الإثنين 16 يونيو 2025 الموافق 20 ذو الحجة 1446
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
القارئ نيوز القارئ نيوز
رئيس مجلس الإدارة
محمد جودة الشاعر
رئيس التحرير
د.محمد طعيمة
عاجل

موبايلك تحت المراقبة.. كيف يتجسس الذكاء الاصطناعي على خصوصيتك؟

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي

يعيش العالم اليوم في زمن تسيطر فيه تقنيات «الذكاء الاصطناعي» على تفاصيل الحياة اليومية، حيث أصبحت هذه التقنيات جزءًا لا يتجزأ من الهواتف الذكية التي نحملها في أيدينا طوال الوقت، وبينما تمنحنا هذه التكنولوجيا سهولة وراحة في أداء المهام اليومية، إلا أن لها وجهًا آخر يثير الكثير من القلق، وهو أن موبايلك لم يعد مجرد وسيلة للتواصل أو العمل أو الترفيه، بل أصبح «أداة مراقبة» دقيقة تسجل وتخزن وتستنتج وتجمع كمًا هائلًا من المعلومات عنك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة في التطبيقات والأنظمة المختلفة.

الذكاء الاصطناعي داخل التطبيقات.. ماذا يعرف عنك؟

من أول لحظة تقوم فيها بتثبيت تطبيق جديد على موبايلك، يبدأ الذكاء الاصطناعي بالعمل خلف الكواليس، حيث يطلب التطبيق صلاحيات متعددة مثل الوصول إلى «الكاميرا» أو «المايكروفون» أو «الموقع الجغرافي» أو حتى «الملفات الشخصية»، وبمجرد منح هذه الأذونات، يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل استخدامك اليومي، وأنماط تصفحك، ومدة بقاءك داخل التطبيقات المختلفة، والمحتوى الذي تفضله، وحتى عدد خطواتك اليومية إذا كنت تستخدم تطبيقات اللياقة البدنية، كل هذه المعلومات لا تُجمع من باب الفضول، بل تستخدم لتكوين «ملف رقمي» عنك يساعد التطبيقات والمنصات الإعلانية على عرض ما يناسبك من منتجات وأفكار ومحتوى.

الذكاء الاصطناعي لا ينام.. كيف يراقبك على مدار الساعة؟

التقنيات الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لا تتوقف عن العمل، فهي تقوم بمراقبة سلوك المستخدمين لحظة بلحظة من خلال حساسات الهاتف المختلفة، فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد نمط نومك من خلال نشاطك الليلي أو صمت الجهاز، كما يمكنه تحديد حالتك النفسية من خلال سرعة الكتابة أو كلمات البحث، وتُستخدم هذه البيانات ليس فقط لتقديم تجربة أفضل بل أيضًا لأهداف تجارية وتسويقية وحتى سياسية أحيانًا، فالذكاء الاصطناعي يراقب كلماتك في محركات البحث، ويسجل اهتماماتك من خلال الصوت والصورة والكتابة، ليقوم بتحليلها بطرق مذهلة تصل إلى توقع قراراتك وسلوكك المقبل.

«المساعدات الذكية».. أصدقاء أم جواسيس؟

هل فكرت يومًا في كمية المعلومات التي تقدمها لـ«مساعد جوجل» أو «سيري» أو «أليكسا»؟ هذه «المساعدات الذكية» تعتمد بالكامل على تقنيات الذكاء الاصطناعي لفهم ما تقوله وتسجيله وتحليله، وهي تعمل طوال الوقت في الخلفية مستعدة لسماع الأمر الصوتي الذي تبدأ به، ما يعني أنها قد تسجل المحادثات دون علمك، بعض التقارير أثبتت أن شركات التكنولوجيا الكبرى تخزّن مقاطع صوتية من المستخدمين وتراجعها لتحسين الأداء، ما يطرح تساؤلات حول خصوصية المستخدم وحقوقه الرقمية في ظل سيطرة الذكاء الاصطناعي على تفاعلاته اليومية.

الكاميرا والمايك.. أكثر من مجرد أدوات

قد تبدو الكاميرا والمايكروفون مجرد أدوات بسيطة تتيح لك التقاط الصور أو إجراء المكالمات، ولكن في ظل وجود الذكاء الاصطناعي أصبحت هذه الأدوات «عيونًا وآذانًا» تراقبك طوال الوقت، فمن خلال تقنية «التعرف على الوجه» يستطيع الهاتف التحقق من هويتك، ولكن هل تبقى هذه البيانات محفوظة فقط لديك؟ الإجابة ليست واضحة، فالكثير من التطبيقات تستخدم صور المستخدمين لتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتستخدم المايك في التقاط كلمات عابرة لتقديم إعلانات مخصصة بعد دقائق فقط من التحدث عنها، وهو ما يعزز الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي لم يعد وسيلة للتطوير فحسب بل أصبح أداة للتجسس الذكي.

الذكاء الاصطناعي والإعلانات الموجهة.. هل هي صدفة؟

هل لاحظت من قبل أنك تحدثت عن منتج ما ثم فجأة ظهر لك إعلان له على وسائل التواصل الاجتماعي؟ هذه ليست مصادفة، بل نتيجة مباشرة لتحليل بياناتك باستخدام الذكاء الاصطناعي، فالهاتف يقوم بجمع البيانات الصوتية والكتابية وحتى العاطفية ويقوم بتمريرها إلى منصات الإعلانات التي تعتمد على خوارزميات متقدمة لفهم سلوكك وتوجيه الإعلانات بما يناسبك، وهذا لا يتوقف على الإعلانات فقط بل يشمل الأخبار والمنشورات وحتى الترشيحات على منصات الفيديو.

كيف تحمي خصوصيتك من الذكاء الاصطناعي؟

على الرغم من صعوبة تجنب الذكاء الاصطناعي في العصر الحالي، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها لحماية خصوصيتك، مثل مراجعة صلاحيات التطبيقات بشكل دوري وعدم منحها أذونات غير ضرورية، تعطيل الميكروفون أو الكاميرا من الإعدادات عندما لا تكون قيد الاستخدام، استخدام محركات بحث وتطبيقات تركّز على حماية الخصوصية مثل DuckDuckGo، بالإضافة إلى تحديث التطبيقات بشكل مستمر لضمان الحماية من الثغرات الأمنية، ويجب الانتباه إلى أن الوعي الرقمي أصبح ضرورة وليس رفاهية في ظل التوسع الهائل في استخدام الذكاء الاصطناعي.

هل نحن مراقبون إلى هذا الحد؟

الإجابة نعم، فالهاتف الذكي الذي نحمله في جيبنا ليس فقط وسيلة اتصال بل جهاز معقد يحتوي على تكنولوجيا متطورة قادرة على جمع وتحليل كم هائل من المعلومات الشخصية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومهما كان استخدامك بسيطًا أو محدودًا، فإن البيانات التي تتركها يوميًا تعتبر كنزًا لتلك الأنظمة التي تعمل على تتبع سلوكك بدقة متناهية، ولهذا فإن مواجهة هذا الواقع تتطلب وعيًا وإجراءات عملية للحفاظ على الخصوصية الرقمية في زمن أصبحت فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي حاضرة في كل زاوية من حياتنا.

تم نسخ الرابط