الأربعاء 04 يونيو 2025 الموافق 08 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

ماكرون.. مصر قوة إقليمية لا غنى عنها لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط

السيسي وماكرون
السيسي وماكرون

«مصر».. تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين 2 يونيو 2025، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، والتطورات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وسط تأكيد مشترك على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وباريس، واستمرار التنسيق السياسي في الملفات ذات الاهتمام المشترك.

شراكة استراتيجية تعزز التعاون

وصرح المستشار محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الاتصال عكس عمق العلاقات الممتدة بين مصر وفرنسا، حيث عبّر الرئيسان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الثنائي، لا سيما في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس ماكرون إلى القاهرة في أبريل الماضي.

وشهدت تلك الزيارة، بحسب الشناوي، رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة، تستند إلى المصالح المتبادلة والتفاهم المشترك حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.

وأكد الرئيسان خلال الاتصال حرصهما على تنفيذ محاور هذه الشراكة، والعمل على تعزيز التعاون في كافة المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية، بما يتماشى مع رؤية مصر التنموية 2030، ويعزز من فرص الشراكة الصناعية والتجارية بين القاهرة وباريس.

دعم الاستثمارات الفرنسية في مصر

وشدد الجانبان على أهمية العمل نحو زيادة حجم الاستثمارات الفرنسية في السوق المصري، وتعزيز انخراط الشركات الفرنسية الكبرى في المشروعات القومية والبنية التحتية، ومجالات الطاقة النظيفة، والتحول الرقمي، والنقل.

ولفت الرئيس السيسي، خلال الاتصال، إلى ما توفره مصر من بيئة خصبة للاستثمار، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية الجارية، وحرص الدولة على تهيئة المناخ الداعم لنمو الاستثمارات الأجنبية.

من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي عن اعتزاز بلاده بالعلاقات الوطيدة مع مصر، مؤكدًا التزام باريس بتوسيع التعاون مع القاهرة في مجالات جديدة تعكس طبيعة الشراكة الاستراتيجية، مع التركيز على نقل التكنولوجيا، وتعزيز التعليم الفني والتدريب المهني.

القضية الفلسطينية في صدارة التنسيق

كما تناول الاتصال مستجدات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، حيث أشاد الرئيس السيسي بالموقف الفرنسي الداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحرص فرنسا على دفع جهود التسوية السلمية.

واستعرض الرئيس السيسي الجهود المصرية المتواصلة لوقف إطلاق النار في القطاع، وتبادل الأسرى والرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية، مشددًا على أن مصر لن تدخر جهدًا في دعم الأشقاء الفلسطينيين، ومساندتهم في ظل ما يتعرضون له من معاناة إنسانية قاسية.

كما أعاد الرئيس السيسي التأكيد على دعم مصر لمؤتمر التسوية السلمية المزمع عقده في نيويورك خلال يونيو الجاري، تحت رعاية الأمم المتحدة، والذي يُعول عليه كخطوة هامة نحو إحياء مسار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

إشادة فرنسية بالدور المصري الإقليمي

من ناحيته، أعرب الرئيس ماكرون عن تقديره الكبير للدور المصري المحوري في تعزيز الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، مؤكدًا دعم فرنسا للجهود المصرية الرامية إلى وقف الحرب الدامية في قطاع غزة، وإنهاء الأزمة الإنسانية المستمرة هناك.

وأشار ماكرون إلى ما لمسه خلال زيارته لمصر من جهود رسمية وشعبية لتخفيف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني، لاسيما عبر تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، واستقبال الجرحى والمصابين، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم في المستشفيات المصرية.

استمرار التنسيق الثنائي حول القضايا الإقليمية

وفي ختام الاتصال، أكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق والتشاور بين مصر وفرنسا في مختلف الملفات الإقليمية والدولية، بما يعزز من فرص الحلول السياسية للأزمات القائمة، ويسهم في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.

وشدد الرئيسان على أن مواجهة التحديات الراهنة، تتطلب تعزيز التعاون بين الشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من توترات متزايدة، وتغيرات جيوسياسية متسارعة.

ويأتي هذا الاتصال ليؤكد على مكانة مصر كقوة إقليمية فاعلة، تحظى بثقة المجتمع الدولي، ولا سيما القوى الأوروبية الكبرى كفرنسا، التي تعتبر القاهرة شريكًا لا غنى عنه في قضايا الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومكافحة الإرهاب، والتعاون الأمني، وتنسيق الجهود في ساحات المتوسط وإفريقيا.

تم نسخ الرابط