السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

العدو الخفي في مطبخك.. «إسفنجة الصحون» تنقل الجراثيم أكثر من مقاعد الحمام

إسفنجة الصحون
إسفنجة الصحون

الجراثيم قد تكون أقرب إلى مطبخك مما تظنين، بل وأكثر مما تتوقعين، فبينما تعتقد كثير من ربات البيوت أن «إسفنجة الصحون» هي أداة التنظيف الأساسية التي تضمن لهن مطبخًا نظيفًا وآمنًا، فإن الدراسات الحديثة أثبتت أنها واحدة من أخطر مصادر «الجراثيم» في المنزل، وقد تفوق في تلويثها حتى «مقاعد الحمام»، ما يجعلها «العدو الخفي» الذي لا يُرى بالعين المجردة، ولكنه موجود ويتكاثر بسرعة إذا لم يتم التعامل معه بطريقة واعية ومدروسة.

خطر غير متوقع في أدوات التنظيف

قد يبدو من الغريب أن تكون «أداة التنظيف» هي نفسها مصدر التلوث، ولكن الحقيقة العلمية تقول إن «إسفنجة المطبخ» بسبب طبيعتها المسامية الرطبة التي تحتفظ ببقايا الطعام والرطوبة، تصبح بيئة مثالية لنمو وتكاثر أنواع مختلفة من «الجراثيم»، مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا والعنقوديات، وهذه «الجراثيم» قادرة على الانتشار بسهولة إلى الأواني والصحون وحتى إلى الطعام نفسه إذا لم يتم تنظيفها وتعقيمها باستمرار.

الأبحاث كشفت أن ملعقة إسفنجة واحدة يمكن أن تحتوي على مئات الملايين من الخلايا البكتيرية، ويُعد ذلك عددًا مخيفًا مقارنةً بعدد «الجراثيم» الموجودة على «مقعد المرحاض» في نفس المنزل، مما يطرح تساؤلًا مهمًا: كيف يمكن التعامل مع هذا التهديد غير المرئي؟.

كيف تنتشر «الجراثيم» من الإسفنجة إلى الطعام؟

عندما تُستخدم «الإسفنجة» المتسخة لتنظيف الصحون أو الأواني، فإن «الجراثيم» العالقة فيها تلتصق مباشرة بأسطح هذه الأدوات، وإذا لم يتم شطف الأطباق جيدًا أو استخدامها فور التنظيف، فقد تنتقل هذه «الجراثيم» إلى الطعام الذي يوضع فيها لاحقًا، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي وأمراض المعدة والأمعاء، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة.

الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ تشير دراسات إلى أن مجرد لمس الإسفنجة ثم لمس أسطح أخرى في المطبخ كالمقابض أو الهواتف المحمولة أو مناشف اليد، قد ينقل «الجراثيم» إليها، مما يُحوّل المطبخ بأكمله إلى بيئة خصبة للعدوى والمرض.

طرق فعالة لتقليل «الجراثيم» في إسفنجة الصحون

لحسن الحظ، هناك بعض الأساليب البسيطة والفعالة التي تساعد في تقليل كمية «الجراثيم» الموجودة في الإسفنجة ومنها:

تغيير الإسفنجة بانتظام كل 5 إلى 7 أيام وعدم انتظار ظهور الروائح الكريهة أو تغير اللون

تجفيف الإسفنجة جيدًا بعد كل استخدام ووضعها في مكان يسمح بمرور الهواء لمنع الرطوبة

تعقيم الإسفنجة إما بوضعها في الميكروويف لمدة دقيقة وهي مبللة قليلًا أو بغليها في الماء لمدة خمس دقائق

عدم استخدام الإسفنجة في تنظيف الأسطح المختلفة مثل الأحواض أو أسطح التقطيع

استبدال الإسفنج بالفرش البلاستيكية أو القماش القابل للغسل والتجفيف والتي تحتفظ بكمية أقل من «الجراثيم»

بدائل أكثر أمانًا من الإسفنجة التقليدية

في السنوات الأخيرة بدأت الأسواق في تقديم أدوات تنظيف بديلة وأكثر أمانًا من الإسفنج التقليدي مثل:

الفرش المصنوعة من السيليكون التي لا تحتفظ بالرطوبة ويمكن غسلها بسهولة

القماش المصنوع من الألياف الدقيقة الذي يمكن غسله في الغسالة وتعقيمه بانتظام

الإسفنج القابل لإعادة الاستخدام والقابل للغلي والذي صُمم خصيصًا للحد من نمو «الجراثيم»

هذه البدائل لا تضمن فقط تنظيفًا أكثر فاعلية، بل تقلل من فرص نقل العدوى وتحافظ على صحة الأسرة.

مفاهيم خاطئة يجب تصحيحها

يعتقد البعض أن غسل الإسفنجة بالماء والصابون بعد الاستخدام كافٍ للتخلص من «الجراثيم»، بينما أظهرت الدراسات أن هذه الطريقة قد تزيل جزءًا من البكتيريا السطحية، لكنها تترك كميات ضخمة من «الجراثيم» داخل الإسفنجة، بل وتُسهم في تكاثرها عن طريق إزالة البكتيريا الضعيفة فقط، ما يسمح للأقوى بالبقاء والتكاثر.

الاعتقاد بأن رائحة الإسفنجة النظيفة تعني خلوها من «الجراثيم» هو الآخر مفهوم مغلوط، فالكثير من البكتيريا لا تُنتج روائح يمكن ملاحظتها، ما يجعل الاعتماد على حاسة الشم وحدها وسيلة غير موثوقة للحكم على نظافة الإسفنجة.

إسفنجة واحدة قد تهدد صحة العائلة بأكملها

الإهمال في تنظيف أو تغيير «الإسفنجة» لا يؤثر فقط على جودة تنظيف الأواني، بل قد يؤدي إلى نقل الأمراض بشكل مباشر عبر الطعام أو الأدوات الملامسة للفم، وهو ما يجعل من «إسفنجة الصحون» أداة يجب التعامل معها بكثير من الحذر والوعي، والحرص على استبدالها أو تعقيمها باستمرار.

الوقاية من مخاطر «الجراثيم» تبدأ من الوعي بخطورة بعض الأدوات اليومية التي نستخدمها بدون تفكير، و«إسفنجة الصحون» على الرغم من صغر حجمها، إلا أنها قد تكون محورًا كبيرًا لنقل التلوث في المطبخ، لذا من المهم أن يتم التعامل معها كما يتم التعامل مع أي أداة قد تمس صحة الأسرة مباشرة.

تم نسخ الرابط