شمخاني يصارع الموت بعد ضربة إسرائيلية.. مصادر تنفي مقتله وتؤكد حالته الحرجة

في تطور ميداني وسياسي خطير، أفاد مصدر مطلع اليوم السبت، بأن علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لا يزال على قيد الحياة عقب الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة الإيرانية طهران وأصفهان فجر الجمعة، لكنه يرقد في حالة صحية حرجة.
ونفي المصدر ما تم تداوله على نطاق واسع في بعض وسائل الإعلام الغربية، بشأن مقتل شمخاني، مؤكدًا أن الأخير «لا يزال حيا، لكنه يتلقى العلاج في العناية المركزة، وحالته غير مرضية حتى الآن».
هدف رئيسي في الضربة الجوية
وكان شمخاني من بين أبرز الشخصيات المستهدفة في الهجوم الإسرائيلي الذي وصفته إسرائيل بأنه «الأوسع نطاقا والأعمق اختراقا» في قلب العاصمة الإيرانية منذ سنوات.
ووفق تقارير إسرائيلية، فإن الضربة استهدفت مقار نووية ومراكز عسكرية ومقار سرية للحرس الثوري في طهران وأصفهان، في عملية شاركت فيها أكثر من 70 طائرة مقاتلة.
وأوضح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيفي دوفيرين، أن «العملية أصابت أكثر من 40 هدفا عسكريا واستخباراتيًا في قلب العاصمة الإيرانية، ووجّهت ضربة مباشرة لمن كانوا يعتبرون أنفسهم في مأمن داخل طهران».
وفي هذا السياق، أشار دوفيرين إلى أن "شمخاني كان ضمن قائمة الأهداف التي خُطط لاستهدافها بدقة"، نظرا لموقعه الحساس في هندسة السياسات الأمنية لإيران، ودوره في الملف النووي والتواصل مع بعض الدوائر الغربية سابقًا.
تقارير متضاربة وغياب رسمي
منذ لحظة الإعلان عن العملية، ظهرت عدة روايات متضاربة حول مصير شمخاني. ففي الوقت الذي أشارت فيه صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى أن شمخاني قتل في الغارة، نقلت وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية أن المسؤول الأمني الكبير أُصيب ونُقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي ظل هذه الفوضى المعلوماتية، سادت حالة من الصمت الرسمي من قبل الحكومة الإيرانية، التي لم تُصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي الحالة الصحية الدقيقة لشمخاني، مما فتح الباب أمام المزيد من الشائعات والتكهنات.
في المقابل، سارع مقربون من شمخاني إلى نفي نبأ وفاته، مؤكدين في تصريحات لوكالات إيرانية، أنه «لا يزال على قيد الحياة، لكنه في وضع صحي دقيق».
من هو علي شمخاني؟
يُعد علي شمخاني أحد أبرز أركان النظام الإيراني منذ عقود، وسبق أن شغل مناصب أمنية وعسكرية رفيعة، أبرزها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، ووزير الدفاع، قبل أن يعين مستشارًا للمرشد الأعلى لشؤون الدفاع والسياسة الخارجية.
كما يُعرف شمخاني بأنه أحد مهندسي العلاقات الإيرانية الخليجية، وكان له دور بارز في التقارب الذي حدث العام الماضي مع المملكة العربية السعودية بوساطة صينية، فضلًا عن علاقاته الوثيقة مع قيادات حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي.
وإلى جانب ملفه الأمني، عرف شمخاني بانخراطه المباشر في متابعة الملف النووي الإيراني، وكان ينظر إليه على أنه من الصقور المعتدلين داخل النظام، أي ممن يجمعون بين الواقعية السياسية والتشدد في مواجهة الغرب.
تصعيد غير مسبوق
وتأتي هذه الضربة في إطار التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران، بعد أسابيع من تبادل التهديدات والهجمات غير المباشرة، على خلفية الحرب المستمرة في غزة، والدور الإيراني في دعم فصائل المقاومة، إضافة إلى اتهامات إسرائيلية لطهران بتسليح وتمويل الجماعات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق.
وتنظر إيران إلى الهجوم كخرق خطير لسيادتها، حيث قال مسؤولون إيرانيون إن «ردا قاسيا وقريبا» سيتم تنفيذه، في حين قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده «لن تنسى استهداف كبار مسؤوليها، وإن زمن الصمت الدبلوماسي قد ولى».
وضع داخلي مضطرب
ويأتي نبأ إصابة شمخاني في وقت تعيش فيه إيران توترات داخلية غير مسبوقة، حيث خرجت بعض التظاهرات المحدودة في طهران تندد بـ«الاختراق الأمني الكبير»، فيما دعت أصوات من داخل البرلمان الإيراني إلى مراجعة أداء الأجهزة الأمنية.
ويُخشى أن يؤدي غياب شمخاني إن تأكدت وفاته لاحقا إلى فراغ في المؤسسة الأمنية العليا في إيران، لما له من خبرات وشبكات نفوذ محلية وإقليمية.