علامات لا تهمليها.. إشارات «الجوع المبكر» عند الأطفال حديثي الولادة

الأطفال حديثو الولادة لا يستطيعون التعبير بالكلام ولكنهم يمتلكون وسيلتهم الخاصة في التواصل مع الأم والعائلة، ومن أهم تلك الوسائل «إشارات الجوع المبكر» التي يُظهرها الطفل قبل أن يصل إلى مرحلة البكاء، ومعرفة هذه الإشارات تعد «أمراً بالغ الأهمية» خاصة في الشهور الأولى من حياة الطفل، حيث يعتمد الأطفال بشكل كامل على البالغين لتلبية احتياجاتهم، وفهم هذه العلامات يساعد الأم على بناء علاقة عميقة ومبكرة مع طفلها ويعزز من نموه وتطوره بشكل صحي.
لماذا من المهم التعرف على «إشارات الجوع المبكر»؟
يعتقد البعض أن البكاء هو أول علامة على جوع الطفل، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن البكاء في الحقيقة يُعد «مؤشراً متأخراً»، حيث يكون الطفل قد مرّ بعدة مراحل من المحاولات غير اللفظية للتعبير عن جوعه دون أن يتلقى استجابة، وهذا ما يجعل فهم الإشارات المبكرة للجوع ضرورة لا مجرد رفاهية، فالأطفال في هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى الاستجابة الفورية للحفاظ على «الشعور بالأمان» وتقوية الرابطة بينهم وبين أمهاتهم.
أهم إشارات الجوع التي لا ينبغي تجاهلها
هناك مجموعة من العلامات التي تظهر على الأطفال الرضع وتُعتبر مؤشراً واضحاً إلى الجوع، ومن أبرزها:
تحريك الرأس من جانب إلى آخر: وهي محاولة من الطفل للبحث عن حلمة الثدي أو زجاجة الحليب
فتح الفم المتكرر: علامة تدل على استعداد الطفل للرضاعة
مص اليد أو الأصابع: سلوك شائع يشير إلى رغبة في المص، وهي واحدة من أوضح إشارات الجوع
إصدار أصوات خفيفة أو تذمر: قبل مرحلة البكاء، يصدر الأطفال أصواتاً خفيفة تعبر عن رغبتهم في الطعام
زيادة النشاط أو التململ: عندما يبدأ الطفل في التحرك أكثر من المعتاد أو يظهر عليه الانزعاج دون سبب واضح
مص أي شيء قريب منه: مثل الملابس أو البطانية، وهو دليل على حاجته للرضاعة
هذه العلامات تظهر بشكل تدريجي، وكلما استجابت الأم بسرعة، كلما قلّ اعتماد الطفل على البكاء كوسيلة للتعبير.
متى يكون البكاء دليلاً على الجوع؟
البكاء كما ذكرنا هو «العلامة المتأخرة»، وقد يكون الطفل قد شعر بالجوع لفترة قبل أن يصل إلى هذه المرحلة، وفي هذا الوقت يصبح من الصعب تهدئة الطفل بسرعة لأنه يكون قد وصل إلى مرحلة من التوتر والانزعاج، وبالتالي فإن الأم قد تحتاج إلى وقت أطول لتهدئته وإرضاعه، لذلك فإن الاكتفاء بالاستجابة للبكاء قد يؤدي إلى نتائج سلبية مثل صعوبة النوم أو رفض الرضاعة بسبب الإرهاق.
ما الفرق بين الجوع الحقيقي وجوع العادة؟
من المهم أن تفرّق الأم بين «الجوع الفسيولوجي» الحقيقي وبين السلوكيات التي قد تُفسر خطأً على أنها جوع، فالأطفال أحياناً يقومون بمص أصابعهم أو إصدار أصوات دون أن يكونوا جائعين، وقد يكون ذلك بدافع «الراحة» أو «الاستكشاف»، لذا فإن ملاحظة التوقيت والتكرار والسياق العام للسلوك يساعد في التفرقة بين الجوع الفعلي والجوع العاطفي أو العادة.
دور التغذية المنتظمة في تقليل البكاء وتحسين نوم الطفل
التعرف على إشارات الجوع لدى الأطفال وتلبيتها في الوقت المناسب يساهم في تقليل نوبات البكاء ويساعد الطفل على تنظيم نومه بشكل أفضل، فالأطفال الذين يرضعون بانتظام وبطريقة متوازنة يكونون أكثر هدوءاً وقدرة على النوم لفترات أطول، وهذا بدوره يؤثر على «نموهم العصبي والجسدي» ويمنح الأم فرصة أكبر للراحة والعناية بنفسها.
إشارات الجوع لدى الأطفال الخدّج
الأطفال المبتسرون أو الخدّج قد تكون إشارات الجوع لديهم «أقل وضوحاً» أو مختلفة عن الأطفال مكتملي النمو، لذا يجب على الأم أن تكون أكثر يقظة، فقد تظهر العلامات بشكل أضعف مثل تحريك الفم أو رفع الحاجبين، وهؤلاء الأطفال بحاجة إلى رعاية مضاعفة واستشارات طبية دورية لضمان حصولهم على التغذية الكافية.
كيف تكتسب الأم مهارة قراءة لغة الجسد عند الأطفال؟
الأمر لا يحدث بين يوم وليلة، ولكنه يأتي بالملاحظة والتكرار والتجربة، فكل طفل له طبيعته الخاصة ولكن هناك قواسم مشتركة بين معظم الأطفال في سلوكيات الجوع، ومع الوقت تصبح الأم قادرة على قراءة تعابير وجه طفلها وحركاته ومعرفة إن كان جائعاً أو متضايقاً أو فقط بحاجة إلى الحنان، وهذه المهارة تعزز العلاقة بين الطفل وأمه وتقلل من التوتر لكليهما.
إشارات الجوع جزء من نمو الطفل الطبيعي
أخيراً، من المهم أن تتعامل الأم مع إشارات الجوع على أنها جزء من «نمو الطفل الطبيعي» وليست أزمة يجب حلّها بسرعة، فالتغذية في هذا العمر ترتبط بالحب والأمان والراحة، واستجابة الأم الفورية تؤسس لثقة الطفل بالعالم المحيط به، وهو ما ينعكس على صحته النفسية والجسدية في المستقبل.