كارثة كادت أن تقع بقلب القاهرة..تسريب غاز بمحطة وقود رمسيس يثير الذعر
كشفت مصادر أمنية عن تفاصيل مثيرة بشأن حادث محطة وقود «التعاون» الواقعة بشارع رمسيس، مساء اليوم الأحد، والذي تسبب في حالة من الفزع بين المواطنين بسبب صوت قوي صادر من الموقع.
ورغم الهلع الذي اجتاح المارة ورواد محطة الوقود، فقد تمكنت قوات الحماية المدنية من التدخل السريع ومنع حدوث كارثة ضخمة كانت ستؤثر على واحدة من أكثر مناطق العاصمة ازدحامًا بالسكان والحركة المرورية.
صوت انفجار يهز شارع رمسيس
تفاصيل الواقعة بدأت عندما فوجئ المواطنون المتواجدون في شارع رمسيس بصوت قوي يشبه الانفجار، صادر من محطة وقود تقع أمام مسجد الفتح الشهير، ما دفع كثيرين للفرار من الموقع وسط حالة من الهلع والارتباك.
وأشارت مصادر أمنية إلى أن الصوت نتج عن تسريب من خزان الغاز الطبيعي (التانك) داخل المحطة، وهو ما تسبب في صوت الضغط المفاجئ الذي تم تفسيره في البداية على أنه انفجار.
تدخل عاجل من الحماية المدنية
بمجرد ورود البلاغ، تحركت قوات الحماية المدنية بسرعة فائقة إلى موقع الحادث، وتمكنت من السيطرة على الموقف خلال دقائق معدودة، قبل أن تتحول الأزمة إلى حريق مدمر أو انفجار كارثي.
وقد دفعت الحماية المدنية بعدد من سيارات الإطفاء والتدخل السريع، مع فرض كردون أمني حول المحطة ومحيطها لتأمين المنطقة، ومنع اقتراب المواطنين حفاظًا على سلامتهم.
وأكدت المصادر أن التدخل السريع ساهم بشكل رئيسي في تفادي خسائر بشرية ومادية جسيمة، خاصة أن المنطقة تشهد ازدحامًا مروريًا كبيرًا طوال ساعات اليوم.
تحقيقات موسعة لمعرفة أسباب التسريب
وأفادت المعاينة الأولية التي أجرتها الأجهزة المختصة أن الحادث نتج عن تسريب غاز طبيعي من الخزان الرئيسي داخل محطة الوقود، دون وجود مؤشرات أولية على حدوث تماس كهربائي أو أعمال تخريبية.
وأكدت الجهات المعنية أن التحقيقات ما زالت جارية للوقوف على أسباب التسريب بدقة، والتحقق من مدى التزام المحطة بإجراءات السلامة والوقاية، وأعمال الصيانة الدورية الخاصة بخزانات الغاز الطبيعي.
كما بدأت النيابة العامة الاستماع إلى أقوال العاملين بالمحطة وشهود العيان، مع طلب تقرير فني من الدفاع المدني حول الحالة الفنية للمعدات المستخدمة بالموقع.
إشادة بسرعة الاستجابة.. وإنقاذ شارع رمسيس من كارثة
من جانبها، أشادت الجهات التنفيذية والأمنية بسرعة تحرك قوات الحماية المدنية، واحترافية تعاملهم مع الحادث، معتبرة أن الأمر كان يمكن أن يتحول إلى «كارثة كبرى» لولا الاستجابة الفورية واتباع البروتوكولات الأمنية الصارمة.
وصرّح مصدر أمني مسؤول بأن شارع رمسيس "نجا من سيناريو مأساوي"، خصوصًا أن محطة الوقود تقع في منطقة حيوية مكتظة بالمارة والمحال التجارية، ومحاطة بعدد من المنشآت الحيوية والدور السكنية.
المواطنون يروون لحظات الرعب
عدد من المواطنين المتواجدين قرب مكان الحادث وصفوا اللحظة الأولى لتسريب الغاز بـ«المخيفة»، مؤكدين أنهم سمعوا صوتًا عاليًا يشبه الانفجار، تبعه خروج أبخرة من خزان الغاز، ما دفع الجميع للفرار بسرعة.
وقال أحد شهود العيان: «كنا بنمشي في الشارع وفجأة سمعنا صوت زي فرقعة قوية جدًا.. الناس جريت بعيد، وفيه ناس كانت بتصرخ، بعدها شوفنا سيارات الإطفاء وصلت بسرعة، وكان في رجال الحماية لابسين بدلات وبيتحركوا بسرعة علشان يقفلوا التانك».
مطالب بتشديد الرقابة على محطات الوقود
الحادث أعاد إلى الواجهة مطالبات المواطنين بضرورة تشديد الرقابة الفنية على محطات الوقود، خاصة تلك التي تعتمد على الغاز الطبيعي في التشغيل أو التعبئة.
وطالب خبراء السلامة المهنية بتفعيل دور لجان التفتيش الدوري على المحطات، وإلزام أصحابها بتحديث أنظمة الكشف المبكر عن التسريبات، وتدريب العاملين على التعامل الفوري مع مثل هذه الحوادث.
لا إصابات.. والحياة تعود تدريجيًا للمكان
أكدت المصادر الأمنية والطبية عدم تسجيل أي إصابات بشرية جراء الحادث، وعودة الحياة تدريجيًا إلى شارع رمسيس بعد رفع الكردون الأمني.
وأشارت إلى أن المحطة ستظل مغلقة مؤقتًا لحين الانتهاء من التحقيقات، ومعاينة جميع الخزانات وخطوط التوصيل للتأكد من السلامة الكاملة.
