إلحاق الضرر بالمجتمع اليهودي تجاوزٌ للحدود، ونحن على ثقة بأن السلطات الأمريكية ستتخذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي».
وأضاف البيان أن إسرائيل تتابع عن كثب تطورات التحقيق، مؤكداً على التزام الحكومة الإسرائيلية بحماية مواطنيها وممثليها الدبلوماسيين حول العالم، معتبراً أن ما جرى يمثل تحدياً خطيراً للأمن الدبلوماسي والسلامة العامة.
مكتب التحقيقات الفيدرالي يدخل على الخط
من جانبها، قالت شرطة العاصمة واشنطن إنها باشرت تحقيقًا رسميًا في الحادث، مشيرة إلى أن فريقًا مختصًا يعمل على فحص كافة الملابسات، وتحديد هوية المهاجم ودوافعه المحتملة.
وفي بيان مقتضب، أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» أن وحداته المختصة استجابت للحادث بالتنسيق مع شرطة العاصمة، مشيرًا إلى أنه «لا يوجد تهديد مستمر حاليًا على الأمن العام»، في محاولة لطمأنة المواطنين والمقيمين في المنطقة.
مشتبه به قيد التحقيق
ونقلت شبكة «آيه.بي.سي» الأمريكية عن مصادر أمنية أن الشرطة تحتجز مشتبهًا به على خلفية الحادث، لكنها لم تكشف حتى الآن عن هويته أو تفاصيل ارتباطه بالضحايا، في انتظار نتائج التحقيقات الأولية.
وأشارت المصادر إلى أن السلطات الأمنية تتعامل مع الملف بحساسية كبيرة نظرًا لطبيعة الضحايا وانعكاسات الحادث على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فضلًا عن التوقيت الحرج الذي يشهد تصاعدًا في التوترات الدبلوماسية في عدد من مناطق العالم.
فعالية يهودية لحظة وقوع الهجوم
وفي تطور لافت، كشف موقع «أكسيو» الأمريكي أن اللجنة اليهودية الأمريكية كانت تنظّم فعالية داخل المتحف اليهودي وقت وقوع إطلاق النار في محيط المبنى.
وفي بيان عبر منصة «إكس»، أعربت اللجنة عن "حزنها العميق لوقوع عمل عنف شنيع خارج مكان الفعالية"، وأضافت: «وفي هذه اللحظة، وبينما ننتظر المزيد من المعلومات من الشرطة حول ما حدث بالضبط، فإن اهتمامنا وقلوبنا مع الضحايا وعائلاتهم».
مخاوف من تداعيات أوسع
ويخشى مراقبون من أن يؤدي الحادث إلى موجة توترات دبلوماسية وأمنية بين واشنطن وتل أبيب، خصوصًا مع وصفه بـ«الهجوم المعادي للسامية»، وهو ما قد يدفع الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ إجراءات مشددة لحماية البعثات الدبلوماسية الأجنبية، لا سيما الإسرائيلية منها.
ويأتي الحادث في وقت حساس تشهده العلاقات الدولية، حيث تتصاعد التوترات في عدة مناطق، مما يجعل الأمن الدبلوماسي أولوية قصوى في العواصم الكبرى.
ويبقى التحقيق الجاري هو الفيصل في تحديد ملابسات ودوافع الهجوم، وسط ترقّب دولي لما ستسفر عنه نتائج التحريات خلال الساعات المقبلة.
