الإثنين 02 يونيو 2025 الموافق 06 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة

مايكل روكفلر.. «الوريث الذي أكلته الأدغال».. اختفاء غامض لحفيد أول ملياردير بالعالم

القارئ نيوز

في عائلات النخبة والأثرياء، لا يسير الأبناء دومًا على خطى آبائهم، وهو ما حدث مع «مايكل روكفلر»، أحد أحفاد أسرة «آل روكفلر» الأمريكية ذات النفوذ العالمي، حين قرر أن يبتعد عن درب المال والسياسة، ويمضي في طريق العلم والمغامرة. 

قرارٌ بسيطٌ في ظاهره، لكنه غيّر مجرى حياته إلى الأبد، وانتهى باختفائه في واحدة من أغرب القصص التي لا تزال تشغل العالم حتى اليوم.

الشغف بالأنثروبولوجيا بدلًا من السياسة

ولد مايكل روكفلر عام 1938 في كنف واحدة من أكثر العائلات ثراءً ونفوذًا في العالم، فجده هو «جون روكفلر»، أول ملياردير في التاريخ، أما والده «نيلسون روكفلر» فكان حاكمًا لولاية نيويورك، ثم أصبح لاحقًا نائبًا لرئيس الولايات المتحدة.

رغم هذا الإرث الثقيل، لم ينشغل مايكل بالمال أو المناصب، فقد استهواه التاريخ والأنثروبولوجيا، وهو ما دفعه لدراسة الثقافات القديمة في جامعة هارفارد، حيث تخرج عام 1960، ثم خدم لفترة وجيزة في الجيش الأمريكي، قبل أن يقرر المضي في طريقه الخاص نحو استكشاف المجهول.

مغامرة نحو القبائل المنسية

لم يكن مايكل يبحث عن حياة اعتيادية، بل قرر الانطلاق في رحلة استكشافية نحو غينيا الجديدة، إحدى أكثر مناطق العالم عزلة، حيث لا تزال بعض القبائل تعيش كما كانت قبل قرون، رافقه في رحلته الباحث الهولندي «رينيه واسينج»، وسعى الشاب الأمريكي لجمع نماذج من فنون تلك القبائل لصالح متحف في نيويورك.

بدأ المغامران يتوغلان في المناطق النائية ويقيمان علاقات مع السكان الأصليين، مقايضين الأدوات المعدنية بالجماجم المرسومة والقطع النادرة.

 وكتب مايكل لوالده يخبره أنه جمع مجموعة فريدة من الجماجم، كانت لتصبح لاحقًا إحدى أهم معروضات المتحف الأمريكي، غير أن القدر لم يمنحه فرصة لرؤية ذلك.

تحذيرات لم يأخذها بجدية

كانت الخطة التالية لمايكل هي زيارة قبيلة «الأسمات»، المعروفة بممارسة طقوس أكل لحوم البشر، ورغم تحذيرات الكهنة المحليين، الذين قالوا إن «قناع الموت» يرتسم على وجهه، أصر مايكل على التوجه إليهم.

في 17 نوفمبر 1961، انطلق مايكل مع رينيه ومرشديهم المحليين في قارب خشبي عبر النهر. ولكن القارب تعطل بفعل الحمولة الزائدة، وقرر المرشدون السباحة نحو الشاطئ بحثًا عن النجدة، أما مايكل ورينيه، فبقيا في القارب حتى انقلب بفعل موجة قوية.

 حاول مايكل أن يسبح نحو اليابسة باستخدام علب وقود فارغة، بينما بقي رينيه في مكانه خوفًا من التماسيح، ليتم إنقاذه لاحقًا، بينما لم يُعثر على مايكل مطلقًا.

فرضيات عديدة.. وأجوبة غائبة

أطلقت الحكومة الهولندية عمليات بحث موسعة، شملت الطائرات والزوارق وآلاف السكان المحليين، وبتمويل مباشر من نيلسون روكفلر نفسه.

 لكن البحث انتهى دون العثور على أي أثر لمايكل، ورغم ذلك، ظهرت فرضيات عدة تشرح ما يمكن أن يكون قد حدث.

إحدى أكثر الروايات تداولًا، جاءت على لسان المبشر الهولندي «كورنيليوس فان كيسل»، الذي قال إن قوات الشرطة الهولندية قتلت خمسة من رجال قبيلة الأسمات قبيل اختفاء مايكل، وهو ما أثار رغبة السكان الأصليين في الثأر. 

ووفقًا لعاداتهم، كان لا بد من «دفع ثمن الدم»، وربما وقع مايكل فريسة لهذه التقاليد، وقُتل وأُكِل، وتم الاحتفاظ بجمجمته كتذكار مقدس.

الغموض لا يزال قائمًا

ورغم مرور أكثر من ستة عقود، لم يُعثر حتى الآن على أي رفات أو دليل مادي قاطع حول مصير مايكل روكفلر، ما أبقى قصته مفتوحة على كل الاحتمالات، من بينها روايات بقاءه حيًا لفترة في القبيلة، أو اندماجه مع السكان الأصليين، وهي فرضيات لا تستند إلى أدلة مؤكدة.

ويبقى اختفاء مايكل روكفلر واحدًا من أغرب ألغاز القرن العشرين، حيث اصطدمت الرغبة في المعرفة بواقع ثقافي مختلف تمامًا، ودفع المغامر الشاب ثمن حبه للاستكشاف، في واحدة من أكثر نهايات الأحلام العلمية مأساوية.

تم نسخ الرابط