الأحد 25 مايو 2025 الموافق 27 ذو القعدة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

قدم شاركوت في مرضى السكري.. خطر خفي يدمر العظام

قدم شاركوت
قدم شاركوت

السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا حول العالم، ولا يتوقف تأثيره عند اضطراب مستويات السكر في الدم فقط، بل يمتد ليشمل مضاعفات خطيرة قد تكون غير معروفة للكثيرين، ومن أخطر تلك المضاعفات ما يُعرف باسم «قدم شاركوت»، تلك الحالة الصامتة التي قد تبدأ بشكل غير ملحوظ ولكنها تنتهي بتدمير عظام القدم والمفاصل وتشوهات قد تصل إلى الإعاقة الكاملة، ويسلط القارئ نيوز في هذا المقال الضوء على هذه الحالة الطبية المعقدة وشرح أسبابها ومظاهرها وكيف يمكن الوقاية منها والتعامل معها مبكرًا.

ما هي قدم شاركوت؟

تُعرف «قدم شاركوت» بأنها أحد المضاعفات النادرة ولكن الخطيرة لمرضى السكري، وتحدث نتيجة لتلف الأعصاب الطرفية الذي يفقد المريض الإحساس الطبيعي بالألم أو الحرارة أو الضغط في القدم، مما يؤدي إلى استمرار استخدام القدم المصابة بالرغم من وجود إصابات داخلية، ويتسبب ذلك في حدوث كسور صغيرة وتدهور في المفاصل والعظام دون أن يشعر المريض، ومع مرور الوقت تبدأ هذه الكسور في التفاقم مما يغير شكل القدم تمامًا وقد يؤدي إلى الانهيار الكامل لقوس القدم.

السكري وتأثيره على الأعصاب الطرفية

إن «السكري» المزمن يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي، وخاصة الأعصاب الطرفية التي تغذي القدمين، وتُعد «الاعتلالات العصبية» واحدة من أبرز أسباب الإصابة بـ«قدم شاركوت»، حيث يفقد المريض القدرة على الشعور بالألم الناتج عن إصابة أو التواء أو حتى كسر، مما يجعله يستمر في المشي على القدم المصابة دون علمه، وهذا ما يزيد الوضع سوءًا، ومع الوقت قد تتورم القدم وتبدأ في الاحمرار وتزداد درجة حرارتها مقارنة بالقدم الأخرى، وهي أعراض مبكرة ينبغي عدم تجاهلها.

مراحل تطور قدم شاركوت

تمر «قدم شاركوت» بعدة مراحل تبدأ بما يُعرف بـ«المرحلة الالتهابية»، حيث تبدأ الأنسجة والعظام في التفتت دون أن يشعر المريض، ثم تليها مرحلة «إعادة البناء»، وفيها يبدأ الجسم في ترميم العظام المكسورة بشكل غير منتظم مما يؤدي إلى تغير شكل القدم، وفي النهاية تصل الحالة إلى مرحلة التشوه الكامل للقدم أو الكاحل مما قد يعوق القدرة على المشي، وقد يتطلب الأمر في الحالات المتقدمة الخضوع لعمليات جراحية أو حتى البتر إذا لم يتم التدخل مبكرًا.

تشخيص الحالة مبكرًا هو مفتاح النجاة

من أبرز المشكلات المرتبطة بـ«قدم شاركوت» أنها تشبه في بدايتها العدوى أو الالتهابات البسيطة، ولهذا يتأخر الكثيرون في التشخيص، لذلك يُنصح أي مريض بـ«السكري» يشعر بانتفاخ أو حرارة أو احمرار في إحدى القدمين دون سبب واضح، بالتوجه فورًا إلى الطبيب المختص، حيث يمكن استخدام الأشعة السينية أو الرنين المغناطيسي للكشف عن الكسور الدقيقة أو التغيرات في المفاصل، وكلما كان التشخيص مبكرًا كانت فرص العلاج أفضل.

كيف يتم علاج قدم شاركوت؟

يعتمد علاج «قدم شاركوت» على المرحلة التي تم فيها اكتشاف الحالة، ففي المراحل المبكرة يُنصح باستخدام الجبائر أو الأحذية الطبية المخصصة لتقليل الضغط على القدم، وقد يوصي الطبيب بالراحة التامة وعدم تحميل أي وزن على القدم المصابة حتى تلتئم الكسور، وفي الحالات المتقدمة قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لتثبيت العظام أو تصحيح التشوهات، والهدف الأساسي من العلاج هو حماية القدم من المزيد من الضرر والحفاظ على القدرة على المشي.

الوقاية خير من العلاج

نظرًا لخطورة المضاعفات التي قد يسببها «السكري» على الأطراف، يجب على كل مريض الالتزام بمتابعة صحته بشكل منتظم، ويشمل ذلك فحص القدمين يوميًا ومراقبة أي تغيّرات غير معتادة مثل التورم أو الاحمرار أو التقرحات، وارتداء الأحذية الطبية المناسبة وتجنب المشي حافي القدمين، كما يجب ضبط مستوى السكر في الدم بدقة، فذلك هو المفتاح الأساسي لمنع تلف الأعصاب والتقليل من احتمالية الإصابة بـ«قدم شاركوت».

أهمية التوعية والمتابعة المنتظمة

لا يكفي أن يعرف مريض «السكري» معلومات عامة عن المرض، بل من المهم أن يكون على وعي تام بكل ما يمكن أن يترتب عليه من مضاعفات، خاصة تلك التي تظهر دون ألم أو أعراض واضحة، ولهذا يجب أن تكون هناك حملات توعوية طبية موجهة لمرضى «السكري» وأسرهم حول «قدم شاركوت» ومخاطرها، كما ينبغي تدريب الطواقم الطبية على التشخيص السريع والدقيق للحالة، لأن أي تأخير قد تكون نتائجه كارثية.

«قدم شاركوت» تمثل تحديًا كبيرًا لمرضى «السكري» وللأطباء على حد سواء، فهي حالة معقدة تبدأ بشكل بسيط ولكنها قد تؤدي إلى نهاية مأساوية إذا لم تُكتشف مبكرًا، لذلك فإن التعامل الواعي مع المرض ومتابعة القدمين بشكل يومي والفحص الطبي المنتظم يمكن أن يحدث فرقًا هائلًا في مستقبل المريض، ويظل الوعي هو السلاح الأقوى في وجه هذا «الخطر الخفي» الذي يهدد عظام القدم بصمت.

تم نسخ الرابط