كارثة الكوليرا في السودان.. آلاف الإصابات وسط أزمة إنسانية متفاقمة

أعلنت وزارة الصحة السودانية، الثلاثاء، عن ارتفاع حاد في حالات الإصابة بالكوليرا، مسجلة أكثر من 2700 حالة و172 وفاة خلال أسبوع واحد، وسط ظروف صحية وإنسانية صعبة في البلاد، خاصة في ولاية الخرطوم.

الخرطوم بؤرة التفشي.. 90% من الإصابات في العاصمة

أوضحت الوزارة أن نسبة 90% من الإصابات سجلت في ولاية الخرطوم، التي تعاني من انقطاعات متكررة في خدمات المياه والكهرباء بسبب النزاع المسلح بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني المستمر منذ أبريل 2023، أدى هذا الوضع إلى تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار المرض بسرعة.

تحذيرات أطباء بلا حدود.. انتشار سريع وخطير للكوليرا

حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تصاعد تفشي الكوليرا في الخرطوم، مشيرة إلى تسجيل 2500 إصابة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة و51 وفاة. 

وأكدت أن هناك ما يقرب من 500 حالة مشتبه بها في يوم واحد فقط، مما يضع ضغطًا هائلًا على المراكز الصحية التي تستقبل المرضى، خاصة في مدينتي الخرطوم وأم درمان.

مراكز العلاج تحت ضغط شديد

استقبل مركزان رئيسيان لعلاج الكوليرا في أم درمان أكثر من 570 مريضًا خلال فترة قصيرة من 17 إلى 21 مايو، ما يعكس أزمة حقيقية في توفير الرعاية الطبية الكافية للمرضى، في ظل نقص الموارد والإمكانات الطبية.

أسباب انتشار الكوليرا.. أزمة المياه والصرف الصحي

تفاقمت الأزمة بسبب انعدام البنية التحتية، خصوصًا في مجالات المياه النظيفة والصرف الصحي. يعتمد انتقال مرض الكوليرا بشكل رئيسي على المياه الملوثة، حيث يؤثر انقطاع إمدادات المياه وتعطل خدمات الصرف الصحي سلبًا على قدرة السكان على الحفاظ على النظافة الشخصية والعامة، مما يزيد من معدلات الإصابة.

نداءات للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية

دعت منظمة أطباء بلا حدود والجهات المعنية إلى تقديم دعم عاجل لتعزيز جهود المياه والصرف الصحي والنظافة في الخرطوم، لتجنب كارثة صحية أوسع.

 وأشارت إلى ضرورة تسهيل وصول المساعدات الإنسانية وتوفير المستلزمات الطبية الضرورية لمواجهة المرض.

المعاناة الإنسانية بين النزاع الصحي والقتالي

تعيش العاصمة الخرطوم تحت وطأة الصراع المسلح الذي يعيق وصول الدعم والرعاية الطبية للمتضررين، كما يزيد من معاناة السكان الذين يواجهون صعوبة في الحصول على المياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية الأساسية، ما يفاقم انتشار الأمراض المعدية مثل الكوليرا.

جهود وزارة الصحة.. تحديات كبيرة في مواجهة الوباء

بينما تبذل وزارة الصحة جهودًا كبيرة لتعزيز فرق التدخل السريع وتوفير المستلزمات الطبية وتنظيم حملات التوعية، إلا أن استمرار النزاع والتدهور الأمني يعيقان فعالية هذه الجهود، مما يجعل السيطرة على انتشار المرض أمرًا في غاية الصعوبة.

ضرورة التحرك السريع لإنقاذ حياة الآلاف

تُعد الأزمة الصحية في السودان تحذيرًا دوليًا بضرورة تدخل عاجل لإنقاذ حياة آلاف المواطنين، وتوفير بيئة صحية آمنة للحد من انتشار الكوليرا. 

يتطلب ذلك تعاونًا محليًا ودوليًا لتوفير المياه النظيفة، وتحسين الصرف الصحي، ودعم النظام الصحي في السودان.

ويبقى تفشي الكوليرا في السودان مثالًا مأساويًا على تداخل الأزمات الصحية مع النزاعات المسلحة، حيث أن عدم الاستقرار الأمني يُعرقل تقديم الخدمات الصحية الضرورية، ويضع حياة المدنيين في خطر.

 الحلول العاجلة والمستدامة تحتاج إلى تنسيق دولي وإقليمي لضمان حماية سكان السودان من وباء قاتل وانتشاره المتسارع.

آثار الكوليرا على الحياة اليومية للسكان

تسبّب تفشي الكوليرا في شلل كبير للحياة اليومية في الخرطوم، حيث تجنب الكثيرون الخروج خوفًا من العدوى، وتأثرت الأسواق والمدارس والأنشطة الاقتصادية بشكل ملحوظ.

 كما يعاني الأطفال والنساء وكبار السن بشكل خاص من تداعيات المرض، ما يستدعي تعزيز الدعم الموجّه لهذه الفئات الأكثر ضعفًا.

 وتظل الحاجة ماسة إلى توفير مياه نظيفة وصرف صحي آمن لحماية المجتمع من موجات تفشٍ جديدة.